المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

محمد الماغوط.. شاعر الرثاء الكوني

 
   
13:22

http://anapress.net/a/184993554137579
5889
مشاهدة


محمد الماغوط.. شاعر الرثاء الكوني
الماغوط- أرشيفية

حجم الخط:

"دموعي زرقاء..من كثرة ما نظرت إلى السماء وبكيت.. دموعي صفراء.. من طول ما حلمت بالسنابل الذهبية.. وبكيت.. فليذهب القادة إلى الحروب.. والعشاق إلى الغابات..والعلماء إلى المختبرات.. أما أنا.. فسأبحث عن مسبحة وكرسي عتيق.. لأعود كما كنت.. حاجباً قديماً على باب الحزن.. ما دامت كل الكتب والدساتير والأديان.. تؤكد أنني لن أموت.. إلا جائعاً أو سجيناً" .. هذا المقطع من قصيدة "الحصار" للشاعر والكاتب السوري محمد الماغوط يفصح عن عمق مشاعر الحزن التي كانت من ملامح كتاباته الرئيسية إلى الحد الذي نال بسببه لقب "شاعر الرثاء الكوني".

ولد الأديب والشاعر السوري عام 1934 في سلمية بمحافظة حماة لعائلة تضم ستة أخوة. تلقى تعليمه في سلمية في أحد الكتاتيب التي تعلم فيها القرآن الكريم، ثم رحل إلى دمشق لدراسة الهندسة الزراعية إلا أن ظروف فقره المدقع دفعته لترك المدرسة والعودة إلى بلدته. بعد عودته إلى السلمية انضم الماغوط إلى الحزب القومي، ثم نشر أول قصيدة له بعنوان "غادة يافا" في مجلة الآداب. ثم نشر في مجلة "الجندي" قصيدة بعنوان "لاجئة بين الرمال"، استقر الماغوط في السلمية بعد أن أدى خدمته العسكرية. (اقرأ/ي أيضاً: "تخجل من كونها سورية بسبب النظام".. ابنة الماغوط تبعث برسالة للأسد).

في عام 1955 اغتيل العقيد عدنان المالكي، واتهم الحزب القومي الذي كان الماغوط أحد أعضائه باغتياله، ليلقى القبض على عدد من القيادات والأعضاء ومنهم الماغوط. في السجن بدأ الماغوط رحلته الأدبية وكتب قصيدة بعنوان "القتل"، يقول "بداياتي الأدبية الحقيقية، كانت في السجن. معظم الأشياء التي أحبها أو أشتهيها، وأحلم بها، رأيتها من وراء القضبان: المرأة، الحرية، الأفق".

من أقواله

الوحدة الحقيقية القائمة بين العرب هي وحدة الألم والدموع

 

هرب الماغوط إلى بيروت بعدما استمرت ملاحقته في دمشق في تلك الفترة التي شهدت الوحدة بين مصر وسوريا. انضم الماغوط إلى جماعة "شعر" وبدأت علاقته تتطود بعدد من أهم الشعراء مثل أدونيس ويوسف الخال وأنسي الحاج . نشأت صداقة وطيدة بينه وبين الشاعر بدر شاكر السياب، وفي منزل أدونيس تعرف على سنية صالح التي تزوجها فيما بعد في دمشق.

في عام 1959 وعقب عودة الماغوط إلى دمشق أصدر مجموعته الأولى "حزن في ضوء القمر"، وبعدها بعام صدرت مجموعته الثانية "غرفة بملايين الجدران". بعد ذلك كتب الماغوط مسرحية "العصفور الأحدب" والتي يقول عنها: "حين كتبت مسرحية "العصفور الأحدب" كانت على أساس أنها قصيدة طويلة، لكن حين قرأتها سنية صالح، قالت هذه مسرحية، فسألتها ما هي شروط المسرحية، قالت أن تكون على فصول، قلت: كم فصلاً أحتاج. أجابت: أربعة، فجلست وكتبت الفصل الرابع وأنهيتها. كل ما أكتبه شعر. حتى لو كان نصاً مسرحياً أو مقالاً أو زاوية صحفية.. أرغب أن ألغي المسافة بين ما هو شعر وما ليس شعراً.. الموسيقى في أشعاري موجودة في متن النص".

في السبعينات، كتب الماغوط عددًا من المسرحيات مثل "غربة" و"ضيعة تشرين"، ثم توالت كتاباته في جريدة تشرين في زاوية يومية بعنوان "عزف منفرد"، وفي مجلة "المستقبل" كتب صفحة بعنوان "أليس في بلاد العجائب"، ثم كتب مسرحيته "كاسك يا وطن" في أواخر السبعينات.

في الثمانينات وإثر تعرضه لآلام الفقدان بعد وفاة زوجته ثم والدته، وقد ساهم هذا الرصيد من الألم الإنساني الذي تغلغل في أعماق الماغوط في كتابة كثير من أعماله الهامة فيما بعد. تعرض الماغوط لوعكة صحية عام 1996 وأجريت له جراحة خطيرة، ثم في عام 2006 رحل الماغوط عن الحياة عن عمر ناهز 72 عامًا.

الجوائز

جصل الماغوط على عدد من الجوائز الهامة منها جائزة جريدة النهار اللبنانية لقصيدة النثر عن ديوانه "الحزن في ضوء القمر" عام 1961، وجائزة "سلطان بن علي العويس" في الشعر. كما تم منحه وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة، و جائزة العويس للشعر التي نالها عام 2005.

قصيدة النثر

كان للماغوط موقفًا واضحًا من قصيدة النثر يعبر عنه بقوله: "الشعر نوع من الحيوان البري، الوزن والقافية والتفعيلة تدجنه، وأنا رفضت تدجين الشعر، وتركته كما هو حراً، ولذلك يخافه البعض. وأعتقد أن "قصيدة النثر" هي أول بادرة حنان وتواضع في مضمار الشعر العربي الذي كان قائماً على القسوة والغطرسة اللفظية، كما أن هذه القصيدة مرنة، وتستوعب التجارب المعاصرة بكل غزارتها وتعقيداتها، كما أنها تضع الشاعر وجهاً لوجه أمام التجربة وتضطره إلى مواجهة الأشياء دون لف وراء البحور، أو دوران على القوافي".

من أقواله 

لكي تكون شاعراً عظيماً يجب أن تكون صادقا، ولكي تكون صادقا يجب أن تكون حراً، ولكي تكون حراً يجب أن تعيش، ولكي تعيش يجب أن تخرس.

الوحدة الحقيقية القائمة بين العرب هي وحدة الألم والدموع

الطغاة كما الأرقام القياسية لا بد أن يأتي يوم وتتحطم.

أحاولُ أن أكون شاعراً في القصيدة وخارجها، لأن الشعر موقفٌ من الحياة، وإحساسٌ ينسابُ في سلوكنا.

صار فم الإنسان العربي مجرد قنّ لايواء اللسان والأسنان لا أكثر.

لماذا تُفرض على هذا الشعب التعس النبيل من محيطه إلى خليجه أقسى وأطول "حمية" في التاريخ: حمية عن الحرية، حمية عن الديمقراطية، حمية عن الحب، عن الفرح، عن التظاهر، عن السفر، عن العودة، كأنه مصاب "بقرحة أبدية" وعليه أن يعيش إلى ما شاء الله على الحريّات المحمّصة والبرلمانات المسلوقة .. لماذا؟