http://anapress.net/a/130260702394355
منذ انطلاق الثورة السورية وتشكيل الجيش الحر في مواجهة بطش النظام اتجه بشار إلى حلفائه التقليدين إيران والروس لمساعدته في بقائه بالحكم، وأسهمت إيران بدور ميداني ودعم لا محدود لحليفها بل أسهمت في تشكيل ميلشيات ميدانية شيعية جمعتها من كل مكان وارسلتها لسوريا.
وأصبحت بذلك الدولة المهيمنة على الشأن السوري بأكمله.. وكان لإيران مصلحة رئيسية ألا وهي استمرار المد الشيعي من البر إلى البحر وترسيخ هذا الهلال في المنطقة. وعملت بسوريا على التغيير الديموغرافي وهيمنت على كل مؤسسات الدولة ورسمت خارطة طريق لمستقبلها أي مستقبل إيران بمنطقة الشرق أوسطي الجديد، لاسيما أن موقع سوريا الجيوسياسي هو الذي جعل إيران زج كل امكانياتها العسكرية والاقتصادية في هذا التدخل السافر.
كما هو المعلوم أيضاً وجود نقطة تواصل استراتيجي تربط جميع المنافذ البرية والبحرية، فبذلك تستطيع إيران بواسطة هذا الموقع أن توسع مشروع الهلال الشيعي وأهم من ذلك تستطيع أن تكون البديلة عن روسيا في بيع الغاز إلى أوربا.
ولها هدف رئيسي سياسي وعسكري أيضا فمن خلال سوريا تستطيع بناء محور إقليمي لمواجهة دول العداء لها وفرض سيطرتها بالمنطقة تستطيع رفع قدراتها وشانها وهيبتها بعد العزلة التي فرضتها الولايات المتحدة لها. (نرشح لكم: «إيران باقية وتتمدد».. كيف نجح نظام الملالي في شراء سوريا؟ (التجنيس نموذجاً) (تحقيق)).
وقد استندت إيران على تدخلها بسوريا على اتفاقية كرتونية أبرمها بشار فاقد الشرعية الشعبية وهي اتفاقية الدفاع المشترك، وخلال ذلك سوقت إيران الدعايات الثقافية والشعارات والفكر المزيف الطائفي.. وسقط بعض السوريين في أحضانها وفتحوا الحسينيات الطائفية التي كانت تستقطب الطبقة التي هي تحت خط الفقر وضعاف النفوس وأرباب السوابق اللا أخلاقية السابقة.
كما نجحت إلى نوع ما إلى إيصال الفكر الإيراني إلى عقول ضعفاء النفوس والفكر أن إيران هي محور الممانعة والمقاومة الايديولوجي ليس فقط ضد إسرائيل إنما ضد الإمبريالية الغربية وإدخلها بطريقة شعارات المقاومة لعقول الناس في سوريا تحت شعارات مزيفة ( لبيك يا حسين ولبيك يازينب ) والاثنان بريئين كل البراءة من افكارهم وحقدهم على آل بيت رسول الله وأصحابه واتباعه. اتبع اسلوب تحرير القدس بينما احتل اغلب محافظات وقرى سوريا ولم يطلق رصاصة واحدة اتجاه اسرائيل التي كان طيرانها يقصف بالمواقع الايرانية في كل مكان داخل سوريا المحتلة. (نرشح لكم: هذا ما فعلته إيران في سوريا (مقال تحليلي)).
وبهذه المناسبة على مرور أكثر من ثماني سنوات على انطلاق ثورتنا المباركة نقول: الثورة مستمرة بإذن الله حتى اسقاط ومحاسبة المجرم بشار وإسقاط معه كل حلفائه الذين أسهموا بقتل الشعب السوري وعلى رأسهم أحلام الإمبراطورية الفارسية الحاقدة ومشروعهم الهلال الشيعي الدجال.
وإيران تعد العدة للخروج حالياً لأن أحلامها الشيطانية التي تبحث عنها مع رفض إقليمي لهذه الأحلام فلا محاصصة بالمصالح معها حتى من أقرب حلفائها الروس لأن هناك مطامع روسية بالهيمنة على تصدير الغاز تقابلها مطامع إيرانية أيضا لذلك ومن هذا المنطلق إيران ليس لها أي شريك تقليدي يوافق على بقائها في سوريا مع رفض مطلق من قبل اسرائيل وأميركا والمجتمع العربي الذي يهدده التوسع الإيراني في سوريا والعراق ولبنان واليمن أيضاً.