المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

عام هزائم تنظيم البغدادي.. داعش يتلقى ضربات موجعة في 2017

 
   
10:45

http://anapress.net/a/893670763692486
583
مشاهدة


عام هزائم تنظيم البغدادي.. داعش يتلقى ضربات موجعة في 2017

حجم الخط:

تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش".. تنظيم ملأ العالم حضورًا بتهديدات غير مسبوقة، وظلّ منذ العام 2014 الخطر الأكبر الذي يلاحق المنطقة والعالم، في ضوء ما أبداه التنظيم من توحش هائل وهجمات وعمليات إرهابية تعدت حدود منطقة الشرق الأوسط لتصل إلى عمق أوروبا ذاتها، فكان المُهدد الأكبر للسلم والأمن الدوليين، ووضعت العديد من الخطط (محلية وإقليمية ودولية) والاستراتيجيات من أجل دحره. لم يُكتب لها النجاح طيلة السنوات الماضية بصورة كبيرة إلا في العام 2017 الذي شهد هزائم غير مسبوقة أيضًا لتنظيم الرجل الغامض أبو بكر البغدادي.

بدأ تنظيم داعش يفرض حضوره وتهديداته في المنطقة والعالم منذ العام 2014 تحت قيادة أبو بكر البغدادي مع إعلانه "الخلافة"، ونجح في أن ينتشر في عددٍ من المحاور الرئيسية والبلدان في سوريا والعراق ويزرع خلاياه في دول أخرى مثل مصر في سيناء وليبيا وفي أوربا ذاتها. قبل أن ينجح في السيطرة على مساحات شاسعة من الأرض في سوريا والعراق على وجه التحديد.

صحيح أن استراتيجيات دحره عن خسارته لقرابة 40% من مساحات الأراضي التي يسطير عليها في العام 2015، غير أن العام 2017 على وجه التحديد جاء ليكتب فصول النهاية للتنظيم في العراق وسوريا بصورة كبيرة.

  القصة لم تنته! الدواعش العائدون.. قنابل موقوتة تنذر بالمزيد من التهديدات في 2018

شهد العام 2017 هزيمة "داعش" في مدينة الموصل على يد القوات الحكومية العراقية، ليبدأ سلسلة هزائمه غير المسبوقة ويفقد العديد من القواعد الخاصة به في سوريا والعراق معًا.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام ذاته تم الإعلان عن نهاية تنظيم داعش في الرقة، التي كان يعتبرها التنظيم معقلًا رئيسيًا لخلافته المزعومة أو بالأحرى "عاصمة لتلك الخلافة". وفي نوفمبر (تشرين الثاني) زعم قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني نهاية داعش بصورة تامة بعد السيطرة على مدينة البوكمال السورية، وأصدرت الخارجية الإيرانية بيانًا في الشهر ذاته أعلنت فيها "انتهاء دولة داعش المزعومة والإرهابية".

وشهد العام عمليات وضربات قاصمة للتنظيم في العراق، انتهت بإعلان العراق عن الانتصار على التنظيم، وخرج رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ليؤكد سيطرة قواته "بشكل كامل" على الحدود السورية العراقية، مؤكدا "انتهاء الحرب" ضد تنظيم داعش. ذلك عقب أن تمكن التنظيم الإرهابي من السيطرة على ثلث العراق تقريبًا في العام 2014.

وقد جاءت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد توليه قيادة الولايات المتحدة الأمريكية في يناير (كانون الثاني) الماضي، لتصب في صالح دحر التنظيم الداعشي ومواجهة إيران، وبالتالي أبدت واشنطن دعمها لكل جهود دحر التنظيم.

صحيح أن عمليات دحر داعش قد كان لها كلفتها الكبيرة على الصعيد الإنساني، إلا أن نذر نهاية التنظيم تكتب فصلًا جديدًا من التحولات في منطقة الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة. بينما يرجح محللون تمحور العديد من العناصر الإرهابية في تنظيمات أخرى أو عودة "البريق" لتنظيم القاعدة مجددًا، في خطٍ متوازٍ مع عمليات "الذئاب المنفردة" الانتقامية التي قد يسعى إليها عناصر داعش لاستعادة أمجاد 2014 و2015.

وعقب الهزائم التي تلقاها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق وفي ضوء تواصل جهود محاصرة التنظيم ودحره، فإن مخاوف واسعة تدور حول الدواعش العائدين إلى بلدانهم وكذا أولئك الذين ينجحون في الوصول إلى عددٍ من مناطق الصراع حول العالم وأيضًا إلى الدول الأوربية من خلال الاندساس في الصفوف مع تدفق اللاجئين، وسط نُذر ومخاوف من "حرب عصابات" قد تخوضها تلك العناصر العائدة تُشكل تهديدًا لأمن الشرق الأوسط بصفة خاصة والأمن العالمي بشكل عام.

 انكسار داعش أوجد عناصر متخبطة لديها رغبة واسعة في الانتقام قد تقوم للمزيد من الهجمات الإرهابية مستقبلًا

انكسار داعش أوجد عناصر متخبطة لديها رغبة واسعة في الانتقام قد تقود إلى المزيد من العمليات الإرهابية النوعية حول العالم من خلال تسلل تلك العناصر العائدة إلى عددٍ من البلدان في الشرق الأوسط وأوروبا، بما ينذر بأحداث أكثر سخونة، خاصة في ضوء ما تم التحذيّر منه بشأن احتمالية ميلاد خلايا وتنظيمات جديدة أو انضمام العناصر الداعشية العائدة إلى القاعدة وتنظيمات أخرى تتبع نفس النهج وتنطلق من الأيدلوجية ذاتها، الأمر الذي يضع العالم كله أمام تحديات جسام لمواجهة فلول العناصر الداعشية وأذرعهم العائدة ودحرهم، حسبما يؤكد الباحث في شؤون الجماعات سامح عيد في تصريحات خاصة.

ويصل عدد الدواعش الذين يحملون جنسيات دول أوربية إلى أكثر من خمسة آلاف شخص، وفق تقديرات تم الإعلان عنها في العام 2016، عاد من بينهم قرابة الـ 1750 إلى بلادهم، بحسب تقرير للاتحاد الأوربي قدمه منسق مكافحة الإرهاب جيل دي كيرشوف. فيما تشير تقديرات العام الجاري إلى أرقام خطيرة ومقلقة بشأن عدد الدواعش العائدين من مناطق القتال والصراع في سوريا والعراق إلى أوربا وحدها، وبحسب دراسة أجراها معد إلكانو الملكي للأبحاث في أسبانيا، فإنه من بين ألف متطرف سافر من فرنسا إلى مناطق الصراع في سوريا والعراق عاد 201 شخصًا، ومن إجمالي 850 بريطانيًا عاد 450.

ويتوقع عيد أن يشهد العام هجمات إرهابية جديدة في العام 2018 يكون منفذوها من العناصر الداعشية العائدة. بما يؤكد بقاء تهديدات التنظيم حتى بعد الضربات القاصمة التي تلقاها يف العام 2017. فيما شدد على أن التنظيم سوف يتبع استراتيجيات مختلفة، كما أن هناك عناصر من المحتمل أن تعود للانضمام إلى تنظيم القاعدة من جديد، ومسار آخر مرتبط بإمكانية ميلاد تنظيم جديد من أولئك العائدين.

ومن بين 820 شخصًا ذهبوا من ألمانيا لمناطق الصراع في سوريا والعراق عاد 280، ومن بين 300 سويدي عاد 150، ومن بين  300 متطرفًا من النمسا عاد 50، وعاد إلى هولندا 45 من بين 280، وإلى بلجيكا عاد 120 من إجمالي 278 متطرفًا، وعاد إلى كل من إيطاليا وفنلندا وإسبانيا والدنمارك 212 شخصًا من إجمالي 635، وفق إحصائيات الاتحاد الأوربي.

بينما مؤسس تنظيم الجهاد السابق في مصر الشيخ نبيل نعيم يشير لـ "أنا برس" إلى مخاطر العائدين من سوريا والعراق بعد الهزائم التي تلقاها التنظيم الداعشي هناك، موضحًا أنهم سوف يتبعون استراتيجيات خاصة جديدة من بينها تشكيل خلايا متعددة في دول أوربية بشكل خاص يرتكبون من خلالها هجمات جديدة، كما لم يستبعد احتمالية ظهور تنظيم جديد بمسمى مختلف عن تنظيم داعش، يقود لواء الجهاد وفق النظرة الداعشية وفكر القاعدة.

ويبرز التطور التاريخي أن الجماعات الجهادية جماعات انشطارية، ومع خفوت تنظيم يظهر آخر، على غرار خفوت القاعدة وظهور داعش، ومن ثم فمن المرجح ظهور تنظيم آخر. ويعتقد نعيم أن تلك الهزائم قد تعطي لتنظيم القاعدة دفعة جديدة بعودة الدواعش المهزومين إليه، بما ينذر بسيناريوهات جديدة ومتعددة يشهدها العام في 2018.