http://anapress.net/a/105010086455160
تحدث رئيس الحكومة السورية المؤقتة المنبثقة عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الدكتور جواد أبو حطب، عن مسألة عقد مصالحة بين فصيلي جيش الإسلام وفيلق الرحمن اللذان خرجوا من الغوطة الشرقيّة عقب اتّفاقيّة تمّ عقدها مع الجانب الروسي في أبريل (نيسان) الماضي.
الهدف الأساسي كان هو جمع الشباب وإزاحة الخلافات، بغض النظر عن المحاسبة أو إلقاء الاتهامات وتبادل رصد الأخطاء بين الطرفين، وذلك لتجاهل الماضي، والعمل من أجل المستقبل، بما يخدم مصلحة "الثورة السورية" ذلك كان المنطلق الرئيسي للمصالحة، بحسب أبو حطب، الذي نفى أن تكون مهمة حكومته اصطياد الأخطاء أو المحاسبة عليها، بل إنهم يسعون للم الشمل.
قال أبو حطب –الذي مثل الائتلاف في ذلك الصلح- إن اللقاء كان "لقاءً أخويًا"، مردفًا: في الثورة مررنا بتجارب ناجحة، وبالتأكيد بعضها به بعض الأخطاء.. لكن لا يمكن أن نضع مصير كل أخواتنا الذين جاءوا من الغوطة وقاتلوا بشراسة وصبر، وهم آلاف من الشباب من أبنائنا، أن يخرجوا للشمال ونتركهم ونخسرهم بالخلافات التي كانت، فكان حتمًا أن نجمعهم ونعيدهم.
وقال، في تصريحات لـ "أنا برس"، إن "الصلح الذي لم لا يخص القيادات فحسب.. هناك آلاف الشباب من الذين صدموا، هم الثوار الصادقين.. مهمتنا كحكومة مؤقتة ليست محاسبة الأخطاء.. كل شيء وارد فيها الخطأ.. مهمتنا اليوم هي إعادة صفوفنا، وألا نستكين ونظل نلوم بعضها البعض.. الحقيقة الأهم الآن أن نعيد صفوفنا لكي نعود لنستفيد من كل أبنائنا في الثورة الذين جاءوا من كل المحافظات، ولأن يكونوا نواة للثورة من جديد.. وبهم نستطيع إسقاط النظام وطرد كل المحتلين، سواء هؤلاء الروس الذين دمروا سوريا أو الميلشيات الطائفية".
كان خبر المصالحة قد لاقى استهجانًا كبيرًا نشطاء ومعارضين، بذريعة أنّ الصلح جاء متأخّراً، ففي الوقت الذي كانت الغوطة تتعرّض لكلّ أنواع القصف لم يتّفق الفصيلان وتسبّبوا في سقوط آلاف القتلى والجرحى (بحسب قول العديد من التعليقات عبر ردهات مواقع التواصل).
يذكر أنّ المجلس الإسلامي السوري أعلن في شهر آب/أغسطس من عام 2017 عن توصل "جيش الإسلام" و "فيلق الرحمن" الى اتفاق على إنهاء النزاع بينهما في الغوطة الشرقية، ثم ما لبثت أن تجدّدت بعد عدّة أيّام من الإعلان.
(اقرأ أيضًا: معلومات قد لا تعرفها عن جيش الإسلام (بروفايل)
جدير بالذكر أن اقتتالاً دامياً وقع بين الفصيلين (جيش الإسلام وفيلق الرحمن) على مدار عامين في الغوطة الشرقية، ذلك على خلفية اتهام جيش الإسلامي لعناصر الفيلق بدعم جبهة النصرة ومبايعتها. وظهرت خلال تلك الفترات مبادرات للم الشمل والمصالحة، لكنها لم تنجح في وقف حمام الدم حتى خروج الفصيلين من الغوطة.