المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

اتهام بالسرقة الأدبية يُعيد للواجهة أزمة "التمييز ضد البدو"

 
   
15:27

http://anapress.net/a/297767418199793
4637
مشاهدة


اتهام بالسرقة الأدبية يُعيد للواجهة أزمة "التمييز ضد البدو"

حجم الخط:

لم يمر تعليق الروائي السوري، خالد خليفة، على أزمته مع الروائية لينا هويان الحسن، والتي وصفها بـ "مارلين مونرو البدوية" رداً على اتهامها له بسرقة عمل أدبي له، مرور الكرام، إذا دافع مثقفون سوريون وعرب عن "البدو والبداوة" في معرض تفنيدهم للأزمة، وسلطوا الضوء على إسهاماتهم الفكرية والأدبية والفنيّة، مستنكرين أن تكون لفظة البدوية "سُبة" أو "وسيلة للمعايرة والتمايز".

تقاطعات ونقاط تشابه متعددة أشارت إليها الروائية السورية، لينا هويان الحسن، وقالت إنها موجودة برواية الروائي السوري، خالد خليفة "لم يصل عليهم أحد" المرشحة ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية،  مع روايتها "ليست رصاصة طائشة تلك التي قتلت بيلا"، وهي القضية التي أثارت شداً وجذباً وردود مختلفة بين الطرفين وجمهورهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على مدار الأسابيع القليلة الماضية.

"المفاجأة" التي فجّرتها الروائية لينا هويان الحسن، باتهام روائي كبير في حجم وقيمة خليفة بارتكاب فعل السرقة الأدبية، وتقديمها شكوى ضده لدى لجنة تحكيم البوكر، مع بداية العام الجاري، لا تزال ردود الأفعال تتواصل عليها إلى الآن، بخاصة بعدما تعامل معها "خليفة"  بهجومٍ ضمني على "الحسن" بتعليق هجومي ساخر عبر صفحته على "فيس بوك"، وصفها فيه بأنها "مارلين مونرو البدوية".

الأصل في المجتمعات البداوة 

الروائي والشاعر هوشنك أوسي، كتب منشوراً عبر "فيس بوك" دافع فيه عن "البدو"، بعدما أقر ابتداءً بأحقية لينا بأن تتهم خليفة، وحق الأخير في الرد وحتى الوصول إلى القضاء. لكن "ما كتبه خالد خليفة مؤسف ومحزن، ولا أجده لائقاً به.. وتعمق الخلاف وتفاقمه بهذه الطريقة، أيضاً يحزنني ويثير الأسف.. شخصيا، أنا ابن الريف. مدينتي لم تكن إلا قرية كبيرة".

وذكر في تعليقه أن "الأصل في المجتمعات العربية هو البداوة. ومن ينتقص من البدو، أو أية فئة او شريحة اجتماعية، فهذا خروج عن اللباقة، عدا عن كون ذلك فعلاً تمييزياً عنصرياً. الاستخفاف بشكل وهيئة وانتماء الإنسان، أمر غير مقبول، كائناً من يكون الفاعل. ولأن خالد صديق، فهذا الأمر يؤلمني شخصياً. كذلك إبداء الإعجاب بالشتائم أمر مستهجن ومرفوض. يا ليتني كنت بدوياً. البدو عند الكرد هم الأكثر إنتاجاً للغناء والفن والرقصات والقصص والملاحم.. من الحضر الكرد".

وكتب الروائي المصري من أصول بدوية، حمدي أبو جليل، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": الكاتبة السورية البدوية لينا هويان الحسن اتهمت الروائي السوري الصديق خالد خليفة بسرقة روايتها في روايته المرشحة في القائمة القصيرة لجائز بوكر العربية، والكاتب الصديق ترفع حتى أنه اتهم الكاتبة السورية بأنها بدوية، وكأن البداوة تهمة، وأن كون الإنسان بدوياً مبرر للاختلاق والكذب.

ووجه رسالة لخليفة: "يا صديقي، أنت متهم بالسرقة، وعليك أن تثبت العكس، وإلا أنت سارق فعلاً بغض النظر عن كون البدو مجانين أو عقلاء".

البدو فروسية ونبل 

وعن نعتها بـ "البدوية"، ردّت لينا على وصف خليفة، برسالة وجهتها إليه عبر صفحتها بـ "فيس بوك" قالت خلالها: "(..) يا خالد تعلم ويعلم الجميع، عمق وصلابة، وفخري بانتمائي القبلي وأني أوّل من فتح بوابة الصحراء والبادية السورية في رواية تجريبية أولى هي معشوقة الشمس في 1998 أعتز بها، ولم أكرر طباعتها لأنّي اعتبرتُ أني قدمت في أعمالي اللاحقة، البداوة على نحو أكثر عمقاً، وأكثر نضجاً، وطبعت مرات متعددة هي بنات نعش في 2005 ومن ثمّ رواية سلطانات الرمل في 2009 التي تصدر ترجمتها الإنكليزية قريباً- ومن ثمّ رجال وقبائل، أي، أنت، تعيّرني بالبداوة التي افتخرت بها بشغف وجنون لا حدود لهما".

وتابعت في رسالتها: "البداوة يا خالد خليفة هي نمط عيش لبشر أهم ما عرف عنهم نبالتهم وفروسيتهم وكرامتهم. البداوة صقور وخيول وعزّة نفس. والبداوة طراز عيش وتقاليد تعتدّ بها عدّة دول عربية: الاردن، السعودية، الخليج العربي، الكويت، وعُمان، واليمن والعراق. . طراز عيش منتشر في بقاع خارطة وطننا العربي".

ردود أفعال

وإلى ذلك، فإن ردود أفعال واسعة من قبل عديد من المثقفين السوريين والعرب لاتزال تتواصل، بعدما أعاد بعضهم قراءة الروايتين بتمعن، منهم من اتخذ موقفاً مؤيداً لخالد خليفة، ومنهم من ساند ودعم لينا هويان الحسن". 

"الأسلوب الروائي في الرواية التاريخية أسلوب شخصي وله عناصره المميزة، لربما يحدث وأن يتشابه أسلوبك، تقنيتك، روح العمل، وجهة النظر، السياق التاريخي مع عمل آخر بنسبة هائلة تكاد تشمل العمل كاملاً، كما حدث بين "لم يصل عليهم أحد وليست رصاصة طائشة تلك التي قتلت بيلا" فتقول توارد أفكار؟!"، بتلك الكلمات اتهمت الحسن "خليفة" بالسرقة الأدبية، راصدة أبرز نقاط التشابه المتعددة بين الروايتين، لتثبت حقها في الأمر.

تدوينة مطولة للحسن نشرتها عبر "فيس بوك" اشتملت على تفاصيل التشابه بين العملين، ردّ عليها خليفة عندما طُرح الأمر على صفحته بفيس بوك، متهكماً منها، ومن "بدويتها" على حد قوله. وقد تفاعل معها عدد من المثقفين السوريين والعرب، وأدلى كل بدوله، لاسيما أن قضايا كتلك عادة ما تثير اهتمام وانتباه المثقفين.

أستاذة النقد الأدبي الحديث في جامعة الكويت، الدكتورة سعاد العنزي، غرّدت عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلة: "من يقرأ ما حدث للأديبة والروائية السورية لينا هويان الحسن ومع ما قدمته في ورقتي الأخيرة سيفهم جزءاً من الخلل في الثقافة العربية.. كامل الدعم لها ونؤيدها في مطالبة حقها من لجنة تحكيم البوكر".

وبعيداً عن "المعركة" عاب الروائي الكردي، جان دوست، أسلوب "هويان الحسن" والتي قال إنها "تتجاوز حدود الشكوى من الاستحواذ على عملها إلى حد تأليب الرعاع الفيسبوكي على خالد وتشجيع من يشتمه ومباركتهم"، على حد قوله. وأردف: "أنا مع حق لينا في الشكوى والمطالبة بكشف الحقيقة، لكن ليس إلى درجة تأليب الرعاع على خالد خليفة الذي يشق دربه في الأدب والحياة بصبر ومثابرة يحسد عليهما"، وفق وصفه.