http://anapress.net/a/108041205186274
التغيرات العاطفية التي يمر بها المراهق تستدعي ضرورة توفير الحب والرعاية له داخل المنزل وإقامة جسر من الصداقة والثقة بينه وبين العائلة.
فترة المراهقة من الفترات الحساسة في حياة الشاب والفتاة، فإلى جانب التغيرات الجسمانية التي يمران بها، والتي تسبب لهما الكثير من المشكلات النفسية، تتميز هذه الفترة بسرعة التبدل العاطفي خاصة بالنسبة للفتاة، فسرعان ما تتحرك العواطف والمشاعرً، ما يزيد من صعوبة المهمة على الوالدين في السيطرة على هذه المشاعر وتوجيهها إلى الطريق الصحيح.
وترى أستاذة علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، الدكتورة أمينة كاظم، أن التغيرات العاطفية التي يمر بها المراهق هي حالة طبيعية تميز هذه الفترة الحساسة في حياة الإنسان، وهو الأمر الذي يعرضه للوقوع فريسة للوهم الذي يسمى الحب الأول، والذي فيه تغلب العاطفة على العقل وتتسم القرارات فيه بالانفعالية الشديدة، ما يجعلها تجربة معرضة للفشل في أغلب الأحيان، فغالباً ما يحكم الأمر هو الانبهار والإعجاب بالطرف الثاني دون النظر إلى أمور أخرى، ومع الوقت يتضح فشل هذه العلاقة بسبب عدم التكافؤ بين الطرفين.
وتؤكد كاظم على دور الأسرة في احتواء المراهق وتوفير الحب والرعاية له داخل المنزل في هذه المرحلة الحساسة، كي لا يبحث عنه خارج المنزل، كما أنه من الضروري أن يقيم والداه جسرا من الصداقة والثقة معه.
وتضيف خضر “إذا وجدت الأم وضعا غير مريح بالنسبة لابنها أو ابنتها أو انجرافهما وراء مشاعر مندفعة غير صحيحة، فهنا يجب تجنب استخدام أسلوب العنف أو إعطاء الأوامر الصارمة، لأنه سيزيد من تعقيد المشكلة ولن يحلها
وتنصح باستخدام أسلوب الإقناع القائم على المنطق بسلبيات هذه العلاقة التي سيقدم عليها المراهق، مع ضرورة تحلي الأم بمزيد من الصبر والمثابرة كي تستطيع أن تقنعه بمخاطر ما يقدم عليه، وأن تتجنب تماماً توجيه عبارات حادة له مثل أنه ما زال صغيرًا وغير قادر على اتخاذ قرار، أو اتهامه بأن العاطفة هي التي تحركه.
هذه المادة نشرت بالتعاون مع صحيفة العرب اللندنية.