المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

دعم بلا حدود.. ودور خفي للإمارات منع سقوط الأسد

 
   
15:52

http://anapress.net/a/302664175963367
1302
مشاهدة


دعم بلا حدود.. ودور خفي للإمارات منع سقوط الأسد

حجم الخط:

"سوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة".. رسالة كتبها ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، على حسابه بـ"تويتر" الجمعة الماضي، تثير التساؤل حول ما إذا كانت موجهة إلى الشعب السوري المذبوح، أم إلى نظام الأسد، الذي بيده السكين.

في خضم المعاناة العالمية من فيروس كورونا.. وهذا الانتشار السريع في الإصابات في كل بقاع الدنيا.. يطل علينا  محمد بن زايد بخطوة جريئة ومحسوبة لمصلحة النظام… فالحرب ضد هذا الفيروس وما يعانيه العالم برمته كان مجالاً لابن زايد أن يدعم الأسد بحجة دعم الإنسانية ودعم الصحة الأسدية وليس دعم الشعب السوري .

لأول مرة وبشكل علني أجرى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان اتصال مع رأس النظام السوري بشار الأسد.. وغرد داعما له.

وتعتبر الإمارات أول دولة خليجية تعيد فتح سفارتها في دمشق نهاية عام 2018 بعد سبع سنوات على إغلاقها عام 2011 على خلفية قمع النظام الاحتجاجات التي تحوّلت إلى ثورة مسلحة.

ولطالما اتهمت المعارضة السورية أبو ظبي بدعم نظام الأسد في الخفاء وإمداده بالأموال، واحتضان عدد من أقاربه ورجال أعمال مقربين منه.

تقارير ووثائق تكشف دور الإمارات في دعم الأسد 

توالت التقارير عن الدور الخفي الذي تقوم به دولة الإمارات في دعم نظام بشار الأسد بهدف إخماد وإفشال الثورة السورية التي أضحت حربا دولية وإقليمية بين مختلف أطراف النزاع. هذا الدور كشفت عنه وسائل إعلام عربية وغربية في أكثر من واقعة خلال السنوات الست الماضية.

ومن هذه التقارير تحدثت مصادر روسية عن أن الإمارات تمول تجنيد ميليشيات للقتال في سوريا ضد المعارضة. وأكدت التقارير أن موسكو قد بدأت بتجنيد متطوعين من القوقاز وكثير من دول العالم للانضمام إلى الميليشيات من أجل القتال في سوريا برعاية وتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة. ويأتي هذا التحرك ضمن اتفاق سري بين قادة عرب منهم ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وعبد الفتاح السيسي الرئيس المصري، وهذا الاتفاق يكرس لمزيد من التدخل العسكري لروسيا من أجل إنقاذ نظام الأسد ومحاربة الجماعات المقاتلة في سوريا.

وأوضحت التقارير أن الإمارات قد تعهدت بتمويل عملية تجهيز الميليشيات التي يجري الإعداد لها وبشكل خاص في شبه جزيرة القرم، حيث تم فتح باب التطوع من أجل هذا الغرض بهدف منع سقوط نظام الأسد، منوهة إلى أن حكومة أبو ظبي قد أنفقت مليارات الدولارات على حربها ضد الربيع العربي.

تهريب الأموال

وعلى الصعيد الاقتصادي تمثل الإمارات مكانًا آمنًا لتهريب أموال شخصيات النظام السوري، فبعد العقوبات التي فرضت على الشركات الروسية تم تهريب 22 مليار دولار من موسكو إلى أبو ظبي للإفلات من هذه العقوبات، كما تشير المصادر إلى أن رامي مخلوف رجل الأعمال السوري وابن خالة بشار الأسد له حسابات بمئات ملايين الدولارات في مصارف الإمارات.

وفي الجانب الأمني والاستخباراتي وبحسب مصادر في الجيش السوري الحر، قامت الإمارات بتزويد عناصر في الجيش السوري الحر بأجهزة اتصالات، ثم زودت نظام بشار الأسد بشيفرتها مما أدى إلى استشهاد عدد كبير من مقاتلي وقيادات الجيش الحر ممن استعمل هذه الأجهزة.

تزويد النظام بمنتجات نفطية

وأكدت التقارير الإعلامية أن الإمارات زودت النظام السوري بوقود للطائرات الحربية، حيث نشرت عدد من وكالات الأنباء أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شركة إماراتية، متورطة في إمداد نظام بشار الأسد بمنتجات نفطية إلى الحكومة السورية، لاستخدامها في تزويد الطائرات العسكرية بالوقود لقمع الثورة السورية.

وقال بيان صدر عن وزارة الخزانة الأمريكية؛ إن شركة بانجيتس ومقرها إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة قامت بتوريد منتجات نفطية لسوريا منها وقود طيران منذ عام 2012 وحتى أبريل من عام 2014، مشيرًا إلى أنه من المرجح أن تلك المنتجات استخدمت في أغراض عسكرية.

وكشف تقرير لوكالة رويترز عن تورط الإمارات في تزويد نظام بشار الأسد بالنفط والغاز ليقتل شعبه، ويشير التقرير إلى أن فرض العقوبات الغربية على الأسد في عامي 2011 و2012، أدت إلى انسحاب جميع الشركات الغربية لاسيَّما الأوروبية العاملة في مجال استخراج وتكرير وتصنيع النفط والغاز من سوريا، وهو ما جعل رئيس النظام السوري يتجه إلى دول عربية ومنها دولة الإمارات.

الإفراج عن مليارات الدولارات

المحلل السياسي حسام نجار عبر اتصال هاتفي معه من النرويج.. يؤكد أن نظام الإمارات مازال يعادي السوريين في كل أماكن تواجدهم حتى أهل الداخل وهذه العدائية مع هذا الشعب  لم تكن حديثة العهد بل يمتد مداها لبداية الثورة السورية. 

وبحسب النجار.. فقد كانت الإمارات هي الداعم الأكثر دفعاً والأوضح بين الجميع فلم تكتفي بدعمه مادياً ودعم حملة الروس بل قامت حديثاً بالإفراج عن ثلاثة مليارات دولار ( بالطبع هذا ليس إفراجا ) لأنه من المعروف أن معظم أموال النظام يتم استثمارها في الإمارات من خلال شركات بدأت قبل الثورة بفترة استفاد منها النظام خلال الثورة بمد عناصره وشبيحته بالمال لشراء الولاءات.

 "من منا لا يعرف رامي مخلوف وشركاته في الإمارات ومن منا لا يعرف أل قاطرجي كذلك من منا لا يعرف أن الإمارات كانت الممر الوحيد للنظام بتمرير كل الأموال الفاسدة وعمليات غسيل تلك الأموال من خلال شركات وهمية تم تأسيسها لصالح النظام وخاصة أن للأمارات دورها في استيراد المنتجات  وقطع الغيار التي يستخدمها النظام في الصناعات الكيماوية كما أنها نقطة انطلاق لعملياته الاستخباراتية ، والطيران الإماراتي لم يتوقف عن الحركة بين النظامين وكانت طائرات الإمارات هي الناقل الأساسي لكل ما يحتاجه النظام بعد فرض الرقابة على طيرانه ". وفق النجار

وعن دور الإمارات في كيفية دعمها للنظام السوري.. يشير النجار إلى أنه في محاولة حصار النظام عالمياً والرقابة على ممراته للبنان كان دور الإمارات أكثر فاعلية وخاصة أنها تعتمد على واجهات سياحية ولديها مناطق حرة كثيرة فاستطاعت من خلال ذلك تمرير ما يحتاجه النظام كما استطاعت الاستفادة من اتفاقيات جامعة الدول العربية الاقتصادية ، فعملت على الاستيراد لنفسها وتحويل تلك البضائع للنظام والسداد من أموال النظام المغسولة في شركاتها كما كان تنقل عناصر النظام مستمر عبرها طيرانها الرسمي.

وكشف النجار أنه تم مد النظام من قبل الإمارات من بداية الثورة بعشرات المليارات كانت تصل عن طريق طائرات الإمارات يتم نقلها مباشرة للقصر الجمهوري ويتولى مكتب الأمن الرئاسي توزيعها على البنك المركزي وقادة الشبيحة المنتشرون في كل المناطق وكانت هذه الدفعات تصل تقريباً كل ثلاثة أشهر زادت الوتيرة مع ازدياد حركة الثوار والدعم القطري لهم فأصبحت تصلهم كل شهر ونصف ومع دخول الروس عادت هذه التمويلات لتتقلص حتى أصبحت في حدودها الدنيا.

دعم الحملة الروسية

دعم الإمارات للحملة الروسية على الشعب السوري.. وهو ما نوه عنه النجار.. "إذ أن الإمارات حاولت وبشكل متعمد كسر إرادة السوريين وتابعت هذا من خلال سعيها لأن تكون أول دولة تعيد فتح سفارتها في دمشق واتخذت موقفاً دون علم الأمريكي ما لبثت أن تراجعت عنه لاحقاً..

 كما تعمل الإمارات على محاولة عودة النظام للجامعة العربية لكن بما أنها غير مؤثرة فهي لم تستطع حتى الآن ، وتحاول من خلال علاقتها مع المملكة عن ثني الأخيرة عن موقفها المتصلب مع النظام لكن جهودها ذهبت أدراج الرياح .

ووقفت الإمارات ضد الربيع العربي كاملاً فلا يناسبها أن تهب رياح الحرية  ولا يلائمها أن تكون البلاد نقية دون عهر ولا فساد.

ويختم النجار حديثه لـ "أنا برس": "في الإمارات يعيش زبانية النظام وأعوانه وتجاره ومموليه فمن استقبل بشرى الأسد ؟ ومن حمى إياد غزال ؟ و من أين وصل محافظ حمص الحالي طلال البرازي ؟ فلا يغرنكم حجتها بالعامل الإنساني والحفاظ على صحة السوريين.

الإمارات واجهة السياسة السعودية

الأمين العام للتجمع الوطني السوري، صلاح قيراطة..أكد أن الإمارات العربية المتحدة هي واجهة سياسية للسعودية، والاثنتان امريكيتا السياسة ( الصهيوأمريكية ) في المنطقة العربية والإقليم، وهذه رغبة محض ( اسرائيلية ) تقوم عمليا الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذها عبر أدوات محلية.

وأوضح قيراطة أن دولة ( الإمارات ) في مقدمة هذه الدول والكيانات التي لم تقتطع علاقاتها للحظة، مع الإدارة السورية، وإن كانت قد قالت بشيء من هذا على العلن.. فقد استمرت الاتصالات ومختلف أشكال الدعم وتبادل المعلومات، وهنا لابد من أن نشير أن كل من السياسية السعودية والإماراتية التي تتحرك من خلالها الدولتين هي محاربة مشروع ( الإخوان المسلمين ) في كل مكان من المنطقة العربية ومعها الإقليم وضمنا تركيا وهذه رؤية باتت واضحة وموضوعية.

هذه ناحية، أما الثانية فربما يقف خلف سياسات الإمارات هي تحاشي الصدام مع إيران وسيكون هذا أسهل أن جاء عبر البوابة السورية حيث وللأسف أقولها حيث قدم النظام نفسه ( عرابا ) لإيران ربما منذ بدايات ماسمي حركة تصحيحية في سوريا. وفق قيراطة

التناقض الإماراتي ما بين سوريا واليمن 

لكن يبقى السؤال.. بحسب قيراطة.. كيف للإمارات والسعودية أن يقاتلا إيران الفارسية المجوسية في اليمن ويطلبان ودها في سوريا؟.. لن ننسى أن الإمارات العربية هي أول من أعلن عن مباشرة الاتصالات الديبلوماسية مع سوريا من خلال فتح سفارتها في دمشق بعد إغلاق نظري ولم يكن للحظة واقع عملي.

وختم قيراطة حديثه.. "لنا أيضا أن نسأل( بن زايد ) ربما لنا أن نشكركم على هذه اللفتة الانسانية، حيث تشدون من عضد النظام السوري بمواجهة( كورونا )، لكن ماذا عن ملايين السوريين في مخيمات اللجوء، ماذا عن أربعة ملايين منهم في محافظة إدلب وهم أكثر عرضة بانتشار الفيروس القاتل بعد أن دمرت بشكل منهجي معظم المشافي والمستوصفات ومراكز الرعاية الطبية، ولا تتوفر ألف باء المساعدة الصحية، وهنا نجزم بأن للقصة بقية.."

ارشيف الإمارات في الملف السوري

سبق لدولة الإمارات أن رفضت في أكتوبر/تشرين الأول 2015 طلبًا سعوديًا للتوقيع على بيان أصدرته سبع دول هي السعودية وقطر وتركيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة تطالب فيه روسيا بوقف عملياتها العسكرية في سوريا

- لم تعترض الإمارات على التدخل العسكري الروسي في سوريا منذ 2015 على العكس من الدول العربية الأخرى، ومنها السعودية الحليف الأقرب للإمارات، والتي عارضت رسميًا هذا التدخل

- تعتقد الإمارات أن السياسات التركية في الشرق الأوسط تشكل تهديدًا جديًا لمصالحها ولمصالح الدول الحليفة لها، وتهديدًا للدور الإماراتي الطامح إلى فرض النفوذ في دول عدة بالمنطقة وفي شمال إفريقيا والقرن الإفريقي لذلك تجد نفسها في صدام مباشر مع تركيا في سوريا وليبيا، إضافة إلى ما يتعلق بقطر والسودان وليبيا، لتمكين النفوذ الإماراتي في هذه البلدان

- تأمل حكومة أبو ظبي أن ترى عودة سريعة لحكومة النظام السوري إلى الجامعة العربية، واستعادة دورها في المحيط العربي، لتشكيل ما يشبه جبهة مناهضة لتركيا ودورها الإقليمي الداعم للشعوب العربية، وليس لمواجهة إيران، التي تحتل ثلاث جزر إماراتية!!