صرخات الموالين.. شوكة في حلق النظام

قبيل أيام قليلة خرجت مذيعة سورية موالية للنظام السوري في تدوينة لها عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" تُخاطب من خلالها اللاجئين بقولها: "لا تبكوا حالكم.. ابكوا حالنا"، تشتكي فيها من صعوبة الأوضاع داخل سوريا.

مثّلت تدوينة المذيعة ماجدة زنبقة –التي قامت بحذفها بعد ذلك- جانباً من صرخات الموالين داخل مناطق سيطرة النظام السوري، على وقع الأوضاع الاقتصادية شديدة الصعوبة.

ولقد "بدأت تزداد شكاوى الموالين جدا من الأحوال المعيشية في البلاد، وبدأت تعلو أصوات النخب غير المحتاجة بشكل شخصي، ومن بينهم فنانين كبار ومحترمين، يدافعون عن عموم الناس التي ضاقت بهم سبل العيش"، حسب تعبير رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين، في تدوينة له عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".

ويضيف حسين: "صحيح أن الخطاب موجه للرئيس الأسد ليقوم بدور المنقذ، على اعتباره، من وجهة نظر مواليه، منزَّهاً عن التسبب بالضرر للناس، وليس على علم بأحوالهم السيئة لأنه لو علم لما تركهم دون رفع الحيف عنهم، لكن لا يعلم الناس أن الأسد على علم بهذه الأمور كلها، كونه يطلع على الميزانية وكمية الكهرباء والماء المتوفرة في البلاد، ويعرف إن كانت نازلة عن مستواها العادي أم لا".

ويتابع، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" قائلاً: "يعرف كل شيء لكن ليس بيده حيلة، فليس في سوريا اقتصاد إطلاقا، فهي لا تصدّر شيئا وتستورد كل شيء.فلو كان لديه المال لا أعتقد كان سيتردد بإنفاق قسما منه على الناس ويترك قسما آخر للفساد والفاسدين كي يكسب ولاءهم.

لكن "ليس بيد الأسد حيلة: البلد مفلس، والأطراف التي كانت تقدم المال كمساعدة للعيش وقت الحرب لم تعد مضطرة لفعل ذلك، هذا إن كانت ما زالت قادرة..سوريا الآن بلدا منكوباً بكل معنى الكلمة، لكن المجتمع الدولي برمته لن يقدم أي معونة من دون عملية سياسية. جوهر هذه العملية هو أن تشارك الدول المانحة في تشكيل السلطات القادمة. وهذا ليس مقبول روسيا"، وفق حسين الذي قال إن "إنهاء الأوضاع المزرية ليس بيد الأسد، ولن يكون في يده يوماً. وبالتالي مناشدته لن تجدي نفعاً، علينا التفكير بوسائل جديدة".

شكاوى موالو الأسد لصعوبة الأوضاع داخلياً لم تقتصر فقط على البسطاء والمواطنين العاديين، لكنّ بعض الفنانين والمشاهير ساروا على نفس النهج، ليس أولهم المذيعة زنبقة التي نشرت نقداً لاذعاً يكشف عن تفاصيل حياتية شديدة الصعوبة، فقد سبقها إلى ذلك النهج أيضاً الفنانة شكران مرتجى –قبل يومين- والتي قدّمت مناشدة لرئيس النظام تشكو صعوبة الأوضاع، وبعدها الفنان أيمن زيدان كذلك، وآخرون.

وتتمحورمعظم تلك الشكاوى المتداولة -عبر السوشيال ميديا- حول الوضع الاقتصادي بصفة خاصة، وصعوبة تأمين الاحتياجات الحياتية اليومية العادية، بخاصة أن الحرب قد جعلت الاقتصاد السوري في أصعب ما يكون.