المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

لماذا لم يتبلور موقف الإدارة الأمريكية من الملف السوري حتى الآن؟

 
   
11:00

http://anapress.net/a/218181775348768
60
مشاهدة


لماذا لم يتبلور موقف الإدارة الأمريكية من الملف السوري حتى الآن؟

حجم الخط:

منذ مجئ دونالد ترامب للبيت الأبيض تم التصريح من فريقه عدة مرات أن الهدف الأساسي لترامب وفريقه داخلي (ورفعوا شعار: أمريكا أولًا) ولن يولوا الملفات الخارجية الهم الأكبر لكنهم بالمقابل أعلنوا موقفاً واضحاً من رغبتهم إقامة المناطق الآمنة تجاه الملف السوري. 

وأكدت تسريبات بوجود خلافات بين ترامب والاستخبارات الأمريكية، في أن مشروع "سي آي إيه" يهدف للتخلص من نظام بشار الأسد، في حين أن ترامب وخلال حملته الانتخابية قبل وصوله للبيت الأبيض أعلن عن عدم اعتزامه الإطاحة بالأسد، ويريد التعاون مع الأسد وروسيا لـ “التغلب على تنظيم الدولة الإسلامية". وبالتالي ذلك شكل مشكلة لدى "سي آي إيه" 

 مشروع "سي آي إيه" يهدف للتخلص من نظام بشار الأسد في حين يتخذ ترامب موقفًا مغايرًا

يؤكد الصحافي عمر كوش لـ "أنا برس" أن الإدارة الأمريكية الحالية ليس من ألوياتها الملف السوري، ولم تبلور بعد استراتيجية خاصة به، وهي تنخرط بقوة في الحرب على ما تسميه الإرهاب، وبات ما يعنيها هو شحذ الجهود في الحرب على داعش، وأضحت تنظر إلى معركة السيطرة على الرقة وطرد مقاتلي داعش منها هدفًا أساسيًا حتى وإن اقتضى ذلك التعاون مع الروس بل حتى من نظام الأسد. 

 ويرى كوش أنه بغض النظر عن التباينات ما بين الاستخبارات الامريكية والبنتاغون حول سوريا فإن نقطة الارتكاز في التعاطي مع الشأن السوري هي الانخراط في محاربة داعش إلى جانب السعي لإنشاء مناطق آمنة من أجل تجميع اللاجئين. ويختم كوش حديثه مؤكدًا أن واشنطن ترغب في تحويل المناطق الآمنة إلى مناطق مغلقة وكانتونات حتى وإن افضى ذلك إلى تقسيم سوريا وهي تؤيد في هذا السياق كانتونات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مقابل زجه في الحرب على داعش بالرغم من علمها أنه يمثل الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف لديها منظمة إرهابية. 

تخبط

وبدوره يقول الكاتب الصحافي السوري باسل الحاج جاسم  لـ "أنا برس": إن موقف واشنطن حيال سوريا يسوده التخبط حتى الان، ومازال إرث أوباما مخيم على هذا التخبط، والشيء المؤكد أن الأميركيين اليوم يجهلون حقيقة الواقع السوري ومن غير المستبعد أن واشنطن أو الإدارة الأميركية تعرضت للتضليل عندما اتخذت حليفة لها في سوريا جهة لها أجندة خاصة أبعد ما تكون عن تطلعات وأهداف السوريين معتبرة أنها تمثل أغلبية السوريين تحت مسمى كبير "سورية الديمقراطية". 

ويتابع: مع أن الواقع الحقيقي بهذه القوة الانفصالية يدركه كل السوريين والأطراف الإقليمية أيضا، ولا يستبعد هذا التضليل يكون نتيجة للتنافس أو الخلاف بين الأجهزة الأميركية، وهو شبيه بالتضليل الذي تعرضت له في بداية غزوها للعراق. 

وحول التسريبات بوجود خلافات وإشكاليات بين ترامب والـ" سي اي ايه" حول الصراع السوري ومصير الأسد، يقول: الـ "سي اي ايه" تريد التخلص من نظام الأسد، فهل يمكن لترامب أن يؤيد موقف ال سي اي ايه؟ يرى الحاج جاسم أن حقيقة سير المعارك على الأرض والجهات التي تدعمها القوات الأميركية الان ولاحقا ستكشف حقيقة كل هذه المزاعم. 

بقاء الأسد

بدوره يقول المحلل السياسي حسام نجار لـ "أنا برس": مع استلام ترمب بدأت ملامح الموقف الأمريكي فقد صرح الناطق الرسمي للبيت الأبيض منذ فترة أن بقاء الأسد غير وارد نهائيا في المرحلة المقبلة وذلك نتيجة التفاهمات التي تمت مع الروس والرغبة الإسرائيلية بإيجاد البديل وتبلور فكرة الفيدراليات.. نلاحظ هذا التوجه من خلال التدخل الأمريكي العسكري المباشر على الأرض السوري وكذلك سحب اليد الإسرائيلية من دعم الأسد. 

وحول وجود غموض وتخبط في موقف إدارة ترامب تجاه الملف السوري مع أن  الـ سي آي إيه" يسعى للتخلص من نظام بشار الأسد، يرى النجار أن توجه سي أي ايه كان من أثناء وجود أوباما والسبب المعلن كي لا تدع أمريكا مجالا للعناصر الإرهابية بحجة قتال الأسد. ويتابع النجارأنه عند تحليل الموقف الأمريكي السياسي والعسكري نراهما في تناقض، فالعسكري كان يهدف لإنهاء المشكلة وبالتالي إنهاء مشاكل أخرى متعلقة بها لكن السياسي كان الهدف منه إبقاء الصراع مفتوح على مصراعيه لمزيد من السيطرة والتحكم الاقتصادي، بينما سياسة ترمب وطرحه الاقتصادي يختلف فهو يريد الحصول على فوائد علنية وحتى أنه طالب الدول الأخرى برسوم حماية لها.

ويشير النجار إلى أن الموقف الأميركي اتضح بالسيطرة على الأرض وتحقيق ما اعطوه من وعود وبالتالي سيطرة إسرائيل من خلال التقسيم عندها لن يكون خروج الأسد ضارا لهم.  إدارة ترمب استلمت في نهاية شهر يناير وبالتالي تبلور الموقف من الأسد بعد التوافق مع إسرائيل، وحسب معلوماتي انه خلال الربيع تكون الأمور منتهية قد يزيد قليلاً لكن ليس كثيراً، فمن خلال الاجتماعات المكوكية لنتنياهو مع الروس والأمريكان والتلميحات من الطرفين نجد جدية في الموضوع.