http://anapress.net/a/89843884967230
توتّرت العلاقة بين "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" و"الهيئة العليا للمفاوضات" على خلفيّة ما جرى في جنيف 4، مما استدعى الهيئة السياسيّة في الائتلاف الوطني لعقد اجتماع طارئ على مدى ثلاثة أيام متواصلة، لبحث علاقة الائتلاف الوطني مع الهيئة العليا للمفاوضات، فضلا عن خطّة إصلاح الائتلاف.
وكشف مصدر -رفض ذكر اسمه- أنّ الخلاف بدأ على خلفيّة محاولة الائتلاف الوطني تجميل نتائج جنيف4 من خلال وسائل الإعلام، حيث اعتبرت الهيئة كانت مخزية بكلّ المقاييس، كما اعتبرت أنّ خروج الوفد التفاوضي -بقيادة نصر الحريري- عن مقررات الهيئة العليا بتخصيص مقعد لمنصّة موسكو ومقعدين لمنصّة القاهرة، هو تجاوز للهيئة وصلاحياتها تسبّب بتعدّد وفود المعارضة.
وقال المصدر إنّ استياء "سالم المسلط" -ممّا اعتبره- سيطرة "أحمد رمضان" على الملف الإعلامي في جنيف، صعّد الخلاف أكثر فأكثر، ممّا دفع الأمين العام للائتلاف "عبد الإله الفهد" بتسطير كتابين للهيئة العليا يقرّر فيها إنهاء تكليف "سالم المسلط" و "منذر ماخوس" من عضويّة الهيئة العليا للمفاوضات باعتبارهما ممثلين عن الائتلاف الوطني، وتكليف نفسه و "بدر جاموس" بدلا عنهما، مما دفع بالمسلط وماخوس للاستقواء بهيئة التفاوض، ليصار إلى رفض الهيئة لطلب الائتلاف، حيث اعتبره الأخير صفعة تمّ توجيهها له.
ولفت إلى أنّ تسطير كتاب بهذه الطريقة ما هو إلّا استغلال الأمين العام لمنصبه، من اجل تحصيل مكاسب سياسيّة، وهذا الأمر يندرج ضمن قضايا الفساد التي يجب أن يحاسب "عبد الاله الفهد" عليها.
وأكّد أنّ الهيئة العليا وجّهت انتقاداً شديد اللّهجة لرئيس الوفد التفاوضي "نصر الحريري" كما كفّت يد الوفد الإعلامي عن حضور جنيف، واعطت تعليمات جديدة بالالتزام بالضوابط والمعايير، ممّا دفع الائتلاف لتسريب أخبار حول عزمه الانفصال عن الهيئة العليا وحضور جنيف كوفد مستقل، إلا أنّ خوفه من تحمّل النتائج دفعه للتراجع عن هذا الإعلان.
ورأى المصدر أنّ سبب سعي بعض أعضاء الائتلاف للدخول إلى الهيئة العليا للتفاوض، هو قرب انتهاء ولاية الائتلاف، واحتمالية خروج أغلبهم خارج دائرة القرار في الائتلاف الوطني، إذ أن الانتخابات ستكون على رئاسة الائتلاف ونوّابه والأمانة العامة والهيئة السياسيّة.
وختم المصدر "إنّ مايجري بين أعضاء الائتلاف الوطني والهيئة العليا، ماهو إلا استخفاف بدماء الشعب السوري التي تسيل على كافّة الأراضي السوريّة، وبيع لمعاناة الناس في سوق النخاسة السياسيّة" مؤكّداً على أنّ تلك الخلافات، هدفها الأوّل والأخير هو المناصب السياسيّة التي يسعى كلّ طرف الاستحواذ عليها.
وكان "منذر ماخوس" قد اتّهم أعضاء في الائتلاف الوطني اختراق حسابه الشخصي، ونشر رسائل تهدف إلى ضرب العلاقة بينه وبين المنسّق العام للهيئة العليا للمفاوضات "رياض حجاب"، كمحاولة لاتّخاذ إجراء يتعلّق بعضويّته في الهيئة العليا للمفاوضات.