المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

إعادة رسم العلاقات بالمنطقة.. هل تُسعر إيران خلافًا مصريًا سعوديًا وشيكًا؟

 
   
10:33

http://anapress.net/a/105296944163826
110
مشاهدة


إعادة رسم العلاقات بالمنطقة.. هل تُسعر إيران خلافًا مصريًا سعوديًا وشيكًا؟

حجم الخط:

الناظر لطبيعة التطورات على الساحة الدولية ومع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يجد ثمة تغيّرات جوّهرية آخذة في التطور والظهور بقوة على الساحة خلال الفترة الأخيرة، لم تكن الأزمة داخل مجلس التعاون الخليجي ومقاطعة (أو حصار) إيران سوى حلقة جديدة من حلقات إعادة رسم العلاقات بالمنطقة، فقد تلتها محطات مهمة وإرهاصات بدأت تطفو على السطح دّعم ذلك سياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتفاهمات السعودية الأمريكية.

ويأتي التصعيد بين السعودية وإيران والذي بدأ يأخذ منحنى أكثر خطورة خلال الفترة الراهنة ضمن تلك التطورات التي تنذر بأحداث أكثر سخونة في المنطقة، خاصة مع ما صاحب ذلك من تطورات أخرى مثل مساعي تضييق الخناق على حزب الله في لبنان مع استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وما يترتب على ذلك من تداعيات على حزب الله والدور الإيراني في لبنان وربما تنصرف تلك التداعيات على الدور الإيراني بشكل عام في المنطقة في ضوء ما يبذل في إطار مواجهة إيران برعاية أمريكية، خاصة عقب أن أعلن ترامب عن استراتيجيته في مواجهة إيران.

 السعودية تصعد ضد إيران وحزب الله.. والسيسي يرفض أي تدخل عسكري ضدهما

وفي خضم إعادة رسم العلاقات في المنطقة ورغم التقارب الواضح بين نظام عبد الفتاح السيسي في مصر والمملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ثمة شكوك تلف مصير ذلك التحالف المصري السعودي والذي تنضم إليه الإمارات كقوة محركة لهذا التحالف بقوة وهو التحالف الذي ظهرت بصماته في عدد من الملفات من بينها ملف الأزمة القطرية.

تنطلق تلك الشكوك جراء ما كشفت عنه الأحداث الأخيرة من خلافات ضمنية بين السعودية ومصر حول مواجهة إيران والتصدي لحزب الله اللبناني الذي أعلنت السعودية ضمنًا محاربته عقب أن أعلنت حكومة لبنان حكومة حرب، وقد كشف السيسي نفسه عن حجم تلك الخلافات في تصريحات له الأسبوع الجاري على هامش منتدى الشباب العالمي رفض خلالها أي مواجهة عسكرية لإيران أو حزب الله، ذلك في الوقت الذي تنذر فيه السعودية وتهدد باتخاذ إجراءات رادعة ضد إيران وحزب الله عقب إطلاق صاروخ "حوثي" عليها مؤخرًا تبين أنه من صنع إيران مدت به إيران الحوثيين في اليمن، وتحتفظ لنفسها بحق الرد.

وقال مصدر دبلوماسي مصري لـ "البيان" إن تلك التصريحات وإن كانت تعكس خلافًا في طبيعة التعامل مع كل من إيران وحزب الله وأذرعهما في المنطقة، فإنها في الوقت ذاته لا تنفي الاتفاق بين البلدين على الموقف من إيران وحزب الله ورفض دورهما، والخلاف يكمن في طبيعة التعامل والتصدي المباشر لهما، وتنطلق مصر في موقفها من ضرورة عدم زيادة الصراعات والتحديات التي تفرز توترًا في المنطقة، وتعمل في ذلك الصدد على إعمال الدبلوماسية الهادئة لحل الأزمات دون أي تورط عسكري قد لا تحمد عقباه، بينما السعودية قد نفذ صبرها إزاء التجاوزات الإيرانية وترى ضرورة التصعيد المتدرج إزاء إيران، ما يعني أن الخلاف منحصر في وجهات النظر حول "طريقة التعامل" فقط، بينما الأسس والخطوط العريضة متفق عليها.

بدا السيسي أكثر حذرًا في الاقتراب من ملف حزب الله وإيران، رغم تأكيداته على مساندة بلاده لـ "الخليج" باعتبار "أمن مصر من أمن الخليج" وهي المعادلة يؤكدها السيسي في كل مناسبة تتعلق بالخليج، غير أنه في الوقت ذاته وبينما أعاد التأكيد على تلك المعادلة اعتبر أنه "يجب التعامل مع مشكلة إيران وحزب الله بحذر". برر السيسي ذلك في تصريحاته بكونه يرفض وجود تحديات إضافية في المنقطة واضطرابات المنطقة في غنى عنها نهائيًا. وألمح السيسي إلى أن مواجهة إيران وحزب الله سوف تزيد التوتر في المنطقة، غير أنه أكد على حرصه على أمن واستقرار الخليج.

ورأى المصدر –الذي فضّل عدم ذكر اسمه- أن العلاقات التي تربط بين السعودية ومصر هي علاقات تاريخية قائمة على أساس المصير المشترك، وكثيرًا من ظهرت العديد من الاختلافات في وجهات النظر حول بعض الملفات الرئيسية من بينها الخلاف حول "الملف السوري" في فترة من الفترات، وتدرك القيادة في البلدين أن من مصلحتهما البناء على الجوانب المشتركة ومعالجة الخلافات في وجهات النظر دون أي تصعيد أو قطيعة قد تضر بمستقبل المنطقة في ضوء تحالف البلدين ودورهما في العديد من الملفات من بينها ملف مقاطعة (أو حصار) قطر وأيضًا التحالف العربي في اليمن، وغيرها من الملفات التي ترتبط بأمن المنطقة.

واستعبد احتمالية أن يتصاعد خلاف مصري سعودي من تلك الزاوية، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أنه حال تعرض السعودية أو أي دولة خليجية إلا الخطر أو الاعتداء فإن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي، خاصة أن السيسي كان قد أعلن مبدأ "مسافة السكة" عنوانًا لموقفه من دول الخليج، وهو المبدأ الذي اعتبر فيه أن أي عدوان على الخليج هو عدوان على مصر وأن مصر جاهزة للتدخل لحماية أمن الدول الخليجية.

غير أن محللين رأوا أن تصريحات السيسي هي محاولة لـ "ابتزاز" السعودية للحصول على دعمٍ مادي من أجل تأييد موقفها ودعمها فيه. وهو ما ذهب إليه المحلل السياسي السوري محمد مؤمن كويفاتية غير صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" والذي قام بالإشارة لموفق السيسي وتصريحاته الرافض خلالها التدخل العسكري ضد إيران وحزب الله وعلّق قائلًا "بدو الرز".