http://anapress.net/a/308240556866086
أكد عضو هيئة المفاوضات السورية الدكتور يحيى العريضي، أن "مسألة بقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد أو رحيله ليست بهذه السهولة؛ فهناك ملفات إقليمية ودولية متراكمة وعالقة حتى الآن فيما يخص مصير سوريا، ومصير الأسد ليست متوقفة على تصريح مسؤول روسي".
جاء ذلك ردًا على تصريحات روسية أخيرة جاء فيها إنه تم تجاوز مسألة "رحيل الأسد" (لمزيد من التفاصيل: روسيا تحتفي بدعمها للأسد.. "رحيله أضحى خيارًا من الماضي").
وأشار العريضي إلى أن "نائب وزير الخارجية الروسي سمع بعض التصريحات من بعض الدول ببقاء الأسد، وهكذا عبر الرجل عن ذلك واحتفى به بأن رحيل الأسد بات من الماضي، وأن رحيل الأسد أصبح خارج الأجندات الدولية.. ونحن في المعارضة سمعنا من الدول ذاتها تأكيدات مغايرة تمامًا لما سمعه المسؤول الروسي".
وتساءل العريضي: "كيف يمكن في بلد تتنازع أكثر من قوة عسكرية وميليشياوية على أرضه، ونصفه مدمر وأكثر من نصف سكانه مشرد، ومعتقلاته تغص بالآلاف؛ ويكون القرار قرار من يحمي كرسيه.. هذه حقائق يعرفها كل من طمأنوا المسؤول الروسي، ولن تنفعه أمانيه ودعائيته"، وفق قوله.
وأوضح المعارض السوري أن "موسكو تسعى جاهدة لإعادة تأهيل نظام الأسد دوليًا بشتى الوسائل، فلجأت إلى ورقة محاربة الإرهاب التي يتذرع بها النظام وحلفائه، وقد استهلكت هذه الورقة تماماً.. لذلك تلعب روسيا حاليا على ورقة إعادة اللاجئين؛ لتغيير الموقف الغربي ولإعادة تأهيل بشار الأسد.. وفي الوقت نفسه تدرك روسيا أن الحاجة الدولية إلى نظام الأسد ربما انتهت تمامًا".
وأوضح العريضي أن "محاولة روسيا في إعادة تأهيل نظام الأسد ستصطدم بعقبة رئيسة؛ فالغرب لن يتقبّل بسهولة عملية شرعنة (مجرم حرب) ارتكب بحق شعبه أبشع الجرائم التي عرفها التاريخ، على حد وصفه.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، قد صرح أمس الثلاثاء، أن "مسألة رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد عن السلطة كشرط مسبق لبدء أية عملية سياسية في سوريا، باتت خارج الأجندة الدولية الراهنة في الواقع"، مضيفاً أنه لا أحد من وزراء خارجية الدول المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة أثار موضوع تنحي الأسد. (اقرأ/ي أيضًا: نُذر مقاربة جديدة في التعامل الأمريكي مع الأزمة السورية).
وتعتبر روسيا من أكبر الحلفاء الداعمين لنظام بشار الأسد، رفقة إيران، ولعبت روسيا دورًا كبيرًا في إطار تثبيت أقدمه عسكريًا بما انعكس على الوضع الميداني الذي يصب في صالح النظام على حساب تراجع واضح لقوى المعارضة المسلحة، وكذا انعكس أيضًا على الملف السياسي، ذلك أن النظام صار يتحاور من منطلق مبدأ المنتصر.
ويذكر أن ممثل روسيا الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في جنيف ألكسي بورودافكين، كان قد أعلن في وقت سابق –متحدثاً بلسان النظام السوري- عن أن "دمشق لديها موقف مبدئي مع محادثات مباشرة مع المعارضة، لكن لا يمكن أن يكون مصير بشار الأسد مادة للنقاش".