المعارضة السورية: المناخ في جنيف لا يدعو للتفاؤل

فيما تتجه أنظار الملايين إلى جنيف حيث الجولة الجديدة من المفاوضات السورية- السورية، فإن توقعات تشاؤمية تلف مصير تلك الجولة، في ضوء التعنت الذي يبديه النظام وحلفائه لاسيما إيران، وانطلاقًا من التطورات الميدانية التي تشهدها سوريا وخروقات الهدنة.

وأبدى العديد من أعضاء الوفد المعارض في جنيف تشاؤمهم من مصير تلك الجولة، في ضوء الظروف الراهنة، مؤكدين على أن "المناخ ليس ملائمًا لإنجاحها" وهو ما عبّر عنه المتحدث الإعلامي باسم وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف، وائل علوان في تصريحات له اليوم قال فيها "إن المناخ لا يدعو للتفاؤل".

والأسباب –بحسب علواني- وراء تلك النظرة التشاؤمية عديدة على رأسها خروقات الهدنة، فمنذ إعلان وقف إطلاق النار ومن بعده محادثات آستانة، "لم تُترجم على الأرض، ولو كانت هذه المحادثات تُرجمت على الأرض بالفعل لكان هناك مناخ جيد جداً للبدء بعملية سياسية انتقالية".

فيما أعلن رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري عن أن النظام السوري يسعى من أجل عرقلة تلك المفاوضات في ضوء وضع "الانتقال السياسي" على رأس الملفات المطروحة خلال المحادثات، بينما كان النظام يسعى لإدراج قضية "مكافحة الإرهاب" على رأس أولوياتها.

وأفاد الحرير بأن "وفد النظام السوري طلب في الجولات السابقة أن يكون بند مكافحة الإرهاب هو البند الأول على جدول الأعمال، لكنه فوجئ اليوم بأن النقطة الأولى التي يطرحها دي ميستورا هي الانتقال السياسي، وهو ما سيجعل الوفد يبذل كل الجهد لإفشال المحادثات وهو ما بدى واضحا في توتر رئيس وفد النظام بشار الجعفري اليوم".

وترى منصة القاهرة أيضًا أن هنالك العديد من العقبات من بينها الدور الإيراني والتطورات على الأرض. وقال عضو منصة القاهرة المشارك ضمن وفدها التفاوضي في مفاوضات جنيف فراس الخالدي في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" إن النظام غير جاد في التوصل لحل سياسي، وكذا من بين العقبات التي تقف في طريق جنيف  الأوضاع العسكرية على الأرض.

وقلل عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض عضو الوفد التفاوضي في الجولة المرتقبة من مفاوضات جنيف فؤاد عليكو من احتمالية نجاح تلك الجولة، موضحًا أن هنالك عددًا من الأسباب أبرزها أن كلًا من النظام إيران غير جادين وغير مقتنعين بالحل السياسي ولازالا يحلما بالحل العسكري ويمارساه على الأرض ولم يتم الالتزام بوقف إطلاق النار،  مشددًا على أن الطرفين أيدا الدعوة لجنيف استجابة للضغط الدولي ولممارسة المناورة السياسية ليس أكثر، وأن "تجربتنا معهم في جنيف 2 و3 واضحة للعيان، إذ لم نتمكن جديًا من مسألة الانتقال السياسي".

وأفاد بأن كلًا من إيران والنظام يؤمنا بالإصلاح السياسي وليس الانتقال السياسي، وهذا –بحسب عليكو- اختلاف جوهري يناقض قرارات الأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية، معتبرًا أن الطرفين يناوران بالأزمة السورية، ومن ثم فإن "جنيف 4 لن يكون أفضل من جنيف 3 إلا إذا كان هناك إجماعًا دوليًا لاسيما من قبل روسيا وأمريكا، وهذا ما لا نلمسه حتى الآن".