المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

"ما كنت أظن يوماً أني سأخشى دباباتي أن تقتلني".. شهادات موجعة لمحاربين قدامى

 
   
11:03

http://anapress.net/a/109500740473818
183
مشاهدة


"ما كنت أظن يوماً أني سأخشى دباباتي أن تقتلني".. شهادات موجعة لمحاربين قدامى
من حرب تشرين- أرشيفية

حجم الخط:

محاربون قدامى نالوا أوسمة الشجاعة.. ماذا حل بهم؟!

يتساءل "رؤوف ياسين" ما إن كان وسام الشجاعة الذي ناله لتمكنه من تدمير 10 دبابات إسرائيلية هو دليل على تخابره مع العدو الخارجي؟!

في تشرين الأول/ أكتوبر، من العام 1973، قرر العرب الثأر لهزيمتهم من إسرائيل عام 1967، حيث قام كل من الجيش السوري والمصري، بتنفيذ هجوم متزامن على الجيش الإسرائيلي في كل من هضبة الجولان السورية وصحراء سيناء المصرية.

وكانت تلك المواجهات العسكرية هي الأخيرة بين جيوش نظامية في مسيرة الصراع العربي الإسرائيلي؛ نتج عنها آلاف القتلى والجرحى من الطرفين، إضافةٍ إلى عشرات الآلاف من النازحين واللاجئين العرب.

وسام شجاعة

انتهت الحرب وأعلن النصر من قبل سوريا ومصر، رغم خسارة الجيش السوري زمام المبادرة بالتقدم العسكري وإلمام حافظ الأسد بإعلان تحرير القنيطرة، نهاية مايو/أيار1974، علماً بأن الجنود الإسرائيليين قد انسحبوا من الجزء المهدم منها بعد إعلان وقف إطلاق النار بقرار أممي؛ فقرر حافظ الأسد آنذاك إهداء أوسمة سماها بـ (وسام الشجاعة) لـ 50 لواء و30 عقيداً و50 رقيباً وعدداً من عناصر المشاة؛ تكريماً لموافقهم الشجاعة في أرض المعركة، كان من ضمن الرقباء 12 شخصاً من محافظة إدلب، ثلاثة منهم قتلوا أثناء المعركة (بحسب الرقيب أول رؤوف ياسين).

أبو صالح (اسم وهمي)، المنحدر من مدينة سلقين في ريف إدلب السورية، هو أحد الرقباء الذين نالوا وسام الشجاعة من الأسد الأب؛ قال لـ أنا برس: بعد اندلاع حرب تشرين بثلاثة أيام استطعت اسقاط طائرة من طراز "ميراج" أثناء الانقضاض في منطقة الصنمين عبر سلاحي الخفيف الكلاشنكوف، ذلك بعد تصويبي بشكل مباشر لجسم الطيار لحظة انقضاضه لاستهداف معسكر من الخطوط الخلفية لسرايا التمهيد.

محاربون قدامى نالوا أوسمة الشجاعة.. ماذا حل بهم؟!
 

الرقيب أول "رؤوف ياسين" من ريف إدلب الشمالي، نال وسام الشجاعة لتمكنه من تدمير كتيبة دبابات إسرائيليات برفقة زملائه؛ قال في حديثه لـ أنا برس: "في اليوم العاشر من حرب تشرين وحيث كنت أنا وسبعة عناصر من اللواء (21 مهمات) في مهمة استطلاعية في منطقة دير العدس مستقلين ثلاث دبابات من نوع (BMP)، صادفتنا كتيبة دبابات إسرائيلية مؤلفة من عشرة عربات؛ حين أطلقنا النار عليهم ظنوا أننا نطلق صواريخ حرارية فقاموا بإطفاء محركات العربات ووقفوا في مكانهم ثابتين؛ فستطعننا من تدمير الكتيبة بالكامل عبر استخدام صواريخ (ماليوتكا) الموجهة عن بعد".

"في منطقة تل الفرس وأثناء الاشتباك المباشر مع الجيش الإسرائيلي، فقدت ثلاث دبابات من الكتيبة 112 لوا 22 دبابات، فاستطعت أنا واثنين من سائقين الدبابات في اللواء من استرجاعهم"، يقول عبد المنعم (اسم وهمي) أحد الرقباء النائلين على وسام الشجاعة.

ويضيف عبد المنعم؛ "عاد اللواء وقائد كتيبة 112 محمد عرنوس بصحبة مرافقيه دون الدبابات بعد تعرضهم للعطب من قبل القصف المباشر عليهم، فطلبنا باسترجاعهم لكنه رفض خشية من تعرضنا للخطر؛ اتجهنا ليلاً الى المنطقة الساقطة نارياً وقمنا بإصلاحهم واسترجاعهم على الفور في مدة لم تتجاوز الأربع ساعات".

تكريم الأسد الابن

"الاعتقال والقتل والتشريد هو ما قدمه نظام الأسد لجنوده.. وبعد أن كرم الأسد الأب عدداً من الذين شاركوا في الحرب وتمكنوا من استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ رد ابنه وكرَّمهم بقتل واعتقال أبنائهم وقصف منازلهم وتهجيرهم دون أي اعتبارات لإنجازاتهم السابقة"، هذا ما يؤكده عديد من المشاركين بحرب تشرين من الذين استطلعت "أنا برس" آراءهم.

اعتقال وقتل

يقول "أبو صالح" لـ أنا برس: "بعد اندلاع الثورة السورية وارتكاب النظام مجازر جماعية بحق الشعب السوري، كان لابد من الوقوف إلى جانب الثائرين؛ وحين قصفت مروحيات النظام مدينة سلقين بريف إدلب بالبراميل المتفجرة التي أدت إلى مقتل وجرح العشرات، تحدث نجلي الطالب في كلية التجارة في اللاذقية لـرفاقه عن المجزرة الحاصلة في مدينته؛ سرعان ما جاء الأمن العسكري مدججاً بالسلاح ليلقي القبض عليه ويختفي عن الأنظار".

 "ما كنت يوماً أظن أني سأخشى دباباتي إن تقتلني، أو الطائرة التي حمتني في المعركة ستقصف بيتي وتهجرني
ياسين

ويتابع "أبو صالح": "ظننت أن وسام الشجاعة الذي منحني إياه الأب (الـ..) قد ينجي ولدي من الاعتقال، فذهبت إلى الأمن العسكري في اللاذقية واصطحبت الوسام معي وحين وصولي منعوني من الدخول، بقيت لأكثر من ثلاثة أيام على البوابة حتى وافق أحد الضباط هناك على مقابلتي؛ فشرحت له قصتي وأطلعته على وسام الشجاعة، فرد قائلاً: (إما ان تخرج من هنا أو أضعك مع ابنك وثالثكم وسامك)؛ ومنذ ذلك الحين إلى الآن لا أعلم ماذا حل بولدي".

"كنت من ضمن المتظاهرين السلميين منذ مطلع عام 2011 ذلك بعد انتفاضة الشعب على النظام، فاعتقلني جيش النظام على أحد حواجزه أثناء ذهابي إلى مدينة إدلب.. احتجزوني في الأمن السياسي في المدينة لمدة ثلاثة أشهر دون تحقيق؛ وحين تم طلبي إلى التحقيق قلت لهم أنى حائز على وسام الشجاعة من قبل الأسد الاب فازدادوا بضربي مطلقين تهمة جديدة وهي التخابر مع عدو خارجي وإضرام الفوضى في البلاد، ناهيك عن تهم النيل من سيادة الدولة والتظاهر"، يقول رؤوف ياسين.

ويضيف: "تم نقلي بعدها إلى سجن عدرا لأبقى ماكثاً هناك مدة تسعة أشهر على التوالي ومن ثم عرضت على محكمة الإرهاب لتطلق سراحي بعد عدة أيام".

ويتساءل "رؤوف ياسين" ما إذا كان وسام الشجاعة الذي ناله لتمكنه من تدمير 10 دبابات إسرائيلية هو دليل على تخابره مع العدو الخارجي.

عبد المنعم قال في حديثه لـ أنا برس: "في العام 1988 اعتقلت أنا وإخوتي من قبل الأمن السياسي في مدينة إدلب، بتهمة التبعية للحزب الناصري، وبعد اندلاع الثورة السورية، استشهد شقيقي في قصف طائرات النظام على مدينتي، ومن ثم اعتقلوا أبنائي لعدة مرات وتكون التهمة جاهزة (التظاهر)".

قصف وتهجير

"ما حاجتي لوسام تحت الركام"، يقول عبد المنعم؛ ويضيف: "بعد أن قتل شقيقي واعتقل أبنائي، قصف منزلي من قبل طائرات النظام وتهدم، فأصبح ذلك الوسام تحت ركام منزلي، فما حاجتي لوسام من مجرمين؟".

أما "رؤوف ياسين" يقول: "ما كنت يوماً أظن أني سأخشى دباباتي إن تقتلني، أو الطائرة التي حمتني في المعركة ستقصف بيتي وتهجرني". ويضيف "ياسين": "قصف منزلي، وتهجرت، وها أنا اليوم أسكن في خيمة ومازلت أخشى دبابتي التي قتلت بها العشرات من الأعداء الإسرائيليين".

 




معرض الصور