http://anapress.net/a/203453661496371
أي حل أو أي اتفاق سيودي إلى سوريا موحدة لن تطمئن إيران إلا إذا كان هذا الاتفاق سيبقي الأسد على رأس الحكم، وأي حل يطيح بالأسد ونظامه سيشكّل نكسة كبرى لمشروع الإيرانيين وأطماعهم في سوريا وفي المنطقة، حتى لو انبثق هذا الحلّ من مفاوضات تبذل فيها موسكو كل جهد لإفراغ بيان جنيف والقرارات الدولية من أي مضمون يشير إلى "انتقال سياسي".
يريد الأسد استعادة كل شبر من الأرض السورية، هكذا صرح مراراً، ولا شــــك في أن الايرانيين متّفقون معه، أمــا الروس فراغبون لكنهم لم يحسموا أمرهم بعد، فالحسم العسكري وفق رؤية موسكو يتطلّب إرسال مزيد من القوات والاستعداد للتورّط أكثر، وهو ما لا تزال تتجنّبه. وعدا ذلك فإن روسيا ترى أن الحل العسكري المطلوب إيرانياً وأسدياً لا يقتل كل حلٍّ سياسي فحسب بل يعدم أي توازن في عموم المنطقة، بينما يرى آخرون أن الروس أدركوا حقيقة أنه لا حل سوى الحل السياسي للأزمة في ظل فشل رهاناتهم على الأسد وإيران.
يقول مؤسس الجيش الحر في سوريا العقيد رياض الأسعد لـ "أنا برس": النظام ومن ورائه إيران وروسيا يستغلان الظروف الدولية والمؤتمرات والهدن ففي جنيف 3 أخذ النظام داريا والمعضمية وفي الـاستانة 1 اخذ النظام وادي بردى، وفي الـاستانة 2 وخلال انعقاد المؤتمر حاول التقدم في الغوطة الشرقية وبنفس الوقت فتح النظام جبهات الساحل وحاول التقدم.
ويؤكد الأسعد أن روسيا ليست ضامنة لأي اتفاق؛ فهي دولة احتلال وتحاول أن توهم الكل أن الأمور ذاهبة إلى حل سياسي يرضي كل الأطراف ولكن هي تسعى لإنهاء الوضع في سوريا بحل على مقاس النظام، فهي تماطل وتراوغ لكسب الوقت لقضم النظام أكبر قدر ممكن من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. أما بالنسبة لإيران يعتبر الأسعد أن أي حل سياسي في سوريا هو بمثابة انتحار وسقوط المشروع الإيراني في المنطقة، لذلك إيران ستسعى جاهدة لمنع أي اتفاق أو أي حل سياسي يطيح بالأسد مهما كلف الثمن، روسيا وإيران تعملان جاهدة لإعادة نظام الأسد من جديد، فإذا لم يكن هناك تدخل أمريكي وبالتعاون مع دول المنطقة لإيقاف التمدد الإيراني وخاصة في سوريا فسيبقى نظام الأسد محتل لسوريا.
وبالنسبة للمعارضة فيشير في معرض تصريحاته لـ "أنا برس" إلى أن المطلوب منهم وخاصة في هذه المرحلة الحاسمة توحيد الصفوف والتأهب للقادم، ولكن للأسف هذه النداءات لم تجد آذاناً صاغية وخاصة عندما طلبنا ذلك ومنذ زمن بعيد.
وبدوره، يقول الخبير الاستراتيجي العميد صلاح بسيريني لـ "أنا برس": إن تصعيد النظام في القابون قبل جنيف 4 بأيام هو أمر طبيعي، فدائما كل المتفاوضين يحتاجون لنقاط قوة ونقاط ضغط على الطرف الآخر، والتصعيد في القابون ما هو إلا ورقة ضغط على المعارضة، بمعنى أخر هي رسالة للمعارضة للقبول بالحل السياسي وفق المقاس الروس والنظام.
وفيما يخص حليف النظام يوضح بسيريني أن إيران هي من توجه النظام للتصعيد على جبهات العاصمة وخاصة عندما يكون هناك استحقاق سياسي لحل الصراع السوري، إيران لا تريد أن يتم تطبيق قرارات الأمم المتحدة وبالتالي رحيل حليفهم ونظامه، فإيران تقول نحن هنا وهي تبحث عن حل يبقي الأسد بالسلطة حصراً.
كما يؤكد على أن موسكو دولة محتلة وتسخر كل إمكانياتها لتحقيق مصالحها في سوريا، وتتحكم بالعصابة الحاكمة كما تريد وتوجهوه كما تشاء وفقا ً لمصالحها، صحيح موسكو وعدت المعارضة بتخفيض مستوى الغارات والتصعيد ولكن ليكن معلوماً أن موسكو لن تقف ضد النظام مهما حصل فلتعلم المعارضة أن موسكو دولة احتلال ولو أرادت مساعدة المعارضة ما كانت سلمت حلب للنظام، فبقاء نظام الأسد بالوقت الراهن هي ورقة بيد روسيا.