المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

الخطة الفرنسية وتقاطعها مع مؤتمر جنيف والاستانة

 
   
11:25

http://anapress.net/a/143464889526536
149
مشاهدة


الخطة الفرنسية وتقاطعها مع مؤتمر جنيف والاستانة

حجم الخط:

يلوح في الأفق تغيراً ما في السياسة الفرنسية تجاه سوريا وثورة شعبها من خلال العهد الجديد الذي يقوده مانويل ماكرون وتُعّد تصريحاته وتصريحات وزير خارجيته خروجاً على المألوف منذ انطلاقة الثورة السورية التي دعمتها فرنسا في المحافل الدولية وأدانت جرائم النظام الديكتاتوري وحلفاءه.

ولاحظ مراقبون -خصوصاً بعد زيارة الرئيس الروسي بوتين لباريس في 29 أيار الماضي- أن (الماكرونية) لها رؤيتها الخاصة للوضع في سوريا وكان تصريح الرئيس ماكرون بخصوص بشار الأسد مثار قلق لدى السوريين عندما قال:" أن الأسد عدو للشعب السوري لكن ليس عدوا لفرنسا"

ما هي حقيقة الدور الذي تحاول فرنسا لعبه في الملف السوري؟
ق

ومن جهته أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان،  أن هناك "فرصة لعقد حوار بنّاء مع روسيا" بخصوص الأزمة في سورية وأن على باريس وموسكو أن يتقدما سويّة في مسار حل هذه الأزمة.

يقول الأكاديمي الدكتور فايز قنطار لـ "أنا برس": تحاول فرنسا إن تلعب دورا دبلوماسيا نشطا بهدف ايجاد تسوية للوضع الكارثي في سوريا، في ظل تخبط الإدارة الأمريكية وعدم وضوح رؤيتها للحل، كما تخشى روسيا الانزلاق أكثر في أكثر في الرمال السورية المتحركة. تتسم المقاربة الفرنسية بالبراغماتية وتشكل تراجعا عن خطاب ماكرون الانتخابي الذي كان يرى في ازاحة الأسد مقدمة ضرورية للشروع بالحل السياسي. (اقرأ أيضًا: تصريحات "ماكرون" حول "الأسد" تكشف عن وجهه القبيح).

ويوضح قنطار، أن المبادرة الجديدة تضع فرنسا في أولوياتها "مكافحة الارهاب" في محاولة للاقتراب من الموقف الروسي في القبول ببقاء الأسد في مرحلة انتقالية بعد تجريده من صلاحياته، لصالح رئاسة مجلس الوزراء، ودمج كل الفصائل المسلحة المعارضة إلى جانب الجيش السوري في مواجهة الإرهاب.

إلا إن موقف فرنسا كما يرى قنطار، بأنه من غير الممكن المضي قدما في الحل السياسي والعمل على عودة المهجرين في وجود الأسد، كما تشترط الورقة الفرنسية خروج جميع الميليشيات غير السورية، وهذا يعني انهيار القوة التي تحمي معاقل النظام.

ويتابع قنطار:  المبادرة الفرنسية أيضاً تتضمن البدء بعملية اصلاح شاملة للقوانين العامة كقانون الانتخابات وتنظيم الأحزاب تمهيدا لصياغة دستور جديد وفق مبدأ علمانية الدولة، تكون إعادة الاعمار عبر حكومة مركزية قوية ومنع احتمالات التقسيم ومحاولات الحكم الذاتي مع ترك الباب مفتوحا لخيارات من هذا النوع بعد العودة إلى استقرار البلاد. (اقرأ أيضًا: كيف رد نعسان أغا على تصريحات ماكرون "لا نجد بديلًا للحكم في سوريا"؟)

ويؤكد قنطار على أن الفرنسيين ناقشوا تفاصيل كثيرة مع المبعوث الدولي دي مستورا وهم يرون ضرورة حصر المفاوضات في جنيف فقط ويمكن تقاطعها مع الخطة الفرنسية، والموقف الفرنسي بالرغم من بعض جوانبه السلبية إلا انه موقفا متقدما بالمقارنة مع مواقف الدول الأخرى ويرون بانه قابل للتطبيق لوقف الحرب وعودة المهجرين والبدء بإعادة الاعمار.

وبدوره يقول الباحث والمحلل السياسي مصطفى دروبي لـ "أنا برس": إن الخطة الفرنسية التي تقوم على التنسيق الكامل مع الروس في الشأن السوري من خلال مقاربة عنوانها محاربة الإرهاب كأولية والحفاظ على الدولة السورية لأن الدول الفاشلة حسب ماكرون تمثل تهديداً جديّا للديمقراطيات الغربية ...ولهذا أنشأ الطرفان الفرنسي والروسي "مجموعة عمل مشتركة خاصة بالوضع السوري".

وبسؤاله لماذا لم تنسق باريس مع واشنطن بخصوص الخطة الفرنسية؟ يقول الدروبي، في الحقيقة تظل أمريكا بيدها كل الأوراق ..وفي حال تعاون الفرنسيون مع الإدارة الأمريكية بعيداً عن تجاهل تأثيرها فإنها تستطيع طرح رؤيتها للحل بطريقة أشمل ....وأعتقد أن ماكرون وفريقه منتبهون لهذه القضية.

ويستطرد، يعلم الفرنسيون أن أمريكا تقدر مصالح روسيا في سوريا وأنه لا ضير من دخول فرنسا على الخط شرط عدم تجاوزها...خاصة أن إدارة نرامب تريد تليين الموقف الروسي عبر الآخرين والاشتغال على لعبة المصالح المشتركة.. وأن تظل حصة أمريكا من الكعكة السورية هي الأكبر...خاصة في موضوع إعادة الإعمار.

وينوه الدروبي إلى أن السوريين لا يعولون على هذا الرهان الفرنسي بسبب أن الروس يلعبون دوراً مشبوهاً ومتآمراً على الثورة السورية وعلى ثورات الربيع العربي عموماً، وأن ماكرون وإدارته ستخرج خالية الوفاق من رهانها على الروس في هذا الشأن.

ويختم الدروبي حديثه، حقيقة أن الصراع على النفوذ سيتواصل وكذلك العبث في مصائر دول الإقليم عموماً. وسينتقل إلى حالة نوعية مختلفة بعد الانتهاء من داعش.. علماّ أن المخفي من الأجندات الشريرة اتجاه المنطقة هو أكثر هولاً وكارثية بسبب إعادة هيكلة الجغرافية السياسية للمنطقة بما يتفق ومصالح المجمع العسكري والمالي للإمبراطورية الأمريكية.