المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

محللون يفندون لـ "أنا برس" دلالات توقيت اعتراف الكونغرس الأمريكي بـ "الإبادة الجماعية للأرمن"

 
   
09:24

http://anapress.net/a/114784371173292
247
مشاهدة


محللون يفندون لـ "أنا برس" دلالات توقيت اعتراف الكونغرس الأمريكي بـ "الإبادة الجماعية للأرمن"

حجم الخط:

وسط علاقات متوترة بين أمريكا وتركيا أقر مجلس النواب الأمريكي، قراراً بالاعتراف رسميا بـ "الإبادة الجماعية للأرمن" على يد الإمبراطورية العثمانية. وهي خطوة أغضبت تركيا وسارعت باستدعاء السفير الأمريكي بأنقرة.

وعلا التصفيق والهتاف عندما أقر المجلس بأكثرية 405 أصوات مقابل 11 القرار الذي يؤكد اعتراف الولايات المتحدة بـ "الإبادة الأرمنية"، في سابقة في الكونغرس حيث طرحت منذ عقود نصوصا مماثلة بلهجة مباشرة لكن لم يتم تمريرها.

ووجه النواب الأميركيون بعد قرارهم هذا، صفعة ثانية إلى أنقرة من خلال تبني قانون يفرض عقوبات على تركيا بسبب عمليتها العسكرية ضد الاكراد في شمال شرق سوريا.

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إنه يشرفها الانضمام إلى زملائها في "إحياء ذكرى واحدة من أكبر الفظائع في القرن العشرين: القتل المنهجي لأكثر من مليون ونصف مليون أرمني من رجال ونساء وأطفال الأرمن على يد الامبراطورية العثمانية".

ويعتبر الأرمن أن القتل الجماعي الذي تعرضوا له بين 1915 و1917 كان حملة "إبادة"، وهذا ما تعترف به ثلاثين دولة فقط.

من جهتها نفت تركيا بشدة الاتهامات بارتكاب إبادة وتقول إنّ أرمنا وأتراكا قتلوا نتيجة للحرب العالمية الأولى. وتقدر أنقرة حصيلة القتلى بمئات الآلاف.

وجاءت رد فعل أنقرة سريعا، إذ رفضت أنقرة اعتراف مجلس النواب معتبرة أنه "خطوة سياسية لا معنى لها". وحذرت من أنها يمكن أن تضر بالعلاقات بين البلدين "في وقت حساس للغاية" للأمن الدولي والإقليمي.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "نعتقد أن الأصدقاء الأميركيين لتركيا الداعمين لاستمرار التحالف والعلاقات الودية سيقومون بالمحاسبة على هذا الخطأ الفادح وسيحاكم ضمير الشعب الأميركي المسؤولين" عن القرار.

ودانت وزارة الخارجية التركية بشدة قرار مجلس النواب بالموافقة على العقوبات، مؤكدة أنه "لا يتماشى مع روح العلاقات" بين الحليفين في الحلف الأطلسي ويتعارض مع الاتفاق الذي توصلت له انقرة مع واشنطن بشأن سوريا.

كما استدعت تركيا اليوم الأربعاء سفير الولايات المتحدة في أنقرة للاحتجاج على الاعتراف، حسبما ذكر مسؤولون أتراك.

ويأتي قرار الكونغرس الامريكي بعد ثلاثة أسابيع على بدء العملية العسكرية التركية ضد المقاتلين الاكراد في شمال سوريا، وذلك بعد انسحاب القوات الأميركية من هذه المنطقة.

العلاقات التركية الأميركية

يقول الكاتب والصحفي المعارض، أحمد مظهر سعدو، لـ "أنا برس" إن السياسة الأميركية تجاه تركيا تسير دائمًا باتجاه مزيد من الضغط المستمر على الدولة التركية، وهي في ذلك (أي الإدارة الأميركية) تمارس سياسة (العصا والجزرة) إن صح التعبير،

وتابع: من حيث أنها تريد علاقات قوية ودائمة مع الأتراك، لكنها في نفس الوقت تريد أن تبقى تركيا تحت سطوتها، وفي تلافيف، وضمن أتون مصالح السياسة الأميركية في المنطقة، وهذا ما لم يتحقق لها مع وجود حزب (العدالة والتنمية) والرئيس (أردوغان) على وجه التحديد.

وأوضح سعدو أن السياسة الأميركية تمارس الضغط على طول المدى، من أجل تطويع السياسة التركية، وقد جاء قرار الكونغرس اليوم في مسألة الأرمن، وهي قضية قديمة ومنسية، ولا يوجد ما يؤكدها، ليقول للأتراك ستبقى السطوة الأميركية على العالم قائمة، ولا يحق لكم (بين الفينة والأخرى) الخروج عن الطاعة الأميركية، في موضوع المنطقة الآمنة تارة، بل في جل تحركات سياستكم في المنطقة.

وبحسب سعدو، فإن الأمريكان بقرارهم هذا يؤكد حال لسانهم لتركيا بأنهم غير غافلين عن عملياتكم ومحاولاتكم الدائمة الانفلات من السطوة الأميركية على العالم، والقطبية الأحادية الأميركية، التي يرضخ لها حتى روسيا والصين، فما بالكم بدولة مثل تركيا، ومهما كبر جيشها وتطور، لكنها في أتون حلف الناتو الذي تهيمن عليه كلية الولايات المتحدة الأميركية، وترضخ لها كل الدول الأوربية، فلماذا أنتم لا تسمعون نصائح وتوجيهات الأمريكان، ثم تغردون خارج السرب.

ويختم سعد حديثه لـ "أنا برس" بالإشارة إلى أن الضغط الأميركي لن يقف عند حد، دون المساس بمسألة التحالف مع الأتراك، وهو مصلحة أميركية وتركية بامتياز، وقرار الكونغرس هو شيئًا معنويًا ليس إلا، ولن يؤثر على الدولة التركية الحديثة والصاعدة في المنطقة والعالم.

علاقات متأرجحة

وبدور يرى المحلل السياسي السوري المعارض من النروج، حسام نجار، خلال حديثه لـ "أنا برس" بأن العلاقات الأمريكية التركية تأرجحت بين الشد والجذب وكان محور هذا التأرجح نقطتين اساسيتين الأولى اختلاف وجهات النظر حول المنطقة الأمنة وكيفية التعامل مع الفصائل الكردية.. والثانية موضوع منظومة S400 الروسية وطريقة تعامل الطرفين معها.

ويتابع النجار: فمن خلال هاتين النقطتين أصبح بينهما التنافر لكن بطبيعة الحال لم يؤثر على العلاقة الإستراتيجية بين البلدين.. فكلاً منهما يعتبر اختلاف وجهات النظر مرده لكيفية رؤية الطرفين للأمر فمثلاً في الموضوع الكردي والمنطقة الأمنة كان الطرفان في تباعد مواقف وصراعات على الأرض وسياسياً لكن الإصرار التركي والتفهم الأمريكي لاحقاً أنهى القضية بالتوافق، هذا التوافق ظاهرياً لمصلحة الأتراك لكن على الأرض لمصلحة الطرفين.

وبحسب النجار، فإن النقطة الثانية الخاصة بالمنظومة الروسية كان التوافق أقل درجة فقد أصرت تركيا على الحصول عليها واستلمت أجزاء منها وربما كاملة بالوقت نفسه فرض الأمريكان عليها عدة عقوبات لن تؤثر على تركيا.. مشيرا أن كل ما حصل كان يتبع الإدارة التنفيذية في الإدارة الأمريكية أي الرئيس وكل ما تم من توافق او عقوبات مرتبط بالرئيس.

وأوضح النجار أن ما صدر عن الكونجرس أمس تجريم الأتراك حول مجازر الارمن في توقيت نسيه العالم أجمع ويجعلونه كقميص عثمان او مسمار جحا عندما يحتاجونه يخرجونه وقد رأينا بعض الدول الاوروبية قد أقرته من فترة قريبة.

"من هذا المنطلق تحاول أمريكا إشعار تركيا أنها تحت السيطرة وأنهم أي الأمريكان قادرون بأي لحظة على إقلاق تركيا بمواضيع سواء حديثة أو نبش التاريخ العثماني. لكن على التمييز بين أمرين أن ما ذكرناه بالفقرة الأولى كان يتبع السلطة التنفيذية أي الرئيس أما الثانية فهي مرتبطة بالسلطة التشريعية أي الكونجرس. ونعلم أن الرئيس لديه من الصلاحيات ما يمكنه من إيقاف أي قرار على سبيل المثال.. قانون سيزر أو قانون محاسبة سوريا أو غيره من القوانين". وفق النجار.

وحول ردة فعل التركي يقول النجار: "بالنسبة للأتراك شيئين. أن يعترضوا عليه باعتبار هذا الأمر غير صحيح ويأتوا بأمثلة مشابهة قام بها الأمريكان القادمون من ايرلندا ضد الهنود الحمر. أو أن يسكتوا باعتبار هذا حدث قديماً والدولة التركية الحديثة غير مسؤولة عنه.. لكن من المؤكد أن أردوغان وحكومته سيتجهون للشيء الأول نظراً لمعرفة الغرب باعتزاز أردوغان بالدولة العثمانية وأفعال العثمانيين والتغني بأمجادهم.. وخلاصة القول وفق النجار، هذا القرار لا يعدو عن كونه فتيل تم رميه أمام التركي لمعرفة ردود أفعاله".