المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

قضى سنوات من العذاب في سجون الأسد.. "مهند" يحلم بـ "لم شمل" أسرته

 
   
12:24

http://anapress.net/a/32081253623986
565
مشاهدة


قضى سنوات من العذاب في سجون الأسد.. "مهند" يحلم بـ "لم شمل" أسرته

حجم الخط:

يبدو أن البؤس والمعاناة كتبا على الشعب السوري سواء من بقي داخل سوريا أو حاول الهرب والخروج، فإن لم يمت داخل سوريا أو في معتقلات النظام، فقد يلحقه الموت في طريق هجرته، أو يعيش المعاناة وحياة البؤس في أحد الدول التي هرب إليها بعيداً عن أهله وأولاده.

يروي "مهند" الوقائع والمعاناة التي جرت معه والمستمرة حتى الآن على أمل أن يجد عند أهل الخير الحل: "أنا مهند من حمص عمري 43 سنة موظف وأعمل بالتجارة وكان عندي محلات عطورات وإكسسوارات، في العام 2012 قبل العيد الفطر بـ 10 أيام تقريبا اصطحبت زوجتي وأولادي وذهبنا لدمشق لشراء احتياجات العيد من هناك وبهذه الفترة بعت كل الذهب الذي كان عندي وحولت المبلغ إلى الدولار نظراً لأنه كان يرتفع بشكل جنوني بتلك الفترة"، وأخذت كل المبلغ معي  لأودعه في البنك التجاري في دمشق.

ويتابع: "وبينما كنت في السوق وعند ذهابي إلى البنك أوقفني حاجز وسألني ماذا موجود في الكيس قلت له مبلغ من المال، فتعجب من كمية المبلغ وكان بالعملة الصعبة، وقال لي ستذهب معنا للفرع لنتأكد من أن هذا المبلغ هو لك ونسألك كم سؤال خلال نصف ساعة وتعود، وكم كانت طويلة هذه النصف الساعة فقد امتددت إلى خمس سنوات".

أخذوني إلى معظم فروع المخابرات الموجودة في دمشق والحجة هي أن هذه المبالغ سأعطيها للإرهابين

"طبعا أخذوني إلى معظم فروع المخابرات الموجودة في دمشق والحجة هي أن هذه المبالغ سأعطيها للإرهابين، بقيت في فرع 215 تقريبا سنة رأيت الموت أكثر من مرة، وكم من أشخاص ماتوا في المعتقل كانوا معنا، حتى أنا في إحدى المرات أغمى علي من شدة الضرب وأعتقدوا بأني مت فرموني مع الجثث الموجودة في إحدى المعتقلات وبقيت خمسة أيام مع جثث المعتقلين، ولكن مشيئة الله أن أبقى على قيد الحياة".

وبعد الضرب اليومي والتعذيب بكل أشكاله والتفنن به، (كنا تقريبا 3000 معتقل والذين خرجوا من فرع 215 وأنا معهم لا أعتقد بأن عددنا يتجاوز المائة معتقل)، تم إحالة ملفي إلى القضاء ولكن بدون أن يتم استجوابي أو حتى أن يتكلموا معي كلمة واحدة، تم تحويلي إلى سجن عدرا ومكثت فيه سنتين دون أن يتم توجيه  أي سؤال لي.

وبعد سنتين تم استجوابي لأول مرة من القضاء وكل ستة أشهر يتم إحضاري لدى قاضي التحقيق ليتم استجوابي وبقيت على هذه الحالة لمدة أربع سنوات في سجن عدرا، وبعد أربع سنوات جاءت جلسة النطق بالحكم، حكم علي القاضي سنتين بالرغم أني مكثت أربع سنوات في سجن عدرا، فسألت القاضي كيف مكثت في السجن أربع سنوات والحكم الصادر بحقي سنتين؟، فقال لي القاضي بالحرف الواحد: (ولك أحمد ربك أنو أفرجنا عنك وتشوف أهلك).

واستطرد: وفعلاً تم تحويل إخلاء سبيلي من القضاء إلى سجن عدرا، ولكن عند خروجي من السجن أبلغني قلم السجن بأنني مطلوب لإدارة المخابرات، فقلت لهم لا أريد أن أخرج من السجن، فقالوا لي لا يجوز يجب مراجعة إدارة المخابرات، وبالفعل راجعت الإدارة المذكورة وبقيت عندهم شهرًا كاملًا وهم يحققون معي ومن ثم تم تحويلي إلى فرع مخابرات حمص، وتم إيقافي لمدة ستة أشهر في فرع حمص إلى أن تم الإفراج عني بموجب المصالحة التي تمت في حي الوعر.

طبعاً بعد الحكم علي بسنتين تم تجريدي من كل ما أملك وتمت مصادرة أملاكي والحجز عليها حتى سيارتي الحديثة التي كنت أركبها قال لي بعض الأشخاص بأن أحد الضباط في فرع المخابرات قد استولى عليها.

بقيت خمسة أيام مع جثث المعتقلين، ولكن مشيئة الله أن أبقى على قيد الحياة

بعد خروجي من فرع المخابرات في حمص لم أر أي أحد من أهلي، فزوجتي وأولادي وأمي تركوا حمص وذهبوا إلى الأردن، توجهت إلى دمشق عند أخي ومكثت عنده تقريبا شهر ونصف، ولكن في الفترة كنت بحاجة لدكتور نفسي لمعالجتي من الكوابيس اليومية التي كنت أراها، لم أعد أحب الليل ولم أعد أحب أن أنام لكيلا أرى الكوابيس وأصبحت انعزالي ولا أحب الانخراط بالمجتمع.

وقال: قررت أن أسافر إلى الأردن عند أولادي وزوجتي، ولكن انصدمت بقرار السلطات الأردنية من منعي الدخول للأراضي الأردنية والسبب هو أني معتقل سابق في سجون الأسد، وكانت زوجتي قد خصص لها راتب من المفوضية التابعة للأمم المتحدة وذلك لعدم وجود معيل لها وعند علمهم بأني خرجت من المعتقل تم إيقاف الراتب بحجة خروج المعيل من السجن، وللأسف كم أولادي وزوجتي كانوا بحاجة لهذا الراتب، فزادوا همي أكثر وأكثر.

وحاولت أن أجلب زوجتي وأولادي إلى تركيا، ولكن للأسف دون جدوى فالسلطات التركية منعت إعطاء الفيزا لزوجتي ولأولادي دون معرفة السبب، صار لي أكثر من خمس سنوات ولم أرى زوجتي وأولادي أصغرهم كان عمره شهر وأكبرهم كان بعمر الخامسة.

ويناشد مهند الذي يقيم في منطقة قريبة من ولاية ديار بكر التركية، كل من يستطيع أن يقدم له يد العون في لم شمل عائلته لأنه قد وصل إلى طريق مسدود ويأس بكل الطرق المتاحة بأن يجمع عائلته التي لم يراها منذ 5 سنوات.