المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

روسيا تشجع على الحوار بين تركيا والنظام.. ومحللون يستبعدون نجاح الوساطة لأسباب مختلفة

 
   
15:02

http://anapress.net/a/211536178670569
178
مشاهدة


روسيا تشجع على الحوار بين تركيا والنظام.. ومحللون يستبعدون نجاح الوساطة لأسباب مختلفة
أردوغان- أرشيفية

حجم الخط:

مع التحركات الحثيثة التي تعمل عليها موسكو ومحاولتها لتصدير النظام السوري كطرف أساسي وشريك في أي تحرك، تتجه الدبلوماسية الروسية إلى تهيئة الظروف للتقارب بين النظام السوري وتركيا؛ لعودة الحوار والعلاقات بين الطرفين. 

يأتي ذلك في ظل اتساع الخلافات والتوتر بين تركيا والنظام السوري بخاصة بعد العملية التركية في شرقي سوريا، وقد وصلت الأمور إلى مرحلة صعبة، ترى معها موسكو ضرورة إجراء حوار بين النظام السوري وتركيا، لدرء أي انزلاقات نحو التصادم بين الطرفين.

شجعت روسيا، الجمعة، على عقد لقاء بين تركيا والنظام السوري، مؤكدة أنها تؤيد الحوار بينهما، في وقت يقترب فيه اجتماع الدول الضامنة للحل السوري، في أستانا.

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة "سبوتنيك" الروسية،  إن بلاده تؤيد عقد لقاء بين النظام السوري والجانب التركي، في حال كانت هناك رغبة لدى الطرفينوأوضح بوغدانوف، "نحن ندعم هذا بالتأكيد، لكنه لا يعتمد فقط على رغبتنا، بل على استعداد الأطراف للقاء وإقامة حوار”، في إشارة إلى دمشق وأنقرة.

وزادت العملية العسكرية التركية الأخيرة في شمال شرقي سوريا، من حدة التصريحات والاتهامات بين تركيا والنظام السوري، الذي اعتبر العملية "عدوانًا سافرا على أراضيه.

وليست المرة الأولى التي تدعو فيها موسكو نحو هذا الطرح، إذ قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، في تصريح سابق الشهر الماضي، تعليقا على احتمال اندلاع نزاع عسكري بين تركيا سوريا: "أعتقد أن حدوث أي اشتباك ليس في مصلحة أحد بل أمر غير مقبول، ولهذا السبب نحن بالطبع لن نسمح بذلك".

وأشار لافرينتييف إلى وجوب تفعيل الحوار بين الطرفين لتجنب أي انزلاق..  مؤكدا "أن روسيا لم تؤيد أبدا العملية العسكرية التي تشنها تركيا شمال شرق سوريا، على الرغم من التصريحات التي أدلى بها الجانب التركي". ويبقى التساؤل هل يمكن للنظام السوري وتركيا أن يتجها نحو حوار وإعادة العلاقات وبالتالي تصفير المشكلات بينهما؟ (اقرأ/ي أيضاً: انتفاضة طهران وبيروت وبغداد تقلقه.. تصريحات مثيرة للجدل من رأس النظام السوري).

نجاح مستبعد

استبعدت الأكاديمية الحقوقية والناشطة السياسية المعارضة، مها الراشد، في اتصال هاتفي معها من السويد، نجاح أية مبادرة روسية أو إيرانية هادفة لجمع أردوغان مع الأسد، مشيرة إلى أنها لا تتوقع أن يكون هنالك أي تقارب سوري تركي في ضوء التصريحات المتشنجة من الطرفين، ولكن في الوقت نفسه "لا يمكن أن نتجاهل أن المصالح التركية تلاقت مع المصالح السورية من حيث إنهاء حالة التمرد للفصائل الكردية التي تدعو إلى الاتفصال".

وأوضحت الراشد، في تصريحات لـ "أنا برس" أن "التصريحات المتكررة من الجانب التركي بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية.. وأنه لا توجد أية رغبة تركية بالاحتفاظ بالأراضي السورية تدل على تخفيف الاحتقان بين الطرفين.. كما لم تعارض تركيا وصول بعض قوات حرس الحدود السورية إلى الحدود الشمالية بعد استبعاد قسد منها".

وتابعت الراشد: "أيضا تسليم الأسرى من جيش النظام الذين كانوا بحوزة الجيش الوطني السوري وتسليمهم للنظام.. كل ذلك في سبيل تخفيف الاحتقان"، مضيفة أن "تركيا حاليا همها تأمين حدودها الجنوبية. ومستقبل سوريا تحكمه السياسة الدولية".

واختتمت الراشد حديثها لـ "أنا برس" قائلة:  "تركيا يهمها الأمن القومي ومسألة ألا تكون ذلك اللاعب الخاسر في سوريا، ولا سيما أن روسيا وإيران اقتطعتا مناطق نفوذ داخل الأراضي السورية، وبالتالي تريد تركيا منطقة لها على الحدود خالية من أي تهديد".

وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قد ركز خلال إطلالاته الإعلامية الأخيرة في الأسابيع الماضية، على مهاجمة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

وقال الأسد في مقابلة مع قناة "الإخبارية" السورية، في 31 من تشرين الأول الماضي، "لن أتشرف بلقاء أردوغان وسأشعر بالاشمئزاز، ولكن المشاعر نضعها جانبًا عندما تكون هناك مصلحة وطنية".

وأضاف الأسد: "أردوغان يمارس الزعرنة السياسية على أوسع نطاق، وأنا قمت بعملية توصيف له ولم أشتمه (…) أردوغان يحاول أن يظهر وكأنه صاحب قرار، ولكنه وكيل أمريكي في هذه الحرب"، واصفًا الرئيس التركي بأنه "لص وسرق المعامل والقمح والنفط، واليوم يسرق الأرض"، في إشارة إلى التدخل التركي في سوريا.

هذا الخطاب الذي يطلقه النظام السوري، تقابله سياسة تركية مزدوجة باتجاهين، الأول يتجلى بتصريحات المسؤولين، وفي مقدمتهم أردوغان، التي تتهم الأسد بالإجرام وقتل شعبه وتهجير الملايين وتطالب برحيله عن الحكم.

وبالاتجاه الثاني تصريحات تثير الجدل عن ماهية العلاقة بين الطرفين وبقاء التواصل الاستخباراتي بحده الأدنى بين دمشق وأنقرة، ومن أبرز هذه التصريحات ما قاله وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في كانون الأول الماضي، بأن بلاده قد تفكر بالعمل مع بشار الأسد، في حال فاز بانتخابات ديمقراطية.

خطة روسية ممنهجة

يقول المحلل السياسي والمعارض السوري، حسام نجار من النروج عبر اتصال هاتفي، لـ "أنا برس" إن النظام وقنواته الإعلامية المتعددة وضمن خطة روسية ممنهجة لبث وترويج أفكار وأقوال عن الجانب التركي له أهداف عدة.

أولاها -كما يرى النجار- هو ضرب مصداقية الأتراك تجاه الشعب السوري.. وثانيها إيقاع الأتراك في حالات من الصمت أو الرفض.. وفي كلتا الحالتين النظام هو المستفيد. ويقول: ما يتم بثه الآن حول الموقف التركي سواء العسكري أو التفاوضي أو السياسي، وفق النجار، يندرج في هذا المجال فتارة نرى أقوال تتحدث عن قيام تركيا بتسليم المحرر مقابل المنطقة الآمنة.. ومرة أخرى أن تركيا ستسلم الطرق الدولية لروسيا وهكذا.

ويوضح النجار أن النقطة الأهم التي يتم بثها أن هناك علاقات بين الطرفين تسعى روسيا لتقويتها والعمل على إعادة العلاقات بين تركيا والنظام ولو في حدودها الدنيا... لكن بالعودة لأرض الواقع نجد خلاف هذا؛  فالرئيس التركي وأعضاء حكومته أعلنوا مراراً وتكراراً أنهم مستعدون للتعامل مع الأسد لو فاز في انتخابات ديمقراطية تشرف عليها الأمم المتحدة وكذلك ضمن شروط المؤتمرات التي تعقدها تركيا مع حلفائها.

بالمقابل نجد رأس النظام السوري يستخدم عبارات غير لائقة تجاه الرئيس التركي حتى أن الروس أنفسهم اعترضوا على تلك العبارات كما أنهم يعتبرون التركي خصم سياسي وعسكري وتفاوضي بدليل إطلاق تسمية وفد تركيا على وفد المعارضة للجنة الدستورية.. كذلك اعتبار القوات التركية احتلال. بحسب النجار

وأشار النجار إلى أن الجانب التركي أعلن فيما سبق أن هناك علاقات استخباراتية بينه وبين النظام وفي حدودها الضيقة وبالتالي لا ينكر تلك العلاقات. كما أن الروس رغم تعاونهم مع الأتراك إلا أنهم يستخدمون أسلوب القط والفأر ويعززون هذا بتصريحاتهم الإعلامية.

لكن بالسياسة كل شيء ممكن كما يعتقد النجار وخاصة بعد أن يحصل كل طرف على مبتغاه.. فلا يضر التركي تلك العلاقات أن كانت بعد الحصول على المنطقة الأمنة أو توسيع اتفاقية أضنة لتشمل تلك المنطقة.. ولا ضير للنظام من تلك العلاقات حتى وأن أخذت تركيا المنطقة الآمنة فسيجد حججاً عديدة لتبريرها بالمقابل سيحصل على طرف اساسي في المعادلة وهو حليف المعارضة.

الكرة في ملعب النظام فهو إن اعترف بالمنطقة الآمنة وبالدور التركي سيصبح بالإمكان البناء على هذه الأمور
 

ويعتبر النجار أن الكرة في ملعب النظام فهو إن اعترف بالمنطقة الآمنة وبالدور التركي سيصبح بالإمكان البناء على هذه الأمور بالمقابل الطرف التركي يسير وفق خطته ومن مصلحته الأساسية ان تكون هناك دولة على حدوده وليس فصائل أو ميليشيات وضمن الاتفاقيات السابقة.

وبالنسبة للطرف الروسي، وفق النجار، فالخطة التي اتبعها بتقسيم المشكلة إلى مشاكل صغيرة وحلها رويداً رويداً يسعى لتقسيم الخلاف بين النظام والتركي كما فعل سابقاً مع البلدات والمناطق السورية.. فالتقارب التركي الأسدي مرهون بمواقف النظام "الأسدي".

الطرح الروسي

ومن جهة أخرى يقول المحلل السياسي والمعارض، زكريا ملاحفجي، لـ "أنا برس" بالنسبة للطرح الروسي لعقد حوار بين تركيا والنظام "لا أعتقد بأن يكون هناك أي حوار بين الطرفين لأسباب كثيرة؛ منها التأكيدات التركية على أنها لن تفتح أي حوار مباشر مع النظام.. كما أن هناك حظر أمريكي على دول المنطقة بفتح أي قنوات مباشرة مع نظام الأسد".

وأوضح ملاحفجي أن هناك تواصلاً بين تركيا النظام السوري ولكن ليس بشكل مباشر، إذ يتم عبر الحليف الروسي، ذلك أن تركيا تنسق كل عملياتها العسكرية والأمنية والسياسية مع الجانب الروسي الذي بدوره يوصلها للنظام.. فالكل يعلم أن الكلمة الأولى والأخيرة للروس، على حد قوله.