المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

التوتر الأمريكي التركي ورياح العلاقات الباردة من جديد

 
   
15:31

http://anapress.net/a/109519417148378
491
مشاهدة


التوتر الأمريكي التركي ورياح العلاقات الباردة من جديد
أمريكا وتركيا

حجم الخط:

ليست هي المرة الأولى التي يتصادم  فيها الحليفان الأبرز في حلف الناتو تركيا وأمريكا، لكن وبتأكيد الخبراء فقد دخلت العلاقات التركية - الأمريكية مستوى غير مسبوق من التوتر والتصعيد.

زادت التوترات على أثر العقوبات الاقتصادية التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية، الأربعاء الماضي، على وزيرين تركيين هما وزير العدل عبد الحميد غول ووزير الداخلية سليمان سويلو، رداً على ما وصفته استمرار اعتقال القس الأمريكي أندرو برانسون.

ذريعة أمريكية

العقوبات الاقتصادية على الوزيرين التركيين جاءت تحت عنوان الرد على اعتقال السلطات التركية القس الأمريكي أندرو برانسون، علماً أن القس كان معتقلاً منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016  بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا في العام نفسه، وما فعلته تركيا مؤخراً أنها حاولت احتواء الأزمة وأخرجت القس من السجن منذ حوالي الأسبوع ووضعته تحت الإقامة الجبرية، ولكن واشنطن أصرت على أن يتم إطلاق سراح القس الأمريكي.

جوهر القضية هو "استقلالية القرار التركي" ورغبة واشنطن والغرب عموما باستعادة الهيمنة على تركيا
 الحاج جاسم

يقول الكاتب والباحث في الشؤون التركية والروسية الدكتور باسل الحاج جاسم، إن "التوتر التركي الأميركي ليس جديداً، ومن الواضح أنه يأخذ طابعًا تصعيديًا، تصاعد مع مرور الوقت"، مشيرًا أنه "منذ قضية منظومة أس 400 الدفاعية الروسية التي ترغب تركيا باستيرادها من موسكو، وكذلك موقف أنقرة المعلن من أي عقوبات أميركية جديدة على إيران واعتبار قضية القس الأميركي المعتقل لدى تركيا وتحويله لاحقا الى الإقامة الجبرية ليست سوى ذريعة، إلا أن جوهر القضية هو استقلالية القرار التركي، ورغبة واشنطن والغرب عموما بعودة الهيمنة على تركيا".

ملفات أمريكية داخلية

ثمة عوامل متداخلة جعلت من العلاقات الأمريكية - التركية متشابكة ومعقدة، وتقوم على عناصر تاريخية وجيواستراتيجية ومصالح مؤسسية راسخة يصعب تجاوزها في معادلات السياسات الخارجية وتوجهات المواقف الإقليمية، ليس فقط انطلاقًا من الروابط القائمة بين البلدين في إطار حلف الناتو، وإنما أيضًا استنادًا إلى العلاقات الثنائية على المستويات الاستخباراتية والعسكرية والاقتصادية.

يوضح الحاج جاسم أنه "يجب عدم استباق الأمور، فقد يكون التصعيد الأخير مرتبط بملفات أمريكية داخلية بحتة ولا علاقة لتركيا بها، والهدف لاستجداء دعم الإنجيليين في الانتخابات النصفية المزمع إجراؤها في البلاد بعد أشهر، إلا أن التحرك التركي الواضح للتقارب مع الصين وروسيا يشير إلى استعداد أنقرة لما هو أسوأ".

الرد بالمثل

ردت تركيا بالمثل على القرار الأمريكي بفرضها لعقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، حيث أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أنه سيرد على الولايات المتحدة الأمريكية بالمثل، بعد فرضها عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، على خلفية احتجاز القس الأمريكي "آندرو برانسون" في أنقرة، بحسب وكالة أنباء الأناضول.

من جهتها انتقدت كل من روسيا وإيران، قرار الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين، وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، "إن العقوبات غير القانونية ضد وزيرين تركيين، تظهر سياسة الضغط والابتزاز التي تنتهجها الولايات المتحدة تحت ستار سياسة الدولة، إضافة إلى إدمانها العقوبات".

وبنفس السياق، ذكر نائب رئيس العلاقات الدولية لمجلس الدوما الروسي "أليكسي تشيبا"، أن الولايات المتحدة تفرض عقوبات أو تعلن حربًا تجارية ضد الدول التي لا تتصرف برغبتها، مشيرا أن الدول تجد بسرعة السبل اللازمة للتغلب على العقوبات التي تفقد معناها وتأثيرها بعد ذلك. وفق الأناضول.

التداعيات على المشهد السوري

أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه يتوقع ألا تتأثر خارطة الطريق المشتركة مع الولايات المتحدة بشأن مدينة منبج في شمال سوريا بالتوتر بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي، وجاءت تصريحات أردوغان بعد يومين من فرض واشنطن عقوبات على وزيرين تركيين فيما يتصل بمحاكمة قس أميركي متهم بدعم الإرهاب.

وفيما يتعلق بتداعيات التوتر الأمريكي التركي على المشهد السوري، يعتقد الحاج جاسم، بأن التداعيات على المشهد السوري ستكون متعلقة فقط بخارطة الطريق على منبج بين أنقرة و واشنطن و التي واضح أن الولايات المتحدة تماطل في تنفيذها منذ الاتفاق عليها.

أما باقي المناطق فهي بالأصل تقع من ضمن ملفات التوتر بين الحليفين في حلف الناتو، عندما اختارات واشنطن الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا في تركيا والناتو على حد سواء، وبدات بدعمه ضاربة بعرض الحائط مصالح السوريين و مخاوف تركيا الأمنية ، وجعلته يتمدد في الأراضي السورية تحت ذريعة محاربة داعش.




كلمات مفتاحية