http://anapress.net/a/183603217407856
يعتقد الكثيرون بأن الضربات التي نفذتها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا واستهدفت ثلاثة أهداف مُحددة داخل سوريا في الساعات الأولى من صباح أمس (السبت) كانت تحمل في طيّاتها رسالة مباشرة للروس، وهي الرسالة التي تحدث عنها ضمنًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمة له عقب الضربات، حين ألمح إلى أنه على روسيا الآن التخلي عن دعمها لنظام بشار الأسد.
هل وصلت الرسالة الأمريكية إلى روسيا، في إطار سلسلة التداعيات المرتقبة لتلك الضربات في قادم الأيام؟ هو سؤال يتردد على ألسنة السوريين والمتابعين للشأن السوري، ذلك أن تلك الضربات قد شهدت ردود أفعال متباينة ومتفاوتة، وتوقعات مختلفة تمامًا حول تداعياتها وتأثيراتها على الملف السوري في الفترة المقبلة.
يقول عضو المكتب السياسي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يحي مكتبي، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس": بالنسبة لتحقيق أهداف الضربة من المبكر الحديث عن هذا الأمر، وبالتأكيد نحن كائتلاف وطني رحبنا بهذه الضربة العسكرية ضد النظام، ولكن اعتقد أنه من المبكر الحكم على تداعيات الضربة ونتائجها.
وتابع: نحن لدينا خشية أن تكون هذه الضربة إن لم تُستتبع بضربات أخرى لإنهاء قدرة طيران النظام، أن يعود من جديد باستهداف المدنيين والمشافي والمدارس، فالمطلوب والذي نطالب نحن به أن يكون لهذه الضربة مفاعيل لضغوطات حقيقية من أجل تفعيل المسار السياسي في جنيف وتطبيق القرار 2245.
وشدد على أن "هناك إشارة إيجابية من خلال تصريحات وزير الدفاع الأمريكي، أن الضربة مستدامة ربما تكون كالسيف المسلط على رقبة النظام وإجباره وعدم السماح له باستخدام الأسلحة الكيماوية وإجباره نحو الجلوس للطاولة وتطبيق قرارات مجلس الأمن.. وأعتقد بأن ما قبل الضربة ليست كما بعدها".
بينما القاضي المستشار في محكمة النقض السوري سابقاً، حسين حمادة، فيوضح لـ "أنا برس"، أنه "قبل تقييم الضربة التي وجهها التحالف الثلاثي للنظام الأسدي علينا أن نعلم أن الشعب السوري يعاني من نظام يعمل على دمار سوريا أرضا وشعبا وقد استعان بقوى أجنبية لإبادة الشعب السوري، وأن لكل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا أهدافها الخاصة من وراء هذه الضربة لكنها التقت في توجيه هذه الضربة الى النظام السوري تحت عنوان الحد من قدرة النظام على استخدام المواد الكيماوية مستقبلًا".
وأفاد بأن "هذه الضربة هي رسالة سياسية لروسيا وإيران تقول بأن الساحة السياسية السورية ليس حكرا عليهم - هذه الضربة هي رسالة للنظام الأسدي للتعامل بشكل جدي مع الحل السياسي المطروح في جنيف وليس في مكان آخر أجزم بأن الخطورة تكمن في غياب هيئة وطنية سورية لتلعب دور وطني في هذه الزحمة الدولية - بأن قيادات الموالاة والمعارضة هم الكارثة الحقيقية في حياة الشعب السوري أخيرا لا أستبعد تكرار الضربات مستقبلا بقوة واتساع أكبر".
اقرأ المزيد:
سيناريوهات ما بعد الضربات الأمريكية الغربية على سوريا
لهذه الأسباب.. 85% من قرّاء "أنا برس" يؤيدون الضربات الأمريكية الغربية
"تايم لاين".. محطّات تاريخية "فاصلة" في تاريخ العلاقات السورية الأمريكية