http://anapress.net/a/972101844470886
لم يكن الروائي البريطاني الشهير "جورج أورويل" مجرد روائيًا عاديًا بل كان مُلهمًا مستشرفًا للمستقبل ومحرضًا على الأنظمة الشمولية والديكتاتورية، مناديًا بالعدالة الاجتماعية، وهي رسائل شكلت محورًا رئيسيًا في أعماله التي لا تزال تُقرأ حتى اليوم في مختلف أنحاء العالم، كما تظل أعماله مرجعًا للكثير من الباحثين السياسيين والكتاب الذين يرجعون إليها في مقالاتهم وتحليلاتهم حول الديكتاتورية والأنظمة الشمولية.
وتُعد أعمال إريك آرثر بلير، الروائي البريطاني الشهير بـ"بجورج أورويل"، والذي رحل عن عالمنا في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 1950، من أبرز الأعمال الروائية التي تتحدث عن العدالة الاجتماعية ومعارضة الحكم الديكتاتوري الشمولي، وهو ما ظهر بوضوح خلال رائعته الروائية الديستوبية "1984" التي كتبها في العام 1949، وظلت أعمال "أورويل" تُتداول على نطاقات واسعة، وتحتل قوائم الكتب الأكثر مبيعًا. وظلت تعبيرات "جورج أورويل" عن الديكتاتورية تُتداول بصورة مكثفة في مقالات وآراء كبار السياسيين الذين يتحدثون عن الديكتاتورية ويطالبون بالعدالة الاجتماعية.
ويعتبر أورويل –الذي تمر اليوم ذكرى وفاته السابعة والستين- هو أول من أطلق مفهوم "الحرب الباردة" في مقاله له. كما أن مصطلحاته السياسية لازالت يتم تناولها على نحو واسع في الشق السياسي، من بينها مصطلح (جريمة الفكر) التي أوردها في روايته الأعظم 1948، وكذا مصطلحات أخرى بالرواية ذاتها مثل (الأخ الأكبر، والتفكير المزدوج وشرطة الفكر) وغيرها من الألفاظ والتعبيرات التي لا يزال السياسيون حول العالم يستخدمونها، ولازالت تحظى بانتشار واسع.
ومن أبرز أعمال أورويل (25 يونيو 1903م - 21 يناير 1950م)، رواية مزرعة الحيوان، وهي رواية مجازية كتبها في العام 1945، فضلًا عن كتاب تحية لكتالونيا في العام (1938)، وفي العام 2008 وضعته صحيفة التايمز في المرتبة الثانية في قائمة "أعظم 50 كاتب بريطاني منذ عام 1945"، ونجح "أورويل" في أن يضيف للقاموس السياسي معانٍ ومصطلحات جديدة يستخدمها حتى يومنا هذا العديد من الساسة، منها على سبيل المثال "التفكير المزدوج، والحرب الباردة وجريمة الفكر وشرطة الفكر".
ورواية "1984" التي تعد من أشهر أعمال "جورج أورويل"، كتبها في العام 1949، كتبها أورويل في حينها كرواية تستشرف المستقبل، وتدور أحداثها في لندن، حول موظف يدعى "وينستن سميث"، يبلغ من العمر 39 عامًا، ويعمل موظفًا في وزارة الحقيقة، في مجتمع من الديكتاتورية السياسية، التي تعمد على تزييف حقائق التاريخ، إذ تقوم وزارة الحقيقة بتغيير البيانات والمعلومات الموثقة على مدار الساعة لتتماشى مع إستراتيجية وأهداف الحزب والحكومة بقيادة "الأخ الأكبر"، وهو المصطلح الذي ابتكره "أورويل" للتعبير عن الديكتاتورية.
أما رواية مزرعة الحيوان (وهي من أشهر أعماله أيضًا، ونشرت في العام 1945)، فتتناول إسقاط سياسي على الأحداث التي سبقت عهد ستالين (القائد الثاني للاتحاد السوفييتي) وخلاله، قبل الحرب العالمية الثانية، ومثلت فيها الحيوانات شخوصًا في الرواية، التي تحمل إسقاطات سياسية واضحة.