http://anapress.net/a/11049287753670
بعد الجدل الواسع الذي أثاره الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية والذي تضمن أن روسيا قدمت مقترح للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بخصوص خروج القوات الإيرانية من سوريا، نفت روسيا وبشكل قاطع الأمر برمته. (اقرأ/ي أيضًا: موسكو ترد على شائعات رفع العقوبات جزئيا عن طهران مقابل سحب قواتها من سوريا).
وبحسب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في مؤتمر صحافي أمس الأربعاء 21 تشرين الثاني (نوفمبر) فإن موسكو لم تقدم مقترحاً بشأن انسحاب الميليشيات الإيرانية من سورية، وذلك بعد أنباء عن وجود مقترح من ذلك النوع مقابل رفع جزئي للعقوبات عن طهران نشرها موقع "أكسيوس" الأمريكي وتم تداولها في وسائل الإعلام الدولية.
وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد كشفت عن تقرير قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي في جلسة مغلقة في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، بأن روسيا قدمت مقترحا للولايات المتحدة وإسرائيل تنص على خروج القوات الإيرانية من سوريا مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.. بحسب موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية
ورفضت السفارة الروسية في إسرائيل التعليق على التصريحات الإسرائيلية وفق ما ذكر موقع "معاريف"، فيما قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية، "نحن مستمرون في المفاوضات مع الأمم المتحدة وأطراف أخرى من أجل الترويج لحل سياسي في سوريا. نحن لا نقدم تفاصيل حول محتوى مثل هذه المحادثات الدبلوماسية".
العريضي: إيران لا يمكنها المناورة
وبدوره، يرى عضو هيئة المفاوضات السورية الدكتور يحيى العريضي، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس"، أن وضع إيران حاليا في سوريا لا يمكنها من المناورة كثيرا؛ فهي تحت ضغط حقيقي، وفي الوقت نفسه فإن موسكو هي أيضاً تحت الضغط وتبحث عن إنجاز سياسي معين خلال الفترة المقبلة.
ويوضح العريضي أن استمرار الضغط الأمريكي والإسرائيلي على إيران مع الضغوطات الاقتصادية المستمرة على إيران، والغليان الشعبي في طهران ضد نظام الملالي "ربما تفضي كل هذه الأسباب إلى إنجاز شيء معين بخصوص خروج القوات الإيرانية من سوريا". لكن بالمجمل يعتقد العريضي بأن إيران تتجذر في سوريا ثقافيا ومذهبيا وتتوسع في مشروعها الطائفي.
قرقوط: إسرائيل تبحث عن مخرج لإيران
ومن وجهة نظر الكاتب والصحافي السوري المعارض حافظ قرقوط، خلال حديثه لـ "أنا برس"، فإن "إسرائيل هي التي تبحث عن مخرج لإيران وليست إيران التي تبحث عن مخرج لنفسها، فكلاهما شركاء في تقاسم النفوذ في الشرق الأوسط".
وبحسب قرقوط، فإن "إيران تعتبر إحدى أدوات إسرائيل في المنطقة منذ تولي الخميني القيادة في طهران، وتمتنت العلاقات بينهما، وهذا العداء الخارجي ليس إلا شكلا من أشكال الوهم الإعلامي لشعوب المنطقة".
ويوضح قرقوط أن "كلًا من إسرائيل وأمريكا يرغبان في تفتيت المجتمع العربي، وسوريا ضمن هذه المنظومة العربية، وبالتالي إيران تقوم بهذه الوظيفة على أكمل وجه في تفتيت المجتمع السوري عبر التغلغلات الطائفية".
ويشير الكاتب السوري المعارض إلى أن "هذا الخروج إن تم عن طريق صفقة ما فإن إيران متمددة وباقية في مناطق كثيرة في سوريا عن طريق نشر مذهبها الطائفي ونشر ثقافتها في معظم المناطق السورية.. ناهيك عن التبعية الاقتصادية التي وضعتها في الكثير من المشاريع التي أقامتها في سوريا خلال سنوات الحرب".
ويختم قرقوط حديثه قائلاً: "إن إيران دفعت مليارات الدولارات خلال العقود السابقة لخدمة مشروعها الطائفي في المنطقة وبالذات سوريا، وبالتالي من الصعوبة إخراج إيران من المنطقة، وكل من إسرائيل وأمريكا يدركون ذلك ليس لعيون الإيرانيين بل إتماما للمشروع التخريبي الذي تقوم به إيران في المنطقة والذي هو خدمة للمشروع الإسرائيلي في المنطقة".
الأيوبي: واشنطن تضغط على روسيا
ومن جهة أخرى، يقول الأكاديمي السوري المعارض الدكتور عماد الأيوبي، في تصريحات لـ "أنا برس" إن واشنطن تحاول جاهدة الضغط على روسيا من أجل إجبار إيران على الخروج من سوريا، مشيرا إلى أن موسكو لن تستطيع إجبار إيران على الخروج من سوريا لعدة أسباب. (اقرأ/ي أيضًا: واشنطن تُنذر بنهاية داعش قريبًا.. وتحاول إقناع موسكو بخروج القوات الإيرانية).
وبحسب الأيوبي، فإنه على رغم التأثير الكبير الذي خلفته إعادة فرض العقوبات على الاقتصاد الإيراني، وبالأخص على قيمة العملة الوطنية، والضغوط الإسرائيلية المستمرة ضد طهران، لم تركض إيران إلى واشنطن مستسلمة تلتمس اتفاقية جديدة، أو تطلب الانسحاب من سوريا مقابل خفض العقوبات المفروضة عليها.
ويوضح الأيوبي أنه ليست بهذه السهولة إخراج إيران من سوريا، فهذا الموضوع معقد جدًا على المستوى الإقليمي، ناهيك عن أن التواجد الإيراني في سوريا خلال سنوات الحرب خلف أثارا كبيرة ومدمرة على المستوى الاجتماعي والثقافي، فمن الصعب جدا حتى ولو خرجت القوات الإيرانية أن تمحى هذه الثقافة التي سعت لنشرها في سوريا. على حد تعبيره.
ويذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو كان قد أبلغ موسكو باستعداد إسرائيل ضمان أمن رئيس النظام السوري مقابل تعهد روسي بإخراج القوات الإيرانية من سوريا. وفق قناة روسيا اليوم.