http://anapress.net/a/153426732125440
كشف الباحث وخبير الآثار السوري سعد فنصة (والذي عمل في المتاحف السورية لقرابة ثلاثين عامًا) عن أن لديه وثائق ومعلومات وصفها بـ "الخطيرة" حول من وصفهم بـ "مجرمي الآثار ولصوصها"، مضيفًا أنه "يحتفظ بكل الوثائق وشهادته عندما تتشكل محاكمة دولية لمحاسبة المجرمين ولصوص وسارقي الآثار ليدلي بشهادته أمامها".
وقال فنصة، في تصريحات خاصة لـ "أنا برس" إن هناك قطعًا أثرية هامة يتم بيعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأن هذه المواقع تعرض فيها للبيع قطع أثرية تعود للعصر الحجري الحديث من الدمى الطينية ويعود بعضها إلى ما بين 8000 -6000 عام قبل ميلاد السيد المسيح، ومنها تحديدًا التي تؤرخ لمرحلة الثورة الزراعية والمكتشفة في مواقع محددة من الفرات الأعلى والأوسط، ويقدر ثمنها على هذه المواقع بقرابة 200 دولار".
وأوضح الباحث السوري أن "طرق بيع القطع الأثرية الأصلية والمزيفة المهربة كانت تتم عبر تعاون عصابات الدولة الإسلامية المفترضة والمخترقة من أتباع واستخبارات النظام وكبار الشخصيات العسكرية من ضباط الحرس الجمهوري والمخابرات السورية في أسماء معروفة ومعهودة ولدى الإنتربول الدولي قائمة بالأسماء بينهم أسماء من آل الأسد ومخلوف وغيرهم"، وفق تصريحاته.
وفي معرض حديثه أشار خبير الآثار السوري إلى أن قيمة 100 ألف لوح فقط لما تختزنه ثلاثة مساجد وحمامات في دمشق من بقيتها الباقية التي لم تنهب بعد يقارب ثمنها خمسمائة مليون دولار، وهو ثمن مغر لاقتلاعها كاملة مع ما سبق اقتلاعه وبيعه في مزادات لندن وباريس ونيويورك وروما وفيينا وليس أخيرًا تل ابيب التي أتخمت بالآثار السورية خلال الخمس سنوات الأخيرة"، وفق ما يتوافر إليه من معلومات.
ويعتقد فنصة بأن "ما جرى في سوريا كان متعمدًا في سياق الجريمة الكارثية عن سبق الإصرار والعنجهية وكان ذلك قبل الثورة وأيام السلم الأهلي الكاذب.. فما بالك في أيام وسنوات الفوضى التي ستطول على ما يبدو لسنوات قادمة"، وفق وصفه.
ودعا الباحث منظمة اليونيسكو وغيرها من المنظمات التي تعنى بتراث الشعوب إلى فتح تحقيق حول هذه القطع؛ لأنها لا تقدر بثمن وتشكل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ بلد، استباحت الحرب أهله ومدنه وحتى آثاره.
وختم الباحث حديثه بالإشارة إلى أن "ما يسرق ويقتلع اليوم جنبا إلى جنب مع اقتلاع إنساني هائل للإنسان السوري من قراه وبلداته ومناطقه باسم مكافحة الارهاب تماما كشعارات البعث الكاذبة والشهيرة بالعدالة والاشتراكية والوحدة طوال عقود في ذات الإطار التخريبي الذي دُفع ثمنه خلال سنوات الصمت وإعدام الحس الوطني والقيمي، عن عمد، بالانتماء الذي أؤكد في كتاباتي أنه لم يكن بريئا بالمطلق"، وفق تصريحاته.
اقرأ أيضًا:
الحرب على الآثار في سوريا.. أبرز المعالم التي غيبتها المعارك
مسؤولية النظام عن تدمير آثار سوريا