المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

بالأرقام: هل تستوعب مشافي نظام الأسد كما تستوعب معتقلاته؟

 
   
21:20

http://anapress.net/a/137546381047189
1024
مشاهدة


بالأرقام: هل تستوعب مشافي نظام الأسد كما تستوعب معتقلاته؟

حجم الخط:

لا يمكن حصر عددها، تنتشر في كل مكان، وتفوح منها رائحة الموت على الدوام. سجون النظام التي أخذت تزدهر في عيون حافظ الأسد منذ عام 1970 بعد استيلائه على الحكم، وتتكاثر في عهد ابنه بشار منذ عام 2000، وتزيد من ظلمة أبناء الوطن يوماً بعد يوم، تزداد قتامة في عيون الآباء والأمهات كلما التهمت المزيد من أبناء سوريا بسبب أو دون سبب، بذنبٍ أو غير ذنب، كل ذلك ليبقى آل الأسد في مأمن، وتبقى مصالح الدولتين الأكثر إرهاباً روسيا وإيران سارية ولو على أرواح وأجساد السوريين.

عدة مصادر أكدت لأنا برس ما يستخدمه النظام من سجون مدنية في المحافظات السورية مقدرين أعداد من يقبعون فيها حتى اليوم، أنا برس تواصلت مع عدد من العسكريين الذين عملوا في هذه السجون ووصلنا إلى الإحصائية ادناه، ففي كل محافظة سورية هناك سجن مركزي مدني باستثناء محافظة القنيطرة إضافة إلى سجون أخرى مثل سجن صيدنايا والمزة والقامشلي، على اعتبار أن سجن دمشق المركزي في عدرا مشترك بين دمشق وريفها، إضافة إلى سجن عدرا الخاص بالنساء، كما أن النظام لا يسيطر على سجن إدلب المركزي في الفترة الحالية، وهذه السجون هي:
 

عدد السجناء الحاليين (بشكل تقريبي)

طاقته الاستيعابية

مكانه

اسم السجن

م

السجون المدنية

 

12000 سجين

2500 سجين

مدينة عدرا

دمشق المركزي (عدرا)

1

1350 سجينة

500 سجينة

مدينة عدرا

سجن عدرا للنساء

2

6000 سجين

1500 سجين

مدينة حلب

حلب المركزي

3

1500 سجين

2000 سجين

مدينة حمص

حمص المركزي

4

500 سجين

1200 سجين

مدينة حماه

حماه المركزي

5

2300 سجين

1000 سجين

مدينة ديرالزور

دير الزور المركزي

6

غير محدد

4000 سجين

مدينة درعا

درعا المركزي

7

1700 سجين

1000 سجين

مدينة السويداء

السويداء المركزي

8

1200 سجين

500 سجين

مدينة الحسكة

الحسكة المركزي

9

1100 سجين

700 سجين

مدينة القامشلي

القامشلي المركزي

10

2000 سجين

700 سجين

اللاذقية

اللاذقية المركزي

9

900 سجين

350 سجين

طرطوس

طرطوس المركزي

10

السجون العسكرية

4000 سجين

2500 سجين

ريف دمشق

صيدنايا

1

1400 سجين

500 سجين

حمص

البالوني

2

750 سجين

200 سجين

دمشق

القابون

3

29400 سجين

15950 سجين

13 سجن

المجموع

 

 

 

 

لكن هذا العدد غير حقيقي فهناك أعداد كبيرة جداً في الفروع الأمنية المنتشرة في المحافظات، إذ يوجد في كل محافظة خمسة  أفرع هي (المخابرات الجوية، المخابرات العسكرية، أمن الدولة، الأمن السياسي، الأمن الجنائي) وأيضاً فروع في المدن الرئيسية من كل محافظة، بالإضافة إلى سجون مخافر الشرطة المدنية والعسكرية وفرع المخدرات و القطع العسكرية.

مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني قال لأنا برس:
من الصعب معرفة عدد مراكز الاحتجاز عن النظام لعدة أسباب لأن النظام لا يعتمد فقط على السجون المدنية والأفرع الأمنية أو تشعباتها، بل يتبع سياسة مراكز الاحتجاز السرية مثل فيلات ومدارس وقطع عسكرية تحولت إلى مراكز احتجاز.
وعلى هذا فإن إحصاء عدد السجون والمعتقلات شبه مستحيل، بالإضافة إلى صعوبة الوصول لرقم محدد والبتْ فيه على أنه عدد المعتقلين عند النظام، ولكن هناك أرقام تم توثيقها تم نشرها في تقارير للشبكة.

وأضاف عبدالغني أن المعتقل يحصل على 70 سم مربع ليقيم فيه مدة اعتقاله، وهناك قرابة 129 ألف معتقل موثقين بالإسم والصورة ومكان الاعتقال، وهو رقم مخيف مقارنة بعدد السكان في سوريا.

وطالب مديرالشبكة السورية لحقوق الإنسان الإفراج عن المعتقلين أسوة بكثير من الدول بعد تفشي مرض كورونا "العديد من الدول ومنها إيران التي بادرت إلى إطلاق سراح المعتقلين احترازياً لمواجهة فايروس كورونا، إلا أن الأسد رفض هذا الإجراء، النظام ينظر إلى السوريين بأقل من العبيد ونظرة إزدراء".

وبيّن عبد الغني أن مخاطر انتشار الوباء بين المعتقلين كبيرة جداً نتيجة احتكاك العناصر والضباط بمن هم خارج السجن نتيجة المناوبات، ومن هنا يمكن نقل الفيروس إلى داخل السجن، إضافة إلى دخول عناصر من الميليشيات التابعة لإيران إلى هذه الأفرع واحتكاكهم بالضباط والعناصر، وأيضاً يشارك عناصرالميليشيات في التحقيق مع المعتقلين ما يزيد من إمكانية تعرض هؤلاء لخطر الإصابة بعد تفشي الفيروس المسبب لمرض كورونا في إيران والعراق ولبنان.

ولا يسمح النظام للمعتقلين بإجراء عمليات التنظيف الشخصية بشكل جيد فقط خصص لكل معتقل فترة زمنية لا تتجاوز 3 دقائق للاستحمام ودقيقة واحدة لقضاء الحاجة. دون أي اعتبار للأمراض الناتجة عن هذا الوضع، مثل الأمراض الجلدية والداخلية، كما أنه من المستحيل نقل المعتقلين إلى المستشفيات حتى لو فارق أحدهم الحياة.

رضوان أبو حاتم عنصر سابق خدم في القصر العدلي بدمشق وفرع الأمن الجنائي بدير الزور، ترك العمل في شلك الأمن الجنائي سنة 2010 ما عرّضه للملاحقة الأمنية قال إن السجون في دمشق ودير الزور تحوي عدداً من المساجين والمعتقلين أكبر بكثير من طاقتها الاستيعابية، وأن معظم المعتقلين لا يخضعون لمحاكمة مباشرة ويمكن إيداع المعتقل أكثر من عام دون عرضه على المحكمة. أما بعد نشوب الثورة ضد نظام الأسد فالأمر أصبح يحمل أضعاف ما كان عليه قبلها، ومن خلال تواصله مع أصدقاء سابقين له عاشوا فترة الثورة الأولى أكد "أبو حاتم" أن المعتقلين في سجون غير رسمية أكثر بكثير من المعتقلين في السجون المدنية.

وقال سامي السعيد (معتقل سابق في سجون النظام في ديرالزور ودمشق وحمص وحلب)، إن بعض المعتقلين الذين صادفهم كانوا يقبعون في سجون الفرقة الرابعة وبعضهم في فيلات بريف دمشق وحمص، وأن المحققين في سجن مطار المزة هددوا "بتحويله إلى سجون لا يعلمها إلّا الله" كناية عن سرية هذه السجون.

وأصدرت وزارة الصحة التابعة للنظام إحصائية للمشافي التابعة لها والطاقة الاستيعابية لكل مشفى (عدد الأسرّة) في نشرة لعام 2019 معتبرة أن المشافي الواقعة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية تتبع للوزارة كما في الجدول التالي:

م

المحافظة

عدد المشافي

عدد الأسرّة

1

دمشق

9

2000

2

ريف دمشق

10

1720

3

حلب

7

1326

4

حمص

13

1422

5

حماه

6

1259

6

السويداء

2

600

7

درعا

9

910

8

ديرالزور

6

760

9

الحسكة

4

670

10

اللاذقية

4

1003

11

طرطوس

5

1010

12

القنيطرة

1

200

13

الرقة

3

580

المجموع

83

13460 سرير

 

إضافة إلى المشافي العسكرية مثل مشفى 601 ومشفى تشرين ومشفى الشرطة في دمشق والمشافي العسكرية المنتشرة في معظم المحافظات ولكنها لا تقدم الخدمات الصحية للمدنيين، إلا بشروط منها أن يكون هناك قرابة من الدرجة الأولى بين المريض وأحد أفراد المؤسسة العسكرية للنظام.

مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان نوه إلى أن هناك 60% من القطاع الطبي بين مدمر وخارج عن الخدمة والكوادر الصحية إمّا مهجّرين أو معتقلين عند النظام. لذلك فإن الظروف مواتية لانتشار الفيروس بين المعتقلين والمساجين، كما أن النظام لم يوقف استقدام الميليشيات من إيران والعراق واحتكاك العناصر والضباط بعناصر الميليشيات المستقدمة ما يجعل عملية نقل الفيروس ممكن بشكل كبير

أيضاً أدوات التعذيب تنقل العدوى من معتقل لآخر خاصة أن سجون النظام لا تخضع لرقابة صحية حقيقية، ولا توجد نقاط طبية مجهزة ومعدة لتقديم الرعاية الصحية للمساجين والمعتقلين، ناهيك عن افتقار النظام لأدوات التعقيم والنظافة العامة للسجون.

الدكتور إياد خرابة
وزارة الصحة هي الجهة المعنية بشكل مباشر عند وجود كوارث صحية، وفي حال تطورت الكوارث بشكل كبير تُعلن حالة الطوارئ الصحية وهي تلزم جهات أخرى بالعمل مع وزارة الصحة مثل وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة التعليم العالي باعتبار المشافي التعليمية تتبع لها.

على المستوى المركزي للنظام هناك فرق مدربة تتبع لوزارة الصحة تتحمل مهام تنفيذ حالات الطوارئ، إلا أن جودة الخدمات المقدمة تعتبر متراجعة كثيراً عن ما وصلت إليه دول الجوار والدول المتقدمة بسبب إهمال الجانب الصحي من قبل النظام، بالإضافة إلى عدم تطوير الأجهزة في المشافي التابعة للوزارة.

في الأزمة الحالية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا فإن مناطق سيطرة النظام تتجه من حالة سيئة نحو حالة أسوأ نتيجة افتقاد النظام للبنى التحتية في مجال الصحة وإهمال هذا الجانب مقارنة بالاهتمام في الحانب العسكري الحربي ناهيك عن الاستنزاف الذي حصل في الموارد الصحية نتيجة تدخلات من خارج وزارة الصحة.

النظام يمتلك القدرة على إنتاج المعقمات والكمامات لكنه حتى الان لا يبدي أي تقدم في هذه الحالة ما يثير الكثير من التساؤل حول جدية النظام في مكافحة هذا الفيروس.

الدكتور خرابة وضح أن هناك حالات إصابة أكثر مما أعلن النظام " أستطيع التأكيد أن هناك إصابات حقيقية يتكتم النظام عنها، لا نجد تفسيرات منطقية لتكتم النظام على هذا الأمر، ولكن الفيروس موجود والإصابات في ازدياد، في حين النظام لا يعلن عنها ما يبعث جدياً على القلق، كما أن منظمة الصحة العالمية لا تستطيع التحرك بحرية في مناطق سيطرة النظام وهذا ما يزيد من خطورة الوضع".

الخلاصة:
بالمقارنة بين ما يقدمه النظام من خدمات صحية والمعتقلات المنتشرة في كل مكان يمكن القول إن معتقلات النظام تفوق خدماته الصحية بكثير مبيّنة كالتالي:
في دمشق وريفها تشرف وزارة الصحة على 3720 سرير للمرضى موزعة على 19 مشفى بينما يصل عدد المعتقلين الموثقين إلى  18100 معتقل، بينما في حلب يبلغ عدد الأسرّة 1326 سرير في المقابل يحتجز النظام قرابة 6000 معتقل وسجين وفي حمص هناك 1422 سرير في المشافي التابعة لوزارة الصحة فيما يعتقل النظام 2900 سجين ومعتقل، أما حماه ففيها 1259 سرير ويحتجز النظام قرابة 500 معتقل وسجين، في ديرالزور هناك 760 سرير يتبع لوزارة الصحة بينما يتواجد في السجن قرابة 2300 معقتل وسجين، وفي السويداء هناك 600 سرير في المشافي التابعة للوزارة مقابل 1700 معتقل في سجون النظام، أما اللاذقية فهناك 1003 أسرّة مقابل 2000 معتقل ولا يختلف الأمر كثيراً في طرطوس حيث يوجد 1010 أسرّة تتبع لوزارة الصحة مقابل 900 سجين ومعتقل، أما درعا فهناك 900 سرير في المشافي التابعة لوزارة الصحة ولا يوجد تقدير حقيقي للمعتقلين هناك نتيجة تخريب سجن غرز من قبل الطيران الروسي عندما سيطر عليه الجيش الحر.
أما في القنيطرة فلا يوجد سجن فيما هناك مشفى الجولان وتحتوي على 200 سرير بينما لا يعرف مكان الاعتقال في الرقة بالمقابل هناك 580 سرير تتبع لوزارة الصحة التابعة للنظام.

إذاً هناك 29400 سجين ومعتقل في سجون النظام المدنية المعروفة بينما لا يتعدى عدد الأسرة لاتي توفرها وزارة الصحة 13460 سرير.
لكن الحقيقة التي ذكرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن هناك قرابة 129 ألف معتقل في قبضة النظام، رقم يفوق بكثير عدد الأسرّة والخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة التابعة للأسد.