http://anapress.net/a/895523140864386
عقب ثلاثة أعوام من التدخل الروسي، والذي بدأ في 30 أيلول (سبتمبر) 2015 في سوريا، احتفت روسيا بنتائج دعمها لنظام بشار الأسد الذي كان في واحدة من أضعف فتراته وحالاته قبيل التدخل الروسي المساند له، وقالت روسيا أخيرًا إن مسألة "رحيل الأسد" صارت خيارًا من الماضي.
وبحسب تصريحات أدلى بها نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، فإن مسألة رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد عن السلطة كشرط مسبق لبدء أية عملية سياسية في سوريا (وهو الشرط الذي وضعته قوى معارضة في وقت سابق قبيل أية تفاوضات على الحل السياسي)، باتت خارج الأجندة الدولية الراهنة في الواقع.
وبحسب وكالة نوفوستي، فإن فيرشينين، قد أكد في تصريحات له أمس الاثنين، لدى تعليقه على سير أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن لا أحد من وزراء خارجية الدول المشاركة في الجمعية أثار موضوع تنحي الأسد.
وبتلك التصريحات يُلمح الدبلوماسي الروسي إلى مقاربات دولية مختلفة عن التنازل عن مسألة رحيل الأسد والتسليم ببقائه في السلطة في سوريا، وذلك بدعمٍ روسي، بعد أن تمكنت موسكو من تثبيت أقدام النظام من خلال تدخلها.
وأضاف فيرشينين: "يوجد فهم بأن هذا البلد الذي يحظى بعضوية الأمم المتحدة، لديه الحق بأن يرسم بنفسه إلى أين يتجه، ومن يقوده وسيطبق هذا الحق، لذا يمكنني القول إننا تجاوزنا هذه القضية (مطلب رحيل الأسد) بالفعل، وهذا جيد جدا".
وتعتبر روسيا من أكبر الحلفاء الداعمين لنظام بشار الأسد، رفقة إيران، ولعبت روسيا دورًا كبيرًا في إطار تثبيت أقدمه عسكريًا بما انعكس على الوضع الميداني الذي يصب في صالح النظام على حساب تراجع واضح لقوى المعارضة المسلحة، وكذا انعكس أيضًا على الملف السياسي، ذلك أن النظام صار يتحاور من منطلق مبدأ المنتصر.
ويذكر أن ممثل روسيا الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في جنيف ألكسي بورودافكين، كان قد أعلن في وقت سابق –متحدثاً بلسان النظام السوري- عن أن "دمشق لديها موقف مبدئي مع محادثات مباشرة مع المعارضة، لكن لا يمكن أن يكون مصير بشار الأسد مادة للنقاش".