http://anapress.net/a/15086866375453
يبدو أن المشروع والحلم الكردي بإقامة فيدرالية في الشمال السوري كلما اقترب من تحقيقه اصطدم بمعوقات وصعوبات تقف حائلاً في تحقيقه، حيث يجد الأكراد أنفسهم اليوم في سوريا أمام فرصة قد لا تتكرر للسير خطوات على طريق إقامة الدولة الكردية، التي جرى تأجيلها لأكثر من 100 عام
ففي خطوة هي الأولى من نوعها نحو الحكم الذاتي، حدد ما يسمّى بـ “المجلس التأسيسي للنظام الفدرالي الديمقراطي لشمال سورية"، مواعيد لإجراء انتخابات، في مناطق سيطرة المليشيات الكردية التابعة لـ “الإدارة الذاتية"
ووفق مصادر إعلامية قرر “المجلس التأسيسي للنظام الفدرالي الديمقراطي لشمال سورية، تحديد يوم 22 سبتمبر/ أيلول من العام الجاري، موعداً لإجراء انتخابات في النظام الفدرالي"، حيث أوضحت المصادر أنّ المجلس حدد يوم 19 كانون الثاني/ يناير عام 2018، موعداً لعقد "انتخابات الأقاليم" وما يسمّى بـ"مؤتمر الشعوب الديمقراطي في شمال سورية".
وفي أول تصريح من قبل النظام على هذه الانتخابات وصف نائب وزير خارجية النظام فيصل مقداد، أن اعتزام الإدارة الكردية في شمال سوريا تنظيم انتخابات بأنه "مزحة"، وأضاف إن "لحكومة لن تسمح لهم بتهديد وحدة الأراضي السورية
في حين كان رد صالح مسلم، رئيس "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، لن نسمح باستمرار الديكتاتورية والاستبداد البعثي على أي شبر من أصل 185 ألف كيلومتر مربع، وأشار إلى أن ما تقرر في رميلان هو قرار المكونات السورية بشأن ترتيب الشؤون الداخلية، وسيتم تنفيذه على أمل أن يتم تعميمه على كل التراب السوري.
وبدورها تتفق المعارضة مع النظام على رفض الخطوة الكردية، على أن تحديد شكل الدولة السورية، سواءً أكانت مركزية أم فيدرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده، أو جزء من الشعب، أو حزب أو فئة أو تيار، إعلان الفيدرالية باطل ومرفوض تماماً، هذا القرار هو ملك للشعب السوري كله وحق له دون غيره، وفق ما جاء ببيان الائتلاف الوطني.
فهل الخطوة نحو انتخابات فيدرالية جاءت بمباركة أمريكية وغربية؟ وهل سيستطيع الأكراد المضي نحو إقامة فيدراليتهم رغم كل المعوقات الموجودة؟
يقول الرئيس المشترك لمجلس قوات سوريا الديمقراطية رياض درار لـ "أنا برس" الفيدرالية مشروع سياسي توافق عليه أحزاب المنطقة وليس ال ب ي د وحده وهو أمل السوريين للتخلص من الحكم المركزي المقيت ..وليس لأمريكا أي دخل في ذلك
ويؤكد درار أن هذا المشروع يتم إنجازه في منطقة شمال سوريا وهو مقترح لكل المناطق وأعتقد الجنوب سائر على نفس الطريق ورفض النظام لا قيمة له والمعارضة لا سلطة لها ووافقت على ما هو أدنى من ذلك حين كان لها الكلمة فيما سمي المناطق المحررة.
ومن جهته يرى الباحث والمحلل السياسي جودت الحسيني، أن إصرار الاكراد على الانتخابات هو تكريس الحلم الذي كانوا يعيشونهم وجاءت الفرصة الأن على طبق من ذهب إضافة الوعود التي وعدتها بعض الدول الإقليمية البعض منها مجرد وعود كرتونية لقاء مصالح كالولايات المتحدة الأميركية حيث وعدتهم بدولة مقابل زجهم لمواجهة داعش
ويتابع الحسيني أيضا النظام وعدتهم بالدولة المزعومة مقابل الوقوف بصفهم لمواجهة الشعب السوري والكردي وكل مكونات الشعب السوري المعارض للنظام ولكن كانت خلال الموقف الضعيف الذي مر فيه النظام قبل دخول الروس والايرانيين
ويقول الحسيني لـ أنا برس: إلى أن هناك أيضا بعض الدول الأوربية وعدتهم بدولة لكن يبدو فشلوا بتحقيق هذا الحلم لعدة اعتبارات أهمها المناخ الدولي الغير ملائم لقيام هذه الدولة المزعومة لما قد تسببه من كوارث واضطرابات بالمنطقة وأولها الحليف والرقم الصعب وهي تركيا
لذلك تركيا كما يرى الخبير السياسي لن تسمح بوجود دولة وحتى فيدرالية أو كانتون ولاسيما بعدما أعادت العلاقات مع إسرائيل مقابل عدة توافق في وجهات النظر ومنها هدوء غزة وبعض الأمور المتعلقة الأخرى مقابل حشد إسرائيل بجانب تركيا لرفض أي مخطط لتقسيم سوريا وحتى إسرائيل لا تسمح بالأساس بذلك حرصا على مستقبلها.
ويعتقد الحسيني، أن هناك خلافات جذرية عميقة أيضا بين الأحزاب الكردية نفسها للزعامة على المشهد الكردي لذلك كلها معوقات لقيام هذه الدولة الخيالية.
والجدير بالذكر أنه وبموجب الانتخابات المرتقبة، سيكون لكل إقليم من الأقاليم الثلاثة (إقليم الجزيرة، وإقليم الفرات، وإقليم عفرين) مجلسه الخاص، الذي يسمى "مجلس شعوب الإقليم"، كما سيكون له مجلس تنفيذي يديره عن طريق هيئات في نطاق الإقليم، وسيكون هناك مجلس موحد يجمع الأقاليم الثلاثة تحت اسم "مؤتمر الشعوب الديمقراطي"، بالإضافة لمجلس تنفيذي موحد سيكون بمثابة حكومة شمال سوريا.