http://anapress.net/a/114467109555593
المعارضة السورية تجتمع بكل أطيافها في الرياض للبحث في الحل السياسي في البلاد التي مزقتها الحرب والتدخلات الخارجية، وبالتحديد لبحث مسألة مصير رئيس النظام بشار الأسد، تمهيداً لتشكيل وفد موحد للمعارضة إلى جولة جديدة من مفاوضات جنيف.
يرى مراقبون أن هناك ضغوط كبيرة على المعارضة لتوحيد صفوفها قبل جنيف وهناك من يرى أيضا أن الدول العظمى قد وضعت اللمسات الأخيرة لحل الصراع في سوريا ولكن وفق مصالحها.
يقول الباحث والمحلل السياسي مصطفى الدروبي لـ أنا برس: عمل الروس على إنشاء منصة موسكو لتمثل مصالحها في إي مفاوضات قادمة ...وشجعوا منصة القاهرة على الظهور بالتعاون مع نظام الجنرال الانقلابي عبد الفتاح السيسي علماً أن هاتين المنصتين لا تمتلكان إي قواعد جماهيرية على الأرض. (اقرأ أيضًا: عقبات أمام تشكيل "الوفد الموحد")
ويوضح الدروبي، اليوم نشهد مؤتمرا يعقد الآن في العاصمة السعودية الرياض يجمع الهيئة العليا للتفاوض مع هاتين المنصتين والقريبتين من الروس والنظام وذلك للعمل على تشكيل موحد تمهيداً لطبخة ما أعدها الأمريكان والروس واللوبيات الإسرائيلية في أكثر من دولة.
ويتابع الباحث: ما يجري الآن هو نتيجة للخذلان الذي عانته الثورة طيلة سبع سنين من عشرات الدول التي كانت تدعي صداقتها للشعب السوري، بالإضافة لغياب إطار سياسي حقيقي يمثل إرادة السوريين بعيداً عن المحاور الإقليمية والمال السياسي الذي أفسد الكثيرين.
ويعتقد الدروبي، إن الروس وبتوافق مع الأمريكان يعملون على إعادة تعويم بشار الأسد من جديد وإجهاض أحلام السوريين بالحرية والعدالة والكرامة وهنا لا بد من التأكيد أن الشعب السوري الذي ثار على نظام الطغيان وقدم الأثمان الباهظة لن يتراجع نحو الخلف ولن يرضى بعملية ماكياج مُضللة للوجه القبيح لعصابة القتلة ...
ويؤكد الدروبي أن مؤتمر الرياض2 جاء بناءً على ضغوط من جهات متعددة للبحث عن مشتركات يتم التوافق عليها لتشكيل وفد موحد علماً ان هيئة التفاوض تمنت على الرياض رعاية هذا المؤتمر من أجل توسيع قاعد التمثيل للجهات الأخرى التي تدعي أنها محسوبة على المعارضة!
ويختم الدروبي حديثه إن السوريون ينظرون إلى لقاء الرياض بترقب وحذر ولا يولون كثيراً من الاهتمام بانضمام المنصات الصنيعة والتي وجدت أصلاً لكي تشاغب وتخلط الأوراق.. ويتمنون أن يكون تصريح كبير المفاوضين محمد صبرا والذي غرده على توتير قائلاً: " على منصتيّ موسكو والقاهرة الاعتراف بثوابت الثورة قبل الحديث عن توحيد المعارضة " ...مؤكداً على تمسك الهيئة بمطالب السوريين.
بدوره يقول الحقوقي عماد الأيوبي لـ "أنا برس": ما يجري في الرياض هي رغبة من المجتمع الدولي الذي يبحث عن حل للأزمة السورية، وبالرغم من وجود تفاءل بالتقارب بين المنصات الثلاث، إلا أنه بالوقت نفسه هناك خلافات حادة بين هذه المنصات والخلاف الجوهري والأهم هو كيفية رحيل الأسد.
ويؤكد الأيوبي من جهة أخرى أن مساحة الاتفاق بين هذه المنصات هي أكبر بكثير من مساحة الاختلاف وهو ما يعول عليه للوصول أي نقط مشتركة بينها فكل المنصات متفقة على أن القرار 2254 هو المرجعية الأولى لأي حل سياسي في سوريا، والكل أيضاً متفق على وحدة الأراضي السورية والحفاظ على مؤسسات الدولة والحذر من حدوث أي فراغ دستوري أو فوضى.