http://anapress.net/a/136691627655081
احتجزت قوّات الأمن التركيّة في العاشر من نيسان/ أبريل الجاري، الصحفي الإيطالي غابرييلي ديل غراندي، في ولاية "هاتاي" الواقعة جنوب تركيّا دون إعطاء أيّ سبب قانوني لاحتجازه.
ومنعت السلطات التركيّة "غراندي" الذي كان يعمل على تأليف كتاب حول "نشأة تنظيم الدولة" من جميع حقوقه في التمثيل القانوني أو الاتّصال بمحامين أو بسفارة بلاده، كما أنّها لم توجّه أي اتهام صريح بحقّه أثناء إلقاء القبض عليه.
وقالت زوجة الصحفي من خلال تصريح لها إنّها تمكّنت بعد عشرة أيّام من احتجازه، من مكالمته هاتفيّاً وأبلغها أنّ جلسات التحقيق معه تمحورت حول كتابه الذي يعمل على تأليفه، مؤكّدة أنّ زوجها دخل مرحلة الإضراب عن الطعام حتّى تستجيب السلطات التركيّة بمنحه كافّة حقوقه القانونيّة التي لم يحصل عليها حتّى الآن.
ولفتت إلى أنّ حريّة العمل الصحفي مكفولة في كلّ قوانين العالم، ولا يجب أن يكون العمل الصحفي هو الذريعة لاعتقال الصحفيين وتجريدهم من جميع حقوقهم القانونيّة، منوّهة إلى أنّها أضربت عن الطعام تضامناً مع زوجها حتّى يتم إطلاق سراحه أو تبيان السبب الحقيقي لاحتجازه ومنحه كافة حقوق المعتقل.
وحذر رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشيوخ الإيطالي "لويجي مانكوني" إطالة فترة احتجاز الصحفي "غراندي" في تركيّاً مشيراً إلى أنّ تركيا تلمّح إلى أنّ اعتقاله جاء على خلفيّة مزاعم تتعلّق بالأمن القومي التركي،
وأكّد "مانكوني" رفض تركيا السماح لوفد يتكون من نائب القنصل الإيطالي في أنقرة ومحام تركي لطلب زيارة ديل غراندي، الذي احتجز في منطقة "موغلا" المحظورة على الأجانب، حيث كان يصور فيلما وثائقيا، ونقل في وقت لاحق إلى مركز احتجاز آخر في محافظة هاتاي.
وأصدرت السفارة الإيطاليّة بياناً يوضّح مطالبة وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية إلى السماح بتوفير المساعدة القانونية والقنصلية لـ"جراندي"، ويعرض موقف الوزارة أنّ هذا ليس كافيا بوضوح، حيث "تطالب الوزارة بإطلاق سراح ديل جراندي في إطار احترام تام للقانون".
وفي تبرير لحادثة الاعتقال، قال متابعون أتراك على موقع التواصل الاجتماعي إنّ احتجاز الصحفي جاء على خلفيّة جمعه لمعلومات تمس الأمن القومي التركي يعتقد أنّها لصالح إحدى الجهات الاستخباراتيّة.
يذكر أنّ "غراندي" البالغ من العمر 35 عاما، شارك في إخراج الفيلم السينمائي “أنا مع العروسة”، الذي يوثق رحلة خمسة لاجئين سوريين من مدينة ميلانو الإيطالية إلى السويد، وعرض من خلاله محنة اللاجئين السوريين في ظل العنف الذي يتعرّض له الشهب السوري منذ عدّة سنوات.