المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

كيف صنعت إيران "مليشيات محلية" للتوغل في جبل الشيخ؟

   
09:22

http://anapress.net/a/126522364379145
10151
مشاهدة


كيف صنعت إيران "مليشيات محلية" للتوغل في جبل الشيخ؟
مصدر الصورة: سبوتنيك

حجم الخط:

جبل الحرمون أو ما يعرف بـ"جبل الشيخ" أحد أكثر المناطق الاستراتيجية الأهم في جنوب سوريا، إذ أنه يقع عند نقطة تلاقي الحدود السورية اللبنانية مع الجولان المحتل، كما يعتبر لوحة فسيفسائية للمجتمع السوري، حيث يحوي 3 طوائف: المسلمين السنة، الموحدين الدروز، والأرثوذكس المسيحية.

سعت إيران لتوسيع نفوذها في منطقة جبل الشيخ لأهمية المنطقة التي تشكل عمقاً استراتيجياً في الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل، ما يشكل تهديداً مباشراً للكيان الإسرائيلي، عبر مليشياتٍ محلية من أبناء المنطقة.

بداية التوغل الإيراني
بدأ التدخل الإيراني في منطقة جبل الشيخ منذ نهاية العام 2016، حينما تشكلت "سرايا التوحيد" في لبنان، والتي تتبع بشكلٍ مباشر إلى الزعيم اللبناني الدرزي وئام وهاب، بعد زيارةٍ له إلى منطقتي حرفا وحضر الدرزيتان في ريف القنيطرة. 

وبعد الزيارة قال الأمين العام في حزب التوحيد العربي، الذي تتبع له سرايا التوحيد، هشام الأعور، إنَّ "وهاب تأثر بتجربة المواجهة في بلدة حضر السورية خلال زيارته الأخيرة"، في إشارةٍ منه إلى المواجهات التي وقعت بين فصائل المعارضة السورية والمليشيات التابعة للنظام في قرية حضر بريف القنيطرة. 

والتقى وهاب حينها المقدم فراس كريدي، ضابط متقاعد، خلال اجتماع ضم وجهاء ومشايخ من الطائفة الدرزية في جبل الشيخ، في محاولة لتشكيل مليشيا محلية من أبناء الطائفة الدرزية في جبل الشيخ، لتعمل لصالح النظام السوري وإيران، بحسب ما قال مصدرٌ مطلعٌ من وجهاء الطائفة الدرزية في جبل الشيخ.

وأضاف المصدر، الذي طلب من "أنا برس" عدم الكشف عن اسمه، أنَّ "الوجهاء رفضوا بدايةً الانخراط المباشر تحت إمرة وئام وهاب، كون المشروع العسكري يتبع للسلطات الإيرانية مباشرة، وكانت المخاوف من أن يكون التشكيل في المنطقة فرعاً عسكرياً جديداً لحزب الله اللبناني، ما أثار هاجس بعض الوجهاء من أن يُعرِّض التشكيل الجديد أمن المنطقة للخطر، لكن وهاب وعدهم آنذاك أنه المسؤول عن التشكيل، وسيكون الأمر بعيداً عن التواجد المباشر لحزب الله".

ووفقاً للمصدر، فإن "وئام وهاب على تواصل مباشر مع قيادات الحرس الثوري الإيراني، وكان على علاقة مباشرة مع الجنرال الإيراني السابق قاسم سليماني. إذ استطاع الحصول على تمويل المشروع كاملاً من السلطات الإيرانية، وبدأ مباشرةً بالتشكيل العسكري بعد الزيارة".

أقرأ أيضا: حقائق صادمة للتوغل الاقتصادي الإيراني في سوريا.. دولة داخل دولة

وأكد المصدر، أن "الأعداد التي انضمت من شباب الطائفة الدرزية في جبل الشيخ لمليشيا وهاب، قليلة جداً، واتخذت من منطقة بقعسم إحدى قرى جبل الشيخ الحدودية مركزاً رئيسياً لها، وعلى الرغم من معارضة بعض وجهاء الدروز، لكن استطاع وهاب إقناع البعض منهم، وبدأ بالعمل تحت جناح الفرقة الرابعة شكلياً، وتلقائياً كان التشكيل يتبع لسرايا التوحيد اللبنانية". مشيراً إلى وجود "تنسيق أمني عالي المستوى مع العميد أسامة زهر الدين رئيس فرع الأمن العسكري في جنوب سوريا، أو ما يعرف بـفرع سعسع".

وقاتلت سرايا التوحيد إلى جانب مجموعات عسكرية من حزب الله اللبناني وقوات النظام، فصائل المعارضة السورية في منطقة جبل الشيخ، إذ تقدمت سرايا التوحيد على نقاط عديدة في المنطقة منها مقام الشيخ عبد الله الدرزي، على أطراف مزرعة بيت جن في ريف دمشق الغربي، والذي دخلته وفقاً لاتفاق مع فصائل المعارضة، رعاه فرع الأمن العسكري في سعسع في نهاية العام 2016.  

وبعد التوصل لاتفاق التسوية (المصالحة) بين فصائل المعارضة والنظام السوري، الذي رعته روسيا نهاية العام 2017 انتشرت سرايا التوحيد قرب ثكنات عسكرية لقوات النظام، إلى جانب انتشارها في القرى الواقعة على الشريط الحدودي مع الجولان في منطقة جبل الشيخ. 

أقرأ أيضا: هرباً من الضربات الإسرائيلية المليشيات الإيرانية تتوغل في منازل المدنيين جنوب سوريا

ونتيجة لنشاطها لصالح إيران وحزب الله، تعهدت روسيا بحل سرايا التوحيد في جبل الشيخ بعد توقيع المصالحة بناءً على طلبٍ إسرائيلي، لكن ذلك لم يحدث إلا شكلياً، حيث تحولت سرايا التوحيد في جبل الشيخ إلى مجموعة أمنية تعمل قرب الحدود السورية مع الجولان المحتل، وتحت نفوذ مباشر من القوات الإيرانية، بحسب المصدر من وجهاء الطائفة الدرزية في جبل الشيخ.

 مليشيات بديلة

لم تكن سرايا التوحيد الذراع الإيراني الوحيد في منطقة جبل الشيخ، إذ ينتشر أيضاً ما يسمى "فوج الحرمون الشعبي" الذي يتكون من خليط من موالين لإيران وعناصر المعارضة الذين أجروا تسويات في أواخر العام 2017.

وهو ما أكده أحد عناصر التسويات الذي انضم لفوج الحرمون الشعبي، طلب من "أنا برس" عدم الكشف عن اسمه، أن "الفوج يأتمر بأمرٍ من حزب الله اللبناني، إذ يتبع مباشرة إلى فرع الأمن العسكري سعسع".

ينتشر فوج الحرمون الشعبي في نقاط عديدة في جبل الشيخ على أسوار بلدة شبعا السورية المحتلة، وفي نقاط عديدة منها: تلة الفرنسية والجبل الأسود، وغيرها من النقاط القريبة على الحدود مع الجولان المحتل. أغضب هذا الانتشار الاستراتيجي للفوج إسرائيل، التي كانت قد طالبت روسيا بإبعاد المليشيات الإيرانية وممثليها مسافة 52 كيلومتراً، لكن فعلياً ما حدث هو "إبعاد عناصر حزب الله اللبناني فقط عن منطقة جبل الشيخ، وأبقت روسيا على أبناء المنطقة، والذين يتبعون فلعياً للنفوذ الإيراني، وهو ما يعتبر التفاف على "الاتفاق الروسي الإسرائيلي" بحسب المصدر من فوج الحرمون.

أقرأ أيضا:ماذا تعرف عن ملف تجنيس الإيرانيين والتغيير الديموغرافي في سوريا؟

وأضاف المصدر "ينقسم الفوج إلى قسمين القسم الأول ينتشر في قرى بيت تيما وبيت سابر، يقوده شكري عباس، مسؤول الأمن السابق في الفوج، والذي تسلم قيادة الفوج بعد اغتيال قائده السابق أسد حمزة، الذراع اليمنى لحزب الله اللبناني في المنطقة، في تموز/يوليو 2018". أما القسم الثاني "وهو قسم بيت جن ومزرعة بيت جن، ويضم عناصراً سابقين في المعارضة من لواء عمر بن الخطاب، بقيادة القيادي السابق في جبهة ثوار سوريا، مورو، ويعرف هذا القسم بأنه أقرب للمعارضة".

لا أمان

بحسب هند، ابنة الطائفة الدرزية في جبل الشيخ، فإن "انتشار هذه الفصائل في جبل الشيخ يشكل خطراً على سكان الجبل بمختلف أطيافهم"، مضيفة في حديثها لـ"أنا برس" "التواجد الإيراني في المنطقة، حتى ولو كان عبر أولاد المنطقة، وهم أولادنا وأهلنا، لكن ما يجري غير منطقي".

وقالت هند "قصفت إسرائيل  نقاط عسكرية قريبة من مناطقنا: وهي تلة الحرمون وتلال صغيرة قريبة منها على الحدود، بسبب تواجد هذه التشكيلات وعلاقتها مع إيران، ينبغي قطعاً خروجهم من المنطقة، فالحساسية التي تنتشر غير منطقية ولم تعد المنطقة بحاجة لمثل هذه الفصائل والتشكيلات".

 



كلمات مفتاحية