http://anapress.net/a/155905458218354
انسحبت مساء أمس الأربعاء، أرتال عسكرية تضم مدرعات وعربات تابعة للنظام السوري من ريفي إدلب وحلب تجاه محافظة حماة، بحسب ما أفادت به الكثير من التقارير الإعلامية، التي ذكرت أن رتلاً انسحب من بلدتَي أبو دالي وسنجار جنوب شرق إدلب، ورتلاً آخر انسحب من بلدتَي تل علوش والواسطية جنوب حلب، وسط توقعات بأن تحل مكانها "الشرطة الشيشانية" في إطار التفاهمات "التركية - الروسية".
ويبقى التساؤل حول أسباب هذا الانسحاب من قبل النظام من هذه البلدات في هذا التوقيت.. هل هو انسحاب تكتيكي من قبل النظام تحضيرا لمعركة إدلب؟ أم أن هناك اتفاقات جرت بين الدول الضامنة للوصول لصيغة ما؟
يقول رئيس المكتب السياسي في لواء "المعتصم"، مصطفى سيجري لـ"أنا برس" إنه لا توجد معلومات دقيقة لدينا عن سبب الانسحاب، ولكن ما نعلمه أن قرار البدء بعملية عسكرية باتجاه المنطقة يحتاج موافقة من الجانب الروسي وغطاء جوي.
ويوضح أن "هذا القرار إذا تم اتخاذه من الروس بتجاوز الأخوة الأتراك فسيتم الدخول في خلاف عميق وكبير بين روسيا وتركيا"، مضيفا أنه "لا يمكن القول أيضا بأن إدلب أصبحت في مأمن ولا يمكن القول بأن هناك عمل عسكري سيبدأ خلال ساعات".
ويشير رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم إلى أن "الأمر كله متوقف على التفاهمات الروسية التركية، ولا نعتقد بأن هناك تفاهمًا بينهما لدرجة الاتفاق على أن تبقى إدلب بيد المعارضة، ولا يوجد خلاف لدرجة أن هناك عمل عسكري سيبدأ فورا، الأمر مازال قيد الأخذ والرد، واعتقد ان هناك مجموعة تفاهمات وأمور تناقش بين الجانبين وإدلب جزء منها".
ويذكر بأن "هذ التطورات تزامنت مع استقدم الجيش التركي تجهيزات جديدة إلى نقاط المراقبة العسكرية بالشمال السوري، تضمنت كرافانات و محارس مسبقة الصنع بهدف التعزيز واستكمال تجهيزها".
لا معلومات
وبدوره، يؤكد المتحدث باسم الجبهة الوطنية بإدلب النقيب ناجي مصطفى، في تصريحات لـ "أنا برس" على أنه "لا معلومات مؤكدة حتى الآن حول أسباب انسحاب النظام من بلدات في ريفي حلب وإدلب". (اقرأ/ي أيضًا: النظام يحضر لمعركة إدلب.. وفصائل المعارضة: سنرد بقوة في حال تقدمه).
ويوضح أن "النظام غير قادر على فتح أي جبهة في الشمال السوري"، مضيفا أنه (النظام) أضعف من أن يقوم بأي هجوم على مناطق إدلب، لأن الفصائل في إدلب متوحدة وفيها فصائل قوية وقادرة على صد أي محاولة من النظام، والنظام يدرك أنه سيكون خاسر في شن أي هجوم في الشمال السوري.
وكان اجتماعاً قد ضم وجهاء منطقة ريف إدلب الشرقي مع العسكريين الأتراك أمس الأربعاء، في بلدة الصرمان في ريف معرة النعمان، طمأن فيها الضباط الأتراك أهالي ريفي حماة وإدلب، مؤكدين أنه لا يوجد هجوم بري لقوات النظام على المنطقة بالمقابل لا نية لدى الأتراك بالانسحاب من هناك، وطُلب من وجهاء المنطقة المساعدة في تهدئة المدنيين وعدم النزوح من بيوتهم كما جرى مؤخراً. بحسب مركز نورس للدراسات.
وكان ناشطون قد أفادوا بأن عشرات العوائل التي تقطن قرى ريف إدلب نزحوا من منازلهم بسبب حملة القصف التي تتعرض لها قرى أم جلاجل وأم الخلاخيل، الفرجة، الخوين، تل الشيخ، سحال، البريصة، الرفة، منذ عدة أيام من طائرات النظام وحواجز قوات النظام المنتشرة في المنطقة.