المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

إدلب تضع العلاقات الروسية التركية على مفترق طرق

 
   
04:08

http://anapress.net/a/124119688591953
501
مشاهدة


إدلب تضع العلاقات الروسية التركية على مفترق طرق
بوتين وأردوغان- أرشيفية

حجم الخط:

يمثل مستقبل إدلب اختباراً حقيقياً للعلاقة بين روسيا وتركيا، فمعركةٌ كبرى في هذه المحافظة قد تؤدي عملياً إلى انهيار كل الاتفاقات الروسية التركية بشأن إدلب.. وبالتالي دخول الأطراف في صراع عن طريق الوكالة.

ويفتح التصعيد الأخير في إدلب الباب واسعاً أمام تكهنات بتوتر العلاقة الروسية التركية وانعكاسات ذلك على اتفاقي سوتشي وأستانا.. وتصاعدت مؤشرات الخلافات بين البلدين مع تصاعد التصريحات الأخيرة من الجانبين.

وكان الكرملين قد حمّل أنقرة مسؤولية وقف إطلاق النار في محافظة إدلب، وذلك غداة مطالبة أنقرة لموسكو بضرورة تحقيق ذلك.. حيث طالب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار روسيا باتخاذ تدابير فاعلة وحازمة من أجل إنهاء هجمات قوات النظام على جنوبي محافظة إدلب.

وتحت عنوان "موسكو وأنقرة تعجزان عن التقارب في إدلب" كتب ألكسندر أتاسونتسيف، في صحيفة "آر بي كا"، حول معضلة إدلب السورية المستعصية، واختلاف الموقف من "هيئة تحرير الشام"، بين موسكو وأنقرة.

خلافات

يرى الأكاديمي والمعارض السوري الدكتور عماد الأيوبي، أن "الخلافات التركية الروسية هي موجودة منذ انطلاق الثورة السورية لكنها كانت مؤجلة". ويشير إلى أن "نقطة الخلاف الأساسية تكمن في أن روسيا ترى أن لبشار الأسد الأحقية في السيطرة على كامل الجغرافية السورية وترى أيضاً أن الوجود التركي بالإضافة إلى الوجود الأمريكي في سوريا غير شرعي".

ويوضح الأيوبي أن "التوافقات والتفاهمات بين الروس والأتراك هي التي تجعل موسكو لا تتحدث عن خلافاتها مع أنقرة (..)  لكن الآن بعد أن وصلت المعركة إلى إدلب بدأت ملامح هذا الخلاف تظهر؛ بخاصة في ظل وجود القوات التركية التي تحتفظ بنقاط مراقبة (12 نقطة) منها داخل إدلب والتي لن تتخلى تركيا عنها".

ويعتبر المعارض السوريأن "أي اقتحام من قبل قوات النظام لمدينة إدلب ستضرر تركيا كثيراً خاصة فيما يتعلق باللاجئين الذين سيتدفقون إليها.. لذلك تربط تركيا بين مصير إدلب وأمنها القومي"، على حد تعبيره.

روسيا في مأزق

وتحت عنوان "تركيا تحشر روسيا في مأزق سوري"، نقلت "روسيا اليوم" عن صحيفة "سفوبودنايا بريسا"، حول عجز روسيا عن إنهاء الحرب السورية بسبب ازدواجية موقف أنقرة.. وفق ما نقلته وكالة "روسيا اليوم".

وذكرت الصحيفة على لسان الخبير في شؤون الشرق الأوسط، كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ميخائيل روشين.. "أنه لا يمكن إجراء عملية واسعة النطاق في إدلب إلا في حال قطع كلي لعلاقتنا مع تركيا، التي تم تأسيسها في السنوات الأخيرة. والسؤال هو ما إذا كنا بحاجة إلى ذلك، بالنظر إلى (خط غاز) "السيل التركي"، وملايين السياح والعلاقات الاقتصادية الأخرى."

وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، قبل أيام، حول الهجمات على إدلب، والتطورات الأخيرة في سوريا، أعرب مندوب تركيا الدائم في الأمم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو، عن قلقه البالغ إزاء انتهاكات وقف إطلاق النار من قبل النظام السوري منذ نهاية أبريل وحتى اليوم، التي تجاوزت 600 انتهاك.

وأوضح سينيرلي "يجب عدم التضحية بالأبرياء تحت مسمى مكافحة الإرهاب، فهذا الوضع يخلق بؤرًا إرهابية وتطرفا". ولفت المندوب التركي، إلى أن اتفاق إدلب سرّع من العملية السياسية و"منح الأوكسجين" للجهود السياسية". (نرشح لكم: مصير إدلب.. سيناريوهات مختلفة).

هدنة

وبدوره، يقول الخبير العسكري المعارض عبد المنعم السيد، إن "العرض الروسي لأردوغان كان يقضي بهدنة في إدلب تبقيها تحت سيطرة تركيا، والعمل معا لطرد القوات الاميركية المنتشرة في الأراضي السورية شرق الفرات، ما يسمح بعودة قوات الأسد وحلفائها إلى هذه المناطق وقضائها على التهديد الكردي لتركيا".

 ويستطرد: "أما ثمن العرض الروسي، فكان تحالف بين موسكو وأنقرة، تتوّجه صفقة شراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخية إس 400، وهو ما وافقت عليه أنقرة".

ويوضح السيد أن "تركيا تقف هذه الأيام في مفترق طرق يضعها أمام خيارين لا ثالث لهما بشأن إتمام صفقة شراء الصواريخ الروسية (إس 400) وبالتالي اتساع الهوة بين أنقرة وتحالف الأطلسي، أو المضي قدما في الحصول على صواريخ باتريوت الأميركية.. تحت طائلة دخول تركيا في حسابات معقدة مع روسيا بخصوص الشمال السوري".

الخلافات الروسية التركية بشأن إدلب تضع اتفاق سوتشي في مهب الريح وتدفع سيناريو العمل العسكري في إدلب إلى الواجهة رغم ما قد يحمله من كارثة إنسانية.