المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

في عيد العمال .. أرباب عمل سوريون يستعبدون موظفيهم

 
   
14:06

http://anapress.net/a/143877453543487
3923
مشاهدة


في عيد العمال .. أرباب عمل سوريون يستعبدون موظفيهم

حجم الخط:

سنتين إلا شهر، هي مدّة قضاها رامي، 28 عاماً، في عمله ضمن إحدى المؤسسات الصغيرة للسوريين في تركيا، توّجه بعدها إلى اليونان، وأكمل طريقه نحو النمسا، لكن مازال يكرر جملة واحدة عن عمل السوريين في تركيا هي "استعباد السوري للسوري".

العمل طويل.. ومتعب

تختلف الحياة في تركيا، عما كانت عليه في سوريا، إذ يعمل الموظف أو العامل التركي، أحياناً ضعف ما كان يعمله السوريون من وقت في بلدهم، لكن المعادلة تغيّرت، عندما لجئ السوريون إلى تركيا وبدؤوا باختبار عالم العمل الطويل.

يقول أحمد، 36 عاماً، من حلب مقيم في مدينة غازي عنتاب "حتى الساعة الرابعة عصراً كنا نعود إلى منازلنا في سوريا، كعمال ومشرفي عمل، أما هنا في تركيا، فأحياناً نعود إلى منازلنا في الساعة التاسعة مساءاً، لتصبح أيامنا كلها عمل فقط".

لكن هذا لا ينطبق فقط على أحمد، الذي يعمل في سوبر ماركت كبائع، وإنما أيضاً على عاصم، 29 عاماً، الذي يعمل في مؤسسة سورية تعنى بالمجتمع، إذ يوضح "تصل ساعات عملي إلى 12 ساعة، صحيح أنه يتخللها أوقات استراحة، لكن في النهاية لا وقت إضافي لي لعمل شيء في النهار وإنما حياتي مكرسة للعمل".

ساعات العمل على مزاج المدير

ورغم أن الساعات المخصصة رسمياً لعمل عاصم، هي ثمان ساعات إلا أن مديره – كما يقول – لا يستطيع فهم هذه القضية "هو فقط يريد عمله في الوقت الذي يحدده دون أن يهتم بأوقاتنا" يشرح عاصم.

عقلية الحجي أو السيد الذي يريد السيطرة على كل شيء مازالت مزروعة عند بعض السوريين أرباب العمل
متطوعة في منظمة سورية

وتضيف ليال، وهي متطوعة في منظمة سورية أخرى "عقلية الحجي أو السيد الذي يريد السيطرة على كل شيء مازالت مزروعة عند بعض السوريين أرباب العمل، فإذا طلب منك إنجاز شيء، يجب أن تنجزه، وإن أصر على ذلك، تصبح القضية (حتى لو احتجت للنوم في العمل يجب أن تنجزه، ليس أمامك خيار آخر)".

غير معروف حتى اللحظة عدد المنظمات والمؤسسات غير الربحية التي تعمل في تركيا، نظراً للغموض الذي يحيط هذا الملف، لكن البعض يعتقد أن الكثير من هذه المنظمات تعمل بنظام مؤسساتي شكلاً، و"بعقلية استبدادية" في المضمون وهو ما يحوّل الموظف أو العامل داخلها إلى شخص خاضع لسلطة مسؤول متحكّم ومقلق.

يقول محمد أبو عمار "اسم مستعار"، في الثلاثين من العمر، موظف في منظمة تم إنشاؤها قبل عام "مديرنا، يرغب فقط في موظف جاهز لتلبية كل طلباته، يعمل تحت يده، ربما لا يأكل أو يشرب أو يذهب للحمام، هو فقط جاهز لتلبية طلبات المدير، في وقت قد يطلب فيه المدير مهام تحتاج إلى عدّة موظفين أو موظفين خارقين، لكن يجب على هذا الموظف أن ينفّذ طلب المدير وبالطريقة التي يتخيّلها".

يؤكد محمد أن ليس كل المدراء بنفس العقلية، لكن هنالك الكثير منهم يفكّرون بذات الأسلوب، وهو ما يجعل الموظف أو العامل في حالة قلق مستمرة من غضب المدير وبالتالي العقوبات أو ترك العمل.

واقع الفساد.. صعب على "الشرفاء"

يجد الكثير من الموظفين والعاملين في المؤسسات السورية ضمن تركيا تحديداً، أنفسهم مضطرين للقبول بشروط عمل صعبة، وبرواتب غير كافية، نظراً لتوقّف الدعم عن العديد من المنظمات والمؤسسات السورية، لكنهم يضطرون أيضاً القبول مرغمين على رؤية "أقارب تم توظيفهم أو رواتب لموظفين آخرين أعلى من رواتبهم و مهام كثيرة مقابل مهام لموظفين آخرين أقل" والعديد من التفاصيل داخل العمل، دون أن يكون لهم سلطة الاعتراض أو الرفض.

أقرأ أيضاً: أنا برس.. سوريات كادحات في تركيا (تحقيق)

وائل، 31 عاماً، وعمل قبل إقامته الحالية في فرنسا لعام في منظمة سورية في مدينة غازي عنتاب يقول "لا شيء تغيّر في عقلية الكثير من السوريين حتى بعد الثورة والمظاهرات والشعارات، بقيت في عقولهم المحسوبيات والواسطات، وبعض الأمور التي يعتبرونها شطارة، في وقت هي محرمة اجتماعياً وثقافياَ وشرعياً وبكل الأعراف والتقاليد في العالم، لكنهم مازالوا يمارسونها".

ويردف وائل "شخصياً، عرفت كل شيء خلال عملي، عرفت الواسطة، وعرفت الفروقات في الرواتب والرواتب الوهمية، وعرفت الموظفين المستعبدين مقابل موظفين مرتاحين، وعرفت أيضاً المدراء غريبي الأطوار والذي يمكن تشبيههم بأصحاب محلات البقالة" مردفاً "لا أعرف ما إذا ستتم محاسبتهم أم لا، لكن ما فعلوه يمكن أن يحاسب عليه أي إنسان في أي مكان آخر من العالم".

لكن ليس غريب ما يحدث، بالنسبة لصفحة "السلطة الرابعة في مدينة غازي عنتاب" إذ يستمر مشرفو الصفحة بالحديث عن واقع المنظمات السورية ووضعها السيء، وطريقة عملها، وهو ما لا يخفوه موظفو منظمات ومؤسسات عديدة.

استطلعت "أنا برس" آرائهم، لكنهم فضّلوا عدم ذكر أسمائهم باعتبارهم مازالوا عاملين، إذ يعتقدون أن الكثير مما تذكره الصفحة من معلومات صحيح، ويجب أن يتم محاسبة المسؤولين، لأن الضرر يقع على السوريين الذين من المفترض استفادتهم من خدمات المنظمة أو المؤسسة، ويقع أيضاً على الموظفين والعاملين الذين يحملون عمل المنظمة، ويعملون على أكثر من صعيد، في وقت يرتاح فيه البعض ويقبض أموالاً من دون عناء، ودون أن يهتم المدراء بما يقومون به، وربما لاحقاً ينسبون العمل كله لهم.