http://anapress.net/a/113497683204485
تحذيرات قوية اللهجة وقد تكون لأول مرة من روسيا لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية إطلاق النار على قوات الأسد بالقرب من دير الزور شرقي البلاد، محذرة الجيش الأميركي بالرد على أي حادث جديد من هذا النوع.
وأكد الجنرال، إيغور كوناشينكوف، من الجيش الروسي في بيان بأن قوات النظام السوري تعرضت مرتين لقصف كثيف من مدافع ومدافع هاون انطلاقاً من مواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات حيث ينتشر مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية والقوات الخاصة الأميركية. وأشار كوناشينكوف إلى أن محاولة جديدة من هذا النوع ستستتبع ردا على الأماكن التي ينطلق منها إطلاق النار، في إشارة إلى قوات "قسد" والقوات الخاصة الأمريكية.
وتشكل محافظة دير الزور وريفها في الوقت الراهن مسرحاً لعمليات عسكرية، الأولى تقودها ميليشيا الأسد وميليشيات إيران بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في الريف الشرقي.
يرى مراقبون أنه سادت قناعة في الأيام الماضية أن نهر الفرات سيشكل خط فصل بين مناطق سيطرة موسكو وواشنطن في الشرق السوري، بل إن البعض أكد وجود اتفاق بين موسكو وروسيا بحيث تلتزم موسكو بمنع نظام الأسد وإيران من التقدم إلى الضفة الشرقية.
يقول الباحث "تشارلز ليستر" في حسابه على توتير، أن ما قامت به موسكو قبل يومين بالسماح لعناصر لقوات النظام بعبور الفرات والتهليل لهذه الخطوة عبر إعلامها أسقط عملياً أي تفاهم أو اتفاق مع واشنطن.
من جهة أخرى يقول المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حمادة الأسعد لـ "أنا برس"، بصراحة ما يجري في محافظة دير الزور هو مرسوم في الغرف المظلمة وفق تفاهمات مدروسة بشكل كبير بين الأمريكان والروس وبدأت من خلال أبعاد كتائب الجيش الحر مغاوير الثورة وأسود الشرقية عن عملية تحرير محافظتهم رغم أنهم من أبناء دير الزور.
ويستطرد: الروس ومن معهم يريدون أن تكون محافظة دير الزور كاملة تحت سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية والعراقية وحزب الله التي يتشكل منها جيش النظام السوري.. لأن النظام السوري يسعى للسيطرة على النفط والغاز والملح واليورانيوم الموجود تحت رمال منطقة دير الزور والغنية به ويشكل الإنتاج رقم واحد في سوريا.
ويوضح الأسعد أن كل ما يجري من خلافات وحراك عسكري في محافظة دير الزور يصب لمصلحة النظام السوري وهي الأداة طبعاً بيد القوات الروسية فهي من تدير الأمور في دير الزور، وكما أن ميليشيا byd "قسد" بالنسبة لأمريكا هم مجرد مرتزقة تستعملهم عند الحاجة ولكن عند الضرورة السياسية سيكون ليس لهم دورا وخاصةً عندما يتعلق الأمر مع روسيا أو إيران أو النظام السوري.
وبدوره يقول المحلل السياسي ابن مدينة دير الزور جودت الحسيني لـ "أنا برس": أعتقد بأن ما يجري في دير الزور هو مخطط ومدروس بتحكم من قبل الروس والأمريكان وبالنتيجة كله يصب في مصلحة الأمريكان بالهيمنة الكاملة على آبار النفط بدير الزور بعدما هيمن الروس على منابع الغاز في تدمر بمعركة كر وفر مع داعش شبيهة لما يحصل الآن بمحافظة دير الزور، لذلك هي معركة الهيمنة على النفط وليس معركة تحرير.
وحول التصريحات الروسية ضد قوات "قسد" يرى الحسيني أن هذا التصريحات ليست حقيقية وإنما هي توجهات خلبيه وشعارات مزيفة بقصف قسد من قبل الروس باعتبار الكعكة واحدة ومقسومة وستقسم على الاطراف التي انتجت واخرجت هذا المخطط والهدف هو واحد النفط والغاز.
يشار أن القيادة العامة لمجلس دير الزور العسكري، وبمشاركة قوات سوريا الديمقراطية، أعلنت بدء انطلاق حملة تحرير مدينة دير الزور بتاريخ 9 سبتمر الجاري، وبالتزامن مع هذا الإعلان، أعلنت قوات النظام أيضاً بدء المعركة في دير الزور.
والجدير بالذكر أن تقدم قوات الأسد شرق نهر الفرات، ينذر بصدام عسكري قريب مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تتقدم من الجهة الشمالية لمدينة دير الزور، وفق مراقبين، كما أن قرى ريف دير الزور الواقعة شمال شرق وشمال غرب المدينة، تشهد حملات نزوح كبيرة، نتيجة المعارك والقصف المستمر على تلك المناطق.