http://anapress.net/a/168337595180524
في الوقت الذي يحاول فيه العالم من الشرق إلى الغرب، إيجاد طريقة لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد 19) المنتشر في معظم الدول. يشتعل الشمال السوري مجدداً بأنواعٍ مختلفة من المواجهات.
وفي الوقت الذي تعمل فيه منظمة الصحة العالمية على توفير ما تحتاجه مدن وقرى ومخيمات الشمال السوري، من متطلبات للوقوف في وجه انتشار فيروس كورونا، والعمل الذي تبذله الكوادر الطبية من أجل الوقوف في وجه المرض المنتشر عالمياً ومنعه من الدخول إلى مخيمات النازحين. تعود أخبار القصف والتفجيرات من جديد.
بحسب وكالة الأناضول التركية قُتل مساء أمس جنديين تركيين في تفجير استهدف دورية تركية "أحادية"، بعد أن أزال الجيش التركي السواتر التي رفعها الأهالي قرب قرية أريحا، الاستهداف يحمل إشارات استفهام عدة حول الجهة التي نفذته، فالدورية أصيبت بعبوتين ناسفتين مزروعتين على الطريق، وهذه الدوريات لا يعلم بخارطة سيرها أو توقيتها إلا وزارتي الدفاع التركية والروسية.
#عاجل | استشهاد جنديين تركيين وإصابة ثالث بنيران جماعات راديكالية بمنطقة "خفض التصعيد" في إدلب (وزارة الدفاع)
— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) March 19, 2020
هذا الاستهداف يعقّد المشهد أكثر بعد اتهام أنقرة وموسكو لتنظيمات "راديكالية"بتنفيذ العملية، الأمر الذي نفاه تنظيم حراس الدين وهيئة تحرير الشام.
وباعتبار الشمال السورري ساحةً مفتوحةً للصراع، يمكن القول إن أكثر من جهة يمكن أن تكون وراء الاستهداف، مثل قوات سوريا الديمقراطية أو النظام، وكلٌّ منهم له علاقة تنسيق عالية مع الروس في شمالي وشرقي سوريا.
مدينة عفرين شهدت قصفاً بالصواريخ مصدره قوات سوريا الديمقراطية، ما أدى إلى إصابة طفلين بجراح.
وخلال الأسبوع الفائت شنت قسد عدة هجمات بصواريخ "غراد" على مدينة عفرين راح ضحيتها 5 قتلى بينهم طفلين وأكثر من 15 جريحاً عندما استهدفت قسد المدينة بـ5 صواريخ، أمس تكرر القصف مجدداً ما أدى لإصابة طفلين بجراح بالغة.
بعد هجمات قسد ردت المدفعية التركية في محيط مدينة عفرين، على مصادر النيران، واستهداف مناطق سيطرة "قسد" في تل رفعت ومرمعناز ومطار منغ بعشرات القذائف دون ذكر أي تفاصييل عن إصابات.
وعلى الرغم من قرار وقف إطلاق النار الذي أعلن في موسكو بعد اتفاق بوتين – أردوغان في الخامس من الشهر الجاري، إلا أن النظام مدعوماً من روسيا وإيران ما زال يحشد قواته في ريف إدلب الجنوبي ويستقدم المزيد من العناصر والعتاد إلى المنطقة.
مراسل أنا برس قال إن قوات النظام حاولت التقدم أول أمس على محور قرية البارة عبر تسلل مجموعة من العسكريين بسلاحهم الخفيف تصدت لهم مجموعات الثوار، وقتلت منهم عدداً وجرحت آخرين، في خرق واضح لاتفاق وقفغطلاق النار، الحادثة مرت دون تعقيب من الجانبين التركي او الروسي، بالمقابل وصفت روسيا احتجاجات مدنية على تسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولية M4 بأنه عمل إرهابه نفذته جماعات متطرفة، مستهينةً بمطالب الأهالي الذين يبحثون عن حياة كريمة بعيدة عن القصف والمشاحنات الناتجةعن المصالح بين الدول المتحكمة بقرار الشمال السوري.
بعد هذه الاستهدافات والخروفات لعملية وقف إطلاق النار، يبقى سكان الشمال السوري تحت خطر الموت قصفاً أو تفجيراً، إضافة لخطر تفشي فيروس كورونا في مجتمع يفتقد لأبسط مقومات الحياة الطبيعية، فكيف بمواجهة الأوبئة والكوارث؟