روسيا تدعو للبدء بصياغة دستور.. ومراقبون: الحل ما يزال بعيداً

أكد وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو" أن المفاوضات السورية في جنيف قد حققت أقصى ما يمكن في سياقها الحالي، مشدداً على ضرورة بدء العمل إما في جنيف أو في "أستانا"، لصياغة الدستور السوري الجديد وتحديد مستقبل البلاد. وقال "شويغو" أنه في إطار هذه الجهود يجب بحث مبادئ الدستور نفسه، وكذلك آلية تبنيه، بالإضافة إلى آلية لانتخاب البرلمان وقيادة البلد.

ويبدو أن روسيا أخذت قرارها والمضي نحو تثبيت نظام الأسد ووضع دستور على مقاس النظام، كما يرى الكثير من المراقبين. وبحسب الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية "رياض درار" في تصريح خاص لـ "أنا برس" فإن الهدف من البحث في الدستور هو إشراك سوريين آخرين في البحث خارج دائرة المعارضة الذين لم يشبعوا سياحة في جنيف وعجزهم واضح في الوصول إلى قرار لا يملكونه

ويوضح درار أن الدستور هو عمل سيستمر فترة طويلة ولذلك هو مدعاة لكسب الوقت فقط، لكن ايجابيته أنه سيشارك فيه من لم يدع لمحادثات جنيف من السوريين والكورد خاصة. ويختم درار أن الحل في سوريا مازال بعيدا ولذلك سيتلاعبون بالوقت قدر الإمكان، فالمفاوضين صاروا يكررون لغتهم في كل لقاء ولا جديد لديهم.

وبدوره يقول المحلل السياسي مؤمن محمد نديم كويفاتية لـ "أنا برس": مراوغة الروس والبراغماتية التي يطبقونها لتنفيذ مخططاتهم المشؤومة لم تعد تخفى على أحد، وسبق أن دخلنا معهم بمفاوضات بمصر وأغلقنا الباب معهم تماماً ورفضنا دعواتهم المتكررة للحوار فيما سبق لأنهم كاذبون حاقدون مجرمون.

 ويوضح كويفاتية أن هناك الكثير من يقع في نفس الشرك الذي نصبوه ولم يستفيدوا من تجارب الآخرين، والذين كان ذهابهم لأستانا لوجود ضامن لما سوف يتم الاتفاق عليه وهم الأتراك، وعلى أرض الواقع لم يكن الأتراك عند ضمانتهم، ولم نجدهم يتدخلوا لاستمرار القصف وعمليات التهجير والتغيير الديمغرافي.

ويؤكد أن الروس أرادوا الإستانة كبديل عن مقررات جنيف التي تقرر عملية سياسية وانتقال السلطة مناصفة مع من لم تتلوث أياديه بدماء الشعب السوري دون وجود بشار الأسد والتحول الى نظام جديد وإطلاق سراح جميع المعتقلين وقُدر عددهم بمئات الآلاف ووقف القصف والقتل وسحب الدبابات والأليات الثقيلة الى الثكنات.

ويستطرد، بينما الأستانة التي وصلنا فيها الى رقم 6 لم تحقق أي بند من بنودها سوى المماطلة وكسب الوقت للمزيد من التدمير والقصف وسفك الدماء، ليخرج علينا وزير دفاع الاحتلال الروسي بالقول إن استانا حققت أقصى ما يمكن،  فما الذي حققته كما يرى كويفاتية، سوى السعي الى المزيد من الحصارات وخلق الكانتونات لقطع الأوصال كي يسهل التضيق عليها وحصارها لتهجيرها أو استسلامها كما رأينا ما جرى في أحياء دمشق ونهر بردى ومناطق في الغوطة وغيرها.

 هناك وثيقة بديلة يسعى الروس للتوقيع عليها كما يعتقد كويفاتية، بغية بقاء هذا المجرم الأسد، وإقرار الاحتلال الروسي من خلال دستور كتبوه كواقع عن الاحتلال وعلينا أن نقبل به.

ويختم كويفاتية مشدداً أنه يجب على المفاوضين أن يمتنعوا عن الذهاب لأستانا وتقديم المزيد من التنازلات، وخاصة ان المعطيات الدولية قد تغيرت، وجنيف هي الأساس المعترف به دولياً، وما كان أستانا بالأساس على زعم وجوده إلا لوقف إطلاق النار ووقف قصف الطيران الذي أول من خرقه ويخرقه الى هذه اللحظة هم الروس ونظام الأسد.