المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

خيارات تركيا في مواجهة "الفصائل المتشددة" للانسحاب من المنطقة العازلة

 
   
15:30

http://anapress.net/a/201004608040310
570
مشاهدة


خيارات تركيا في مواجهة "الفصائل المتشددة" للانسحاب من المنطقة العازلة
أردوغان- أرشيفية

حجم الخط:

عقب الانتهاء من إخلاء المنطقة العازلة من السلاح الثقيل، وتنفيذ تركيا للبند الأول في اتفاق إدلب مع روسيا، مازال أمام أنقرة تحديات كبيرة ومهمة تبدو صعبة جدا خلال الأيام المتبقية من الاتفاق، وهي إقناع بعض الفصائل "المتشددة" للانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح.

الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخروفا، كانت قد أكدت إن ما يزيد عن ألف مسلح انسحبوا من المنطقة "منزوعة السلاح" في إدلب، مضيفةً أن ما يقارب 100 وحدة تقنية قتالية سحبت من المنطقة بموجب الاتفاق المبرم في سوتشي، بحسب وكالة تاس الروسية

وسَحبت الفصائل المعارضة والمتشددة سلاحها الثقيل من المنطقة العازلة المرتقبة حول إدلب مع انتهاء المهلة المحددة لذلك يوم أمس الأول وفق الاتفاق الروسي - التركي، في وقت يشكل اخلاء المسلحين المتشددين لمواقعهم فيها المهمة الأصعب خلال الأيام الخمسة المقبلة. وفق ما ذكرت صحيفة "حرييت" التركية

ضغوط تركية كبرى على الفصائل كافة وبينها المتشددة لتطبيق الاتفاق بحذافيره من أجل ضمان حمايتها من هجوم للنظام السوري بدعم روسي
 مراقبون

وفي خطوة بددت شكوك المحللين، التزمت التنظيمات المتشددة كافة وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر على ثلثي المنطقة المنزوعة السلاح بتطبيق البند الأول من الاتفاق. لكن الاتفاق ينص في مرحلته الثانية على أن تنسحب تلك التنظيمات من هذه المنطقة في مهلة أقصاها الإثنين المقبل، وهو ما يشكل الجزء الأصعب وتحد كبير أمام تركيا.

وبحسب ما نقلت وكالة "الأناضول" فقد أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس الأول الأربعاء، استكمال عملية سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة "منزوعة السلاح" في محافظة إدلب السورية.

وقالت الوزارة في بيان، إنه في إطار الاتفاق الروسي التركي تم إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كم على طول خطوط التماس في منطقة خفض التصعيد.

وبحسب ما جاء في صحيفة "حرييت" التركية، فإن تطبيق بند السلاح الثقيل هو الأسهل، والأصعب انسحاب القوات من هذه المنطقة التي تعد المعقل الأخير لها.. وعلى الرغم من التنفيذ السريع نسبيا للمهمة الأولى، إلا أن الحكومة التركية بمواجهة مهمة شاقة. (اقرأ/ي أيضًا: أهالي إدلب.. المُحارب لا يعرف "الاستراحة" انتظارًا لـ "معركة مؤجلة").

ضغوط

ويتحدث مراقبون عن ضغوط تركية كبرى على الفصائل كافة وبينها المتشددة لتطبيق الاتفاق بحذافيره من أجل ضمان حمايتها من هجوم للنظام السوري بدعم روسي.

وبدوره، يقول الخبير الاستراتيجي العميد أحمد الرحال، إن المهمة الأسهل انتهت ولكن الأصعب ما هو القادم، والأصعب القادم هو باتجاهين؛ الأول هو سحب الفصائل المتشددة والموضوعة على قائمة "الإرهاب"، والثاني وهو الأصعب إن لم يكن مستحيلاً وهو إنهاء هذه الفصائل بشكل نهائي.

وحول الاحتمالات والسيناريوهات المتاحة أمام تركيا لمواجهة هذه الفصائل، يوضح الرحال، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس"، أن تركيا عندما أدخلت قواتها في إدلب كانت واضعة أمامها احتمال الصدام مع هذه العناصر، مع أن تركيا لن تلجأ إلى هذا الخيار إلا عند الوصول إلى طريق مسدود.

وبحسب الخبير الاستراتيجي، فإن تحرير الشام نفذت البند الأول المتعلق بسحب السلاح الثقيل دون أن تعلن عن ذلك، فهي نفذته بشكل ضمني، أما فيما يتعلق بتنفيذ الجزء المتبقي من الاتفاق، فإن تركيا أمامها مشكلة كبيرة، ذلك أن تركيا لا تريد التصادم العسكري مع أي فصيل كان، ولكن سيكون هناك صدام عسكري بين القوات التركية وبعض الفصائل المتشددة في إدلب، في تصوره الشخصي.

ويعتبر الخبير الاستراتيجي، أن تحرير الشام يمكن لتركيا التوصل معها إلى حل، والحزب التركستاني أيضا يمكن أن يوجد لها حل. وبحسب معلومات وصلت إليه فإن الحزب التركستاني وافق على الخروج، وتبقى المشكلة الكبيرة والشاقة بحراس الدين وأنصار الدين المقربان من جند الأقصى التابع مباشرة لتنظيم داعش، بحسب الرحال.

تحديات

ومن جهة أخرى، يعتبر مدير المكتب السياسي للواء المعتصم مصطفى سيجري، أن روسيا هي الأخرى أمامها تحدٍ كبير وهو حول إمكانيتها سحب السلاح الثقيل وإبعاد الميليشيات الإيرانية والشيعية العراقية من المنطقة المتفق عليها، وفي حال أتم الروس بما يقع عليهم من واجبات بحسب الاتفاق، فليس هناك أي مشكلة من طرف المعارضة.

 ويوضح سيجري لـ "أنا برس" أن تركيا تمتلك أدوات ضغط كبيرة وخيارات عدة في حال رفضت الهيئة الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق، ومن أهم هذه الأدوات وفق سيجري، تحريك الشارع السوري والذي بات متأكد بأن هذا الاتفاق فيه مصلحة كبيرة جدا وعرقلته سوف تصب في صالح الأعداء.

ومن جهته يؤكد الباحث بالشأن التركي عبد الله سليمان أوغلو، في تصريحات لـ "أنا برس"، أن هناك عقبات وتحديات حقيقية أمام الاتفاق الروسي التركي بعد سحب السلاح الثقيل من المنطقة المتفق عليها بينهما.. مشيرا إلى أن النظام والميليشيات الإيرانية لم تسحب بعد أسلحتها الثقيلة.. وبالتالي مازال هناك التزام روسي وفق اتفاق إدلب.

والتحدي الآخر والمهمة الشاقة أمام الاتفاق كما يرى أوغلو، هو حل وتفكيك تحرير الشام (جبهة النصرة)، وهذه المهمة ليست على عاتق تركيا وحدها فقط، إنما هي ملقاة على عاتق المجتمع الدولي بأسره، فالجهاديون –بحسب وصفه- الموجودون في هذه التنظيمات إلى أين سيذهبون؟ فهي مشكلة دولية قبل أن تكون إقليمية أو محلية، على حد تعبيره.

 ويوضح الخبير بالشأن التركي، أن القمة الرباعية المزمع عقدها في تركيا بين دول روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا ستكون من أهم أجنداتها هي مسألة الجهاديين الموجودين ومصيرهم بعد الاتفاق التركي الروسي.

وكانت تركيا توصلت إلى اتفاق مع روسيا، في 17 من أيلول الماضي، يتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق المعارضة ومناطق سيطرة النظام في إدلب.