المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

هل استطاعت منظمات المجتمع المدني السوري تفعيل دور المرأة وتمكينها؟

 
   
10:58

http://anapress.net/a/120492880402490
848
مشاهدة


هل استطاعت منظمات المجتمع المدني السوري تفعيل دور المرأة وتمكينها؟
سيدات سوريات- أرشيفية

حجم الخط:

بعد اندلاع شرارة الثورة في سوريا عام 2011، وتطور الأحداث بشكل كبير، تأثرت قطاعات العمل بسبب الأوضاع الأمنية المفروضة على المناطق كافة؛ الأمر الذي عزز من فاعلية منظمات المجتمع المدني في العام 2012 كاستجابة للاحتياجات الطارئة للشعب السوري.

ومع مرور سنوات "الثورة"، بدأ ت منظمات المجتمع المدني في الظهور لسد الفراغ الناجم عن غياب الدولة في معظم مناطق سوريا، وكان مجال عمل هذه المنظمات مركزاً في الخارج السوري وتتجه بنشاطاتها نحو الداخل من خلال إنشاء فروع لها فيه، وذلك بسبب انعدام الأمن في الداخل.

واقتصرت المنظمات الداعمة لحقوق المرأة وتمكينها في سوريا قبل الثورة على الاتحاد النسائي الذي تأسس في العام 1967، والذي سرعان ما أخذ شكل المؤسسة الرديفة لحزب البعث مع بداية حكم الأسد الأب، ليتحول "إلى مقر لاجتماعات نسائية شبيهة بالاجتماعات الحزبية.

ومع ظهور الأمانة العامة للتنمية في العام 2001 التي تترأسها زوجة الأسد الابن، فُعّل دور المرأة، ولكنه اقتصر على المدن الرئيسة في دمشق وحلب واللاذقية وحمص، واختص نساء الساحل بالمشاريع الأهم للتنمية، دون التوجه نحو المناطق المهملة والمنسية في الأرياف السورية "التي كان يجب أن تكون لها الأولوية في مثل هذه المشاريع".

وسعت منظمات المجتمع المدني بعد الثورة السورية -على رغم مسيرتها المتأرجحة- إلى مساعدة معظم شرائح المجتمع السوري وخاصة المرأة السورية في تفعيل دورها وتمكينها في المجتمع السوري، بسبب تراجع دورها نتيجة الحرب الدائرة في سوريا.. فهل استطاعت منظمات المجتمع المدني السوري تفعيل وتمكين دور المرأة السورية؟ وما هي الأسباب الحقيقة التي تقف وراء تراجع دور المرأة في المشهد الاجتماعي والسياسي؟

البدايات

تقول مديرة مبادرة "إكليل الجبل" للأعمال المجتمعية، معالم عبد الرزاق، مازالت منظمات المجتمع المدني السوري في طور البدايات لتفعيل دور المرأة.. والمحاولات كبيرة وهناك جهود مكثفة تُبذل من قبل الكثير من المنظمات والمبادرات "ولكن نحتاج لتظافر الجهود في سبيل التنسيق والتعاون للوصول لتفعيل وتمكين حقيقي للمرأة السورية سواء في الداخل السوري أو دول الجوار وعلى الأخص تركيا".

وبحسب عبد الرزاق، فإنه تعمل حاليًا معظم منظمات المجتمع المدني على تمكين المرأة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، ومن ثم سيتم العمل على التمكين السياسي، مشيرة -في تصريحات خاصة لـ "أنا برس"، في الوقت نفسه إلى أن هناك منظمات ومبادرات مختصة بكل منها ونتترك لها تقدير المشاريع الأنسب خلال الفترة الحالية. (اقرأ/ي أيضًا: بيان.. مسيرة امرأة سورية مليئة بالتحديات).

 نشهد تقدمًا ملحوظًا للنساء في المجالات كافة في ظل اندفاع نسوي وتوفر مناخ مقبول من الدعم وإتاحة الفرص
  إكليل الجبل

وحول دور المرأة السورية قبل الثورة، تؤكد مديرة "مبادرة" إكليل الجبل" على أنه لم يكن للمرأة دور حقيقي يذكر قبل الثورة، بينما كانت هناك بعض المحاولات الفردية لكسر القالب النمطية لدور المرأة، مضيفة أنه نرى الآن حركة جادة لتفعيل ودعم دورها في سبيل تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع السوري.

وتشير الناشطة النسوية، إلى أنه حاليا نشهد تقدمًا ملحوظًا للنساء في المجالات كافة في ظل اندفاع نسوي وتوفر مناخ مقبول من الدعم وإتاحة الفرص يمكن لها من خلاله أن تكون لاعب أساسي في الساحة الاجتماعية والسياسية.

وبدورها، ترى المسؤولة في قسم التواصل في منظمة "النساء الآن"، لمى راجح، أنه منظمات المجتمع المدني نجحت في  تأهيل وتمكين المرأة السورية من خلال تمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا وحتى التمكين السياسي، من خلال ورشاتها المستمرة في الداخل السوري أو في دول الجوار.

وبحسب راجح، لا توجد أولويات في تمكين المرأة، فلكل امرأة لها خصوصيتها وهذا ما نسميه "تقاطعية بالنسوية"، وكل امرأة تختلف في أولويتها عن أولوية امرأة أخرى، فالمهم في مجالنا هو العمل على تقييم الاحتياجات وبالتالي نحدد أولوية كل النساء. (اقرأ/ي أيضًا: مرح البقاعي لـ "أنا برس": القيادة السياسية حق تضمنه الكفاءة والسيرة النضالية للمرأة السوريّة).

وتعتبر المسؤولة في قسم التواصل في منظمة "النساء الآن"،  في تصريحات خاصة لـ "أنا برس"، أنه كان بالأصل قبل الثورة هناك تراجع كبير في دور المرأة السورية، وكان المشهد السائد هو الإقصاء للمرأة في مجالات ومرافق الحياة كافة في سوريا، مشيرة إلى أن النظام رسخ دور المرأة وتم قولبت الدور النمطي للمرأة ضمن ما يسمى "الاتحاد النسائي" الذي كان عبارة عن بوق لنظام البعث.   

وتختم راجح بقولها: إن الثورة السورية أسهمت في تعزيز مشاركة المرأة وكسرت كثير من القوالب ليست فقط السياسية وإنما الاجتماعية أيضاً، وهذا ما رأيناه حيث المناطق المنغلقة أو المتعصبة نوعا ما، رأينا خروج المرأة ومشاركتها في معظم الفعاليات.. وما خروج نساء في الشمال السوري في المظاهرات ومطالبتهن في حقوقهم إلا أكبر دليل على ذلك. (اقرأ/ي أيضًا: رئيسة "الاستشاري النسائي": لا يمكن تحميل المجلس "مهام أكبر من دوره").

نتيجة حتمية

وبدورها، تقول رئيسة مجلس إدارة "المؤسسة الدولية لدعم المرأة" جمانة محمد خير، إن مشاركة المرأة في المنظمات جاءت نتيجة حتمية للنتائج الفعالة لمساهمتها، فالمرأة أسست الفرق التطوعية وقادتها أو كانت جزءًا منها وأسست المؤسسات والفعاليات على كل المستويات، فالمرأة كانت لها اليد الطولى في تطور عمل المنظمات وباقي مؤسسات المجتمع المدني وليس العكس ومشاركتها هذه اكسبتها الخبرة والاختصاص والجودة.

لخلق نماذج قيادية لابد من دورات طويلة المدى - وليس تلك الورش الطيارة - لصقل الخبرات والمواهب ولتطوير القدرات المختلفة
جمانة خير

وأكدت أنه لخلق نماذج قيادية لابد من دورات طويلة المدى - وليس تلك الورش الطيارة - لصقل الخبرات والمواهب ولتطوير القدرات المختلفة، مشيرة إلى أن كل المهارات مطلوبة سواء في السياسية ومهارات التفاوض والتيسير وإدارة الجلسات والظهور الإعلامي والخطابة والتعامل مع وسائل الاعلام والإدارة والتخطيط الاستراتيجي وقيادة الفرق التطوعية وإدارة البرامج الكبرى والتمكن من فهم القوانين الدولية لحقوق الانسان واكتساب مهارات الحشد والمناصرة.

وعن سبب تراجع دور المرأة في المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية، توضح المسؤولة في "المؤسسة الدولية لدعم المرأة" أن السبب يعود إلى عدم إتاحة المساحة الكافية لتتعلم وتخطئ.. فخطأ الرجل مغفور وخطأ المرأة ينهيها وعدم إيمان أطياف عديدة من الشعب السوري بضرورة تمكين النساء بل أنهم يحاربوا هذا الأمر.. إضافة للنقد غير البناء للعوام ساهم ليس بابتعاد النساء للحفاظ على سمعتهن بل أيضا ساهم بتراجع أهل الخبرة والاختصاص من الرجال أيضا. على حد تعبيرها.

وبحسب إحصائية قامت بها منظمة "مواطنون لأجل سوريا"، فأن هناك 67 منظمة تعنى بشؤون المرأة، سبعة منها في ريف حلب، من أصل 835 منظمة تعمل في الداخل السوري، وإن كانت هذه الإحصائية ليست دقيقة، ولكنها تقارب الواقع.. معظم هذه المنظمات تعمل بشكل منفرد ودون العودة إلى المجالس المحلية أو الحكومات. كما أكد ناشطون. (اقرأ/ي أيضًا: "إرادتي أقوى من أن أخسر أحلامي".. قصة فتاة سورية تتحدى الصعاب).

وفي بحثٍ أجرته منظمة "أنا هي" وملتقى "حنين الثقافي"، على عينة من 100 مكتب لمنظمات سورية في غازي عنتاب التركية، بلغ عدد النساء العاملات في هذه المنظمات 2863 من أصل 9310 أي بنسبة 20%