المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

"هل هي مغازلة سياسية؟".. قراءة في تصريحات وزير خارجية تركيا

 
   
13:01

http://anapress.net/a/22427592384766
489
مشاهدة


"هل هي مغازلة سياسية؟".. قراءة في تصريحات وزير خارجية تركيا
بشار الأسد- أرشيفية

حجم الخط:

لطالما اتخذت تركيا موقفاً مناهضاً ومتشدداً من النظام السوري، ومن رئيسه (بشار الأسد) الذي اتهمته ووصفته أكثر من مرة بـ "القاتل".. ولطالما دعا المسؤولون الأتراك إلى ضرورة تنحيه على اعتبار أن الوضع لن يستقيم ما لم يغادر الأسد السلطة.. لكن تصريحات وزير خارجية تركيا أخيراً جاءت لتثير الكثير من الجدل.

في تصريحات مفاجئة يوم أمس الأحد، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن "بلاده ستدرس العمل مع رئيس النظام في سوريا، بشار الأسد إذا فاز في انتخابات ديمقراطية ونزيهة"، بحسب ما ذكرته كل من وكالتي الأناضول ورويترز.

وجاءت تصريحات أوغلو، خلال كلمة على هامش "منتدى الدوحة" الـ 18، وقال فيها: "إنه في حال جرت انتخابات ديمقراطية ونزيهة في سوريا وفاز بها بشار الأسد، فإن تركيا قد يكون على الجميع النظر في العمل معه".

وأوضح أوغلو ردًا على سؤال فيما إذا كان يستسيغ "وجود دور للأسد في مستقبل سوريا": "إن الأولوية الآن في هذه الفترة هو لإنشاء دستور للبلاد. وأن عليهم (السوريون) بأنفسهم إعداد مسودة الدستور".

فما هي دلالات وتداعيات تصريحات جاويش أوغلو؟ وهل هناك تغير قد طرأ في المواقف التركية بخاصة قبيل عملية شرق الفرات؟ وهل لتصريحات أوغلو أية علاقة بالتصعيد الأمريكي ضد تركيا بشأن شرق الفرات؟ وهل ستفتح هذه التصريحات الأبواب بين تركيا والنظام نحو علاقات معينة بوصفها من جانب البعض على أنها "مغازلة سياسية"؟!

هذه التصريحات تعني إضفاء الشرعية على حكم الأسد وتبرئته من الجرائم
سمير نشار

رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق والمعارض السوري عضو الائتلاف السابق سمير نشار، وفي تصريحات خاصة لـ "أنا برس"، اعتبر أن "تصريح وزير الخارجية التركي له دلالات معينة، ويأتي ضمن سلسلة من التراجعات التركية المبرمجة والمدروسة تدريجيا نتيجة تغير الأولويات التركية وتحولها من مناصرة الثورة السورية والمطالبة بإسقاط الأسد إلى محاربة ميليشيات الـ  ب ي د في سوريا المدعومة من الولايات المتحدة وحليفتها في محاربة داعش، والتي تجد تركيا أنها تشكل تهديدا للأمن القومي التركي على الحدود السورية التركية"، وفق تصريحاته.

وبحسب النشار، فإن تصريحات أوغلو تأتي بشكل خاص بعد التقارب التركي الروسي ومع إيران من خلال محور أستانا، وعدم نجاح الولايات المتحدة في تبديد الهواجس التركية بقيام كيان كردي في شرق الفرات.

ويرى النشار أن "الموقف التركي الجديد من بشار الأسد شكل صدمة لدى أكثرية السوريين بخاصة المقيمين في تركيا؛ لأنهم لم يتوقعوا هذه الانعطافة الحادة وبهذا الشكل بالموقف التركي، نظرا لحجم الجرائم المرتبكة من قبل بشار الاسد تجاه السوريين".

ويعتقد المعارض السوري بأن "هذه التصريحات تعني إضفاء الشرعية على حكم الأسد وتبرئته من الجرائم المرتكبة من قبله؛ فالديموقراطية والانتخابات لا تسمح للمجرم الذي ارتكب جرائم ضد الانسانية واستخدم كافة الأسلحة المحرمة دوليا ضد الشعب السوري بالمشاركة بأي انتخابات، إنما يفترض أن يحاكم لأن العدالة أولاً".

ويختم النشار حديثه لـ "أنا برس" بقوله: "إن الموقف التركي أزال الالتباس لدى بعض السوريين من الذين لا يزالون يراهنون على مواقف هذه الدولة أو تلك من شقيقة أو صديقة".

ومن جانبه يقول المحلل السياسي المعارض من السويد، جميل عمار لـ "أنا برس": إن التصريحات التركية تتأرجح وفق الطقس السياسي، وهي رسائل لجني مكاسب سياسية، وتتزامن في رغبة دخول الجيش التركي لـ شرق الفرات، وتحتاج لغزل مع النظام السوري، كي تدخل تلك القوات من دون استفزاز للنظام ولكي لا يقوم النظام بدعم الفصائل الانفصالية الذي هو بدوره غير موافق على مواقفها الانفصالية"، على حد وصفه.

وأوضح عمار أن "هذه التصريحات لن تصل إلى الحد الذي تفتح فيه علاقات بين النظام وأنقرة في الوقت الحالي؛ فتركيا تفرق بين المواقف التكتيكية والاستراتيجية.. ولن تذهب بعيداً مع النظام السوري.. إنها رسائل لتخدير ردة الفعل وتكسب بها ود الروس لا أكثر".

والجدير بالذكر أنه منذ بداية "الثورة" في سوريا في العام 2011، اتخذت تركيا موقفاً مناهضاً لنظام الأسد ووصفته مراراً بـ "النظام المجرم" الذي قتل مئات آلاف المدنيين، كما أن النظام يعتبر الوجود العسكري التركي في الشمال السوري "احتلالاً"، ودعا النظام أنقرة مراراً لسحب قواتها.




كلمات مفتاحية