البيت الأبيض يوضح خطأ أوباما مع إيران الذي لم يرتكبه ترامب مع كوريا الشمالية

انتهت القمة الثانية التي جمعت بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يوم أمس الخميس، والتي انعقدت على مدار يومين، دون التوصل لاتفاق، على خلفية تمسك كوريا الشمالية برفع العقوبات. فيما قال البيت الأبيض إن خطأ ارتكبه أوباما في العلاقة مع إيران لم يرد ترامب تكراره مع كوريا الشمالية.

وبحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، فإن أوباما الذي لم يتراجع عن إبران صفقة وصفتها بـ "السيئة" مع طهران (في إشارة للاتفاق النووي) لم يرغب ترامب في تكرار خطأه مع كوريا الشمالية.

وقالت المتحدثة، ضمن تغريدة لها عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الخميس، إن ترامب يضع أمن الشعب الأميركي فوق السياسة. مبررة بذلك فشل القمة التي انعقدت يومي الأربعاء والخميس في هانوي (عاصمة فيتنام) بين ترامب وكيم، وهي القمة الثانية بعد القمة الأولى التي انعقد قبل ثمانية أشهر.

وكانت القمة الثانية قد انتهت قبل الموعد المحدد بساعتين، دون توقيع الطرفين على بيان مشترك يفسر معنى مصطلح "نزع السلاح النووي" بالنسبة لكوريا الشمالية ويحدد شرطاً له، كما كان متوقعاً. (اقرأ/ي أيضاً: العالم على صفيح ساخن). 

President Obama refused to walk away from a bad deal with Iran. President @realDonaldTrump refuses to make the same mistake with Iran, North Korea, or anybody else. President Trump will always put the safety of the American people above politics.

— Sarah Sanders (@PressSec) ١ مارس ٢٠١٩

وسبقت القمة أجواءً إيجابية بين الرئيسين الأمريكي ونظيره الكوري الشمالي، ذلك أنهما أكدا في تصريحات متفرقة على اهتمامها بالبناء على ما تم إنجازه في القمة الماضية التي انعقدت في شهر يونيو/ حزيران الماضي. (المصدر)

وقال الرئيس الأمريكي لاحقاً، إنه لا يريد الإسراع في المفاوضات حول نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية، وذلك لأن فريقه يسعى إلى التوصل لـ"اتفاقات ثابتة"، مؤكداً أنه يسير في الطريق الصحيح.

وكان مسؤولون أميركيون، قد أكدوا يوم الخميس قبل الماضي، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز،  عن أن واشنطن وبيونغ يانغ "ستعملان على التوصل إلى فهم مشترك لما يعنيه نزع الأسلحة النووية". وقد وافق كيم في سنغافورة على العمل نحو نزع سلاح شبه الجزيرة الكورية وقد يشمل ذلك المظلة النووية الأميركية لكوريا الجنوبية والقوات المزودة بقدرات نووية، بينما تطالب الولايات المتحدة كوريا الشمالية بالتخلي عن كل برامجها النووية والصاروخية.

وتعامل الرئيس الأميركي مع مسألة "العقوبات" المفروضة على تركيا الشمالية بنوعٍ من المرونة، إذ ألمح –قبيل أيام- إلى إمكانية تخفيف العقوبات حال فعلت بيونغ يانغ "شيئاً جاداً" فيما يتعلق بنزع السلاح النووي. (المصدر)

بينما يظل محور الخلاف كائناً حول مفهوم نزع السلاح النووي وآليات تطبيقه من وجهة نظر الطرفين، ذلك في الوقت الذي أبدى فيه مسؤولون بكوريا الجنوبية والولايات المتحدة مخاوفهم من مطالبة كوريا الشمالية بتخفيض حجم القوات الأميركية في الجنوب، على اعتبار أن كوريا الشمالية تطالب بما وصفته بـ "الإجراءات العملية المناظرة" لما قامت به من خطوات على طريق نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، من بينها إزالة المظلة النووية الأمريكية التي تحمي كوريا الجنوبية.