المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

اتفاق سوتشي وعقدة ملف إدلب

 
   
10:38

http://anapress.net/a/206760186668266
454
مشاهدة


اتفاق سوتشي وعقدة ملف إدلب
صورة أرشيفية لدمار بمعرة النعمان

حجم الخط:

منذ أكثر من أربعة أشهر تواصل قوات النظام السوري بدعم روسي قصفها المتواصل على مدينة إدلب، ما تسبب في مقتل العشرات ونزوح الآلاف وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية. الأمر الذي استوجب تدخلاً تركياً عسكرياً ودبلوماسياً عاجلاً قد يضع أنقرة وموسكو في مواجهة واحدة.

ذلك على الرغم من تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع إحدى القنوات الروسية يوم الأحد الماضي، والتي زعم خلالها أن بلاده ملتزمة باتفاق خفض التصعيد في إدلب، وبتنفيذ مخرجات اتفاق سوتشي رغم مضي عام على توقيعه.

وأشار لافروف إلى أن بوتين وأردوغان اتفقا خلال اللقاء الذي جمعهما الثلاثاء الماضي على الحفاظ على اتفاق سوتشي واتخاذ خطوات محددة تسمح بتنفيذه.

وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء 4 سبتمبر/أيلول 2019 من سيناريو مشابه لما جرى في حلب في العام 2016، في إدلب، قائلاً إن منطقة خفض التصعيد، في المحافظة الواقعة، شمال غرب سوريا تختفي تدريجياً.

التقدم البري الكبير الذي أحرزته قوات الأسد في الأيام الماضية بدعم من روسيا يعتبر ضربة كبيرة للتفاهمات التي تم رسمها في الأشهر الماضية مع أنقرة، ولا سيما أن نقاط المراقبة التي تم نشرها باتت مهددة، وبالأخص نقطة المراقبة الموجودة في مدينة مورك بريف حماة الشمالي.

وإضافة إلى ذلك تحول مشهد المدنيين ونزوحهم إلى درجات تصعيدية أكبر، بوصولهم إلى الحدود السورية- التركية، واقتحامهم للبوابات الحدودية، المتمثلة بمعبري أطمة وباب الهوى.

التصعيد الروسي

جاء هذا التصعيد الروسي بعد فشل التوصل إلى اتفاقات قاطعة وثابتة خلال الجولة الأخيرة من محادثات أستانا أواخر أبريل/نيسان 2019، بمشاركة كل من روسيا وتركيا وإيران..

وكان يفترض أن تتوصل الأطراف فيها إلى اتفاق نهائي حول أسماء أعضاء اللجنة الدستورية ومهماتها وآليات عملها لوضع مسودة دستور جديد؛ تمهيداً لإقرارها، وإجراء انتخابات ترى روسيا أنها الطريق الوحيد لإنهاء الصراع المستمر منذ ثماني سنوات.

وعادت إلى المشهد مؤخراً التساؤلات حول مصير إدلب والعملية العسكرية التي كثيراً ما تلوّح روسيا بالقيام بها، وعلاقة ملف إدلب بشرق الفرات والتموضع الروسي فيه.

وأمام الوقائع المفروضة على الأرض والمصير المجهول الذي ستكون عليه المحافظة في الأيام المقبلة، تتجه الأنظار إلى تركيا وتدور التساؤلات عن مدى قدرتها على فك عقدة إدلب، والتي تصدر ملفها على باقي التطورات التي تحصل على الخارطة السورية، إلى جانب ملف المنطقة الآمنة في شرق الفرات، والتي شهدت عدة تطورات في الأيام المقبلة، بموجب التفاهمات الأمريكية- التركية.

وبحسب محللين استطلعت "أنا برس" آراءهم، لا توجد حتى الآن أي مؤشرات على انفراج في الملف السوري بشكل عام بين موسكو وأنقرة وملف إدلب بشكل خاص، خاصة مع إصرار الروس على الطرق الدولية، ومحاربة التنظيمات التي يسمونها إرهابية، إضافة إلى إقامة منطقة عازلة بحدود العشرين كيلومترا، وهي الأراضي الواقعة حول الطريقين.

الإهمال الدولي

يقول عضو هيئة التفاوض السورية الوزير السابق الدكتور رياض نعسان أغا لـ " أنا برس"، إن الإهمال الدولي لمصير نحو أربعة ملايين إنسان يواجهون خطر إبادة، أمر لا يقبله عقل ولا منطق، وقد باتت التصريحات الدولية عن القلق حول مصيرهم مخجلة وموضع تهكم.

ولم يعد لدى قادة العالم -كما يعتقد الأغا- مما يطمئنون به ضمائرهم سوى الوعود المضحكة باقتراب عقد اجتماع للجنة الدستورية، وكأن هذا الاجتماع سينقذ ملايين السوريين المهددين بحرب بدأت عملياً منذ أربعة شهور ضد الأهالي في الشمال السوري. ولا أحد من الشعب يعرف حقيقة الخطة الدولية حول إدلب.

ويتساءل الأغا: هل حقاً سيصمت العالم على إبادتها كما صمت يوم سقوط حلب وسواها؟ وهل يعقل أن يدخل الأتراك حرباً عالمية ضد حلفائهم (روسيا وإيران) دفاعاً عن إدلب؟ وإن كانت الخطة أن يستعيد النظام إدلب كما استعاد بقية المناطق، فهل سيترك للنظام أن يقرر مصير من هجّرهم قسرياً بالباصات الخضر فضلاً عن مئات الآلاف من المحكومين والمطلوبين لأجهزة الأمن والمحاكم السورية دون أية ضمانات دولية تحميهم؟ 

وشدد عضو هيئة التفاوض إن كان الهدف إبقاء إدلب رهينة لإجبار النظام على القبول بحل سياسي، فما الذي يمنع من أن تنطلق المفاوضات في جنيف، ويكون من قراراتها إنهاء حضور "النصرة" وأمثالها بقرار حازم من مجلس الأمن، وبالإسراع بتنفيذ القرارات الدولية عبر إنشاء حكم انتقالي يتولى صياغة الدستور وإقامة الانتخابات، قبل أن ندخل السنة العاشرة من سنوات الدمار والتشرد.

واختتم الأغا حديثه لـ "أنا برس" قائلاً: سكان إدلب وأريافها امتداداً إلى أرياف حلب وحماه واللاذقية لا يعرفون إلى أين يرحلون، فتركيا أغلقت حدودها أمام لاجئين جدد، وأوروبا تخاف أن تواجه أزمة نزوح جديدة قد تصل الأعداد فيها إلى مليوني لاجئ جديد إن فتحت لهم معابر الحدود.. وكما هو معلوم للجميع فإن روسيا وإيران والنظام يعلنون حربهم على الإرهابيين، لكن كل ضحايا قصفهم مدنيون، وأكثرهم نساء وأطفال.

خلط

ومن جهة أخرى، رأى المحلل السياسي والمعارض السوري، حسام نجار، أنه يحصل خلطاً بين اتفاقي سوتشي وأستانا فلا يميز الشعب السوري بينهما وهما يختلفان عن بعضهما البعض اختلافاً جوهرياً؛ فالأول يختص بمنطقة إدلب والمحرر، والثاني بمناطق خفض التصعيد التي لم تعد موجودة أصلاً. (اقرأ/ي أيضاً: أردوغان: منطقة خفض التصعيد "تختفي تدريجياً".. وإدلب تتمزق كما حدث في حلب).

وبالتالي وفق النجار، فإن "روسيا عملت على تنفيذ سياستها في سوريا على مراحل، وأجادت تنفيذ هذه السياسة بمختلف الطرق والأساليب وتسعى لتنفيذ مخططها المتبقي في الشمال السوري لتكون الصورة كاملة متكاملة للقاصي والداني".

ويؤكد النجار أن "روسيا سعت من خلال اتفاق سوتشي لتوريط تركيا بشكل كبير.. هذا التوريط سيكون أمام الحاضنة الشعبية للثورة والتي رأت في التركي ذاك الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه وكذلك توريطها بالصراع مع الجهاديين في المحرر، ما يعني صدام كبير ستكون نتائجه كارثية.. تراجعت عنه تركيا بعد لقاءات مع قادة الفصائل الذين رفضوا قتال جبهة تحرير الشام وغيرها.. كذلك بند توريط تركيا أمام الفصائل بسحب السلاح الثقيل بينما النظام ما زال يمتلك ترسانته العسكرية".

وبحسب النجار، فإن أغلب بنود سوتشي قد تحقق بالقوة العسكرية وتبين ضحالة السياسة التركية فيه و"خبث السياسة الروسية"، منوها إلى أنه "ستبقى بنود لم تحقق سابقاً أصبحت سهلة التحقيق وأعطت التركي التصريح غير المباشر للعمل عليها وهي إخراج الجهاديين".

ويختم النجار حديثه لـ "أنا برس" بقوله: إن روسيا تحاول الحصول على طريق حلب اللاذقية بعدة طرق، أهمها عسكرياً بالطبع وقد فشلت به سابقاً وهي تحاول دراسة المنطقة والحشد العسكري واستخدام أساليب المكر السياسي والخوف كل الخوف من مشاركة تركيا في هذا. على حد تعبيره.

ويُذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أجرى، الثلاثاء،  زيارة طارئة إلى العاصمة الروسية موسكو التقى خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك لبحث الملف السوري وتحديداً المستجدات في إدلب.

وعقب عودته من موسكو أكد أردوغان أنه شدد خلال لقائه مع بوتين على ضرورة إيقاف الهجمات في إدلب وتطبيق ما تم الاتفاق عليه في أستانا، حيث تم اعتبار المحافظة منطقة خفض تصعيد.