المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

إيران.. هل تكون الخاسر الأكبر في سوريا؟

 
   
15:01

http://anapress.net/a/188223458763643
231
مشاهدة



حجم الخط:

دخلت إيران عسكرياً بشكل مفتوح إلى سوريا منذ نحو ست سنوات، وأسهمت بشكل كبير في انتصار النظام السوري على فصائل المعارضة، وأحدثت تغيرات ديمغرافية كبرى في بنية المجتمع السوري، لكن بقاءها في سوريا يثير قلق إسرائيل وقد يكون روسيا أيضاً.

وأخيرًا، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم أمس الثلاثاء على أنه "يجب على إيران أن تخرج من الأراضي السورية بأكملها وليس فقط من جنوبها"، مضيفاً أنه "في أي حال من الأحوال، سنعمل دائما وفقا لمصالحنا الأمنية، لو كانت هناك تفاهمات أم لا. سندافع عن أنفسنا بقوانا الذاتية بكل تلاحم وتكاتف وإصرار على ضمان أمننا ومستقبلنا."

مما لا شك فيه، بحسب محللين، أن "اتفاق خفض التصعيد في المنطقة الجنوبية تهدف من خلاله أمريكا لحماية الحدود الإسرائيلية، والحدّ من تمدد إيران باتجاه تلك الحدود الإسرائيلية، لذا فإن الموقف الإسرائيلي من خرق النظام وميليشياته لاتفاق خفض التصعيد يتماهى مع التحذيرات التي أطلقتها أمريكا لرأس النظام بشار الأسد وإيران".

يرى محللون -في تصريحات متفرقة لـ "أنا برس"، أن مشكلة إيران تتفاقم مع الوضع الاقتصادي الإيراني المتدهور بسرعة في ضوء كل ما يحدث، فهل سيكون الأفضل من الحكمة أن تتخلى إيران عن خططها التوسعية في سوريا؟ هذا ما يجري بحثه في طهران من بين البدائل المتاحة.

يقول الخبير بالشأن الإيراني علاء السعيد: "دأبت إيران منذ إندلاع الثورة الخمينية على صناعة رموز لتتلاعب بها على العالم فصنعت حسن نصر الله والحوثي والنمر وغيرهم.. وأيضا صنعوا رمزاً محليا ليسيطر على كل تلك الرموز الخارجية فكان قاسم سليمان والذي يسيطر على زمام الأمور في الحرس الثوري على كل المليشيات التابعة لنظام الملالي خارج إيران".

ويسيطر سليماني -كما يرى السعيد- على زمام الأمور لكل الأعمال القذرة التي يقوم بها نظام الملالي من إغتيال المعارضين والتدخلات في شؤون الدول المجاورة.. وتتضح سيطرة سليماني وفيلق القدس داخل سوريا حيث أنه المتحرك والمسؤول عن كل القرارات العسكرية الإيرانية داخل سوريا.

ويوضح الخبير بالشأن الإيراني، في تصريحات لـ "أنا برس" أن "الأمر الهام هو سيطرة مؤسسة الرئاسة وما يطلق عليهم الحمائم أو الإصلاحيون على بعض القرارات والتي منها ميزانية الحرس الثوري، مما يعرقل عمل سليماني الدموي والذي لا يعترف إلا بلغة السلاح مبتعدا عن السياسة".

 ويتابع: هذا يمثل مشكلة كبيرة في تحجيم عمل سليماني العسكري والذي لا يتماشى مع مؤسسة الرئاسة مما سبب الكثير من الخلافات انعكست على تحركات سليماني في سوريا وعدم الرد على الضربات الصهيونية.

ويعتبر السعيد، أن "ما جرى من اتفاق روسي إسرائيلي وموافقة النظام السوري بهذا الاتفاق قد يأتي بخلافات روسية إيرانية، وتوتر بين حلفاء النظام السوري، حيث سيكون هناك تضارب في المصالح بين الجانب الروسي والإيراني"، مشيرًا إلى أن "ما مضى ليس كما هو حاضر أو آت فيما يستقبل من أيام".

قاعدة استراتيجية

ومن جهة أخر، يقول الناشط الحقوقي عماد الأيوبي: "تمثل سوريا قاعدة استراتيجية بالغة الأهمية للنفوذ الإيراني حيث تطل على المتوسط، فالعلاقات الإيرانية السورية المستقرة تعتبر جزءا من فهم التمسك الإيراني الكبير بالنظام السوري، فمنذ بداية الثورة السورية أعلنت إيران دعمها للأسد سياسيا وعسكريا وماليا، حيث تم تخصيص 10 مليار دولار بهدف تمكين النظام السوري من شراء الأسلحة والمعدات".

ويوضح الأيوبي أن "إيران تخشى من فقدان الحليف السوري.. فهذا الحليف الوثيق قد يفقد إيران الكثير من الأوراق الأساسية التي تمتلكها في المنطقة في حال خسارتها له، فهي بحاجته لأنه يشكل لها ممرا أساسيا نحو منطقة الشرق الأوسط وبالذات نحو لبنان وفلسطين ودول الخليج العربي".

فقدان إيران لهذه البوابة المصيرية كما يعتقد الناشط الحقوقي، يعني محاصرة إيران تماما بين أعدائها، فإيران كدولة كبرى في المنطقة تسعى لبسط نفوذها ولتحقيق مصالحها الحيوية من خلال الحفاظ على استقرارها الداخلي بمعناه السلطوي والحفاظ على مكانتها الإقليمية والدولية. ويبدو أن التحالف بين روسيا وإيران الذي يدعم الأسد قد بدأ يتفكك، وينصح بوتين الأسد أن يأمر الإيرانيين بمغادرة سوريا، لكن الأسد لم يتحمس لهذا، فهل لديه خيار؟