المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

قصة امرأة سورية تعيش في "باص مهجور" رفقة أبنائها

 
   
11:54

http://anapress.net/a/832407743735570
4783
مشاهدة


قصة امرأة سورية تعيش في "باص مهجور" رفقة أبنائها
هيام- أنا برس

حجم الخط:

" في كل صباح أناجي الله قائلةُ: يا الله، لماذا لم تنه حياتنا تحت الأنقاض؛ فالموت بات أفضل بكثير من هذه الحياة؟!"

في منطقةٌ نائية في ريف إدلب الشمالي، تقطن "هيام دباس" رفقة أطفالها في "باص مهجور"، بعد رحلة نزوح شاقة بدأت في الجبال والكهوف وانتهت بكتلة حديدية لا تقيها وأولادها شر الصيف والشتاء.

 إعاقة ونزوح

بترت قدم هيام منذ سبع سنوات بلغم أرضي زرعه النظام السوري في الأراضي الزراعية جنوبي إدلب قبل خروجه من المنطقة، وقتل زوجها على أثر القصف الذي طال المنطقة مؤخراً.

"أنا هيام دباس من ريف إدلب الجنوبي، كنت أعمل أنا وزوجي في قطاف الزيتون، لكن انفجر لغم أرضي بي أثناء عملنا فبترت قدمي، وتوفي زوجي بعد القصف الذي طال منزلنا في ريف إدلب الجنوبي. وها أنا الآن دون معيل"، تقول هيام لـ "أنا برس".

وتتابع "هيام": "نزحت برفقة أولادي إلى مناطق الشمال السوري بعد هجمة القصف الأخيرة على ريف إدلب الجنوبي وسيطرة النظام على مدينة خان شيخون.. من النازحين من اتجه إلى المدن لاستئجار المنازل، ومنهم من اتجه إلى المخيمات ومنهم إلى العراء.. أما أنا اخترت اللجوء إلى العراء؛ لأنني لا أمتلك إيجار منزل للسكن ولا لدي أقارب في الخيم، ولا أمتلك رجلاً كي أفترش العراء على حافة أشجار الزيتون".

وتضيف: "قررت المبيت في كهف بالقرب من بلدة بيرة أرمناز، شمال غرب إدلب، حتى جاء المجلس المحلي في البلدة وأسكنني في هذه الحافلة المهجورة".

باص مهجور

على قارعة الطريق يقف الباص الذي قد تضرر مسبقاً من غارة جوية على البلدة، حتى استخدمه المجلس المحلي كبديل عن الخيم بسبب النزوح الأخير من ريفي إدلب وحماة، إضافةِ إلى النقص الحاد في الخيم.

أبو محمد، المسؤول الإغاثي في المجلس المحلي ببيرة ارمناز، قال لـ "أنا برس": "لا نمتلك الخيم اللازمة لاستقبال النازحين الجدد؛ فقمنا مسبقاً باستخدام هذا الباص المهجور لإيداع العائلات المتضررة بشكل كبير، وبالأخص الأرامل إو النساء النازحين بمفردهن.. العائلة الأولى التي قطنت ضمن الباص لأسابيع فقط، قد شغلت الوكالات الإعلامية بعد إعداد تقرير مرأي عنهم، فقدمت إحدى المنظمات وقدَّمت لها يد العون".

ويضيف: "بات هذا الباص هو الملجأ الوحيد لنا، للفت أنظار المنظمات حول عائلات متضررة جداً وبحاجة للعون، ومنهم هيام دباس، تلك المرأة التي تعيل أطفالها الأربعة وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة.. لعلها تجد من يمد لها يد العون مثل العائلة التي سبقتها".

أما هيام فتقول: "أتمنى من الله أن تكون إقامتي ضمن هذا الباص بشكل مؤقت؛ فهو لا يحميني من حر الصيف أو برد الشتاء، فرغم أنه أفضل بكثير من العراء، لكن هو دون شبابيك أو أرضية ثابتة، فترانا نغوص أحياناً حين تقع قدمنا على أرض الباص، إضافةٍ الى الحشرات التي لا تفارقنا ليلاً ونهاراً.. يفارقني النوم ليلاً من خوفي على أطفالي من أي شيء كان، فأنا لدي ابنة قد تجاوزت الـ 14 من عمرها إضافة إلى طفلي الرضيع، فخوفي الزائد عليهم لأنني في العراء ضمن باص مهجور".

دون معيل

"أمنيتي الوحيدة أن أرسل أطفالي إلى المدرسة، لكن هذا مستحيل وأنا غير قادرة على إطعامهم" تقول هيام.

وتضيف: "ربما أسوأ الحال هو أن تعيش على فضلة واسترحام الناس عليك، لكن لا خيار أمامي، فليس لدي معيل، وأنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وغير قادرة على العمل وترك أطفالي في باص مهجور لأذهب إلى أي عمل، هذا إن وجدت ما يناسبني وأنا في هذه الحالة أصلاً".

وتتابع هيام: "إن قدم لي أهالي المخيم المجاور للباص بعض الحليب أقم بإرضاع طفلي الرضيع، وإن لم يقدموا لي فسينام وهو جائع؛ كذلك هو الحال أيضاً لي وأطفالي، فإن قدم الطعام لنا أكلنا وإن لم يقدم فلا أكل لدينا".

الموت أرحم

تقول هيام، في حديثها لـ "أنا برس": "في القصف الأخير الذي طال منزلنا في ريف مدينة خان شيخون جنوبي إدلب؛ قتل زوجي وبقينا أنا واولادي تحت الأنقاض حتى تم إنقاذنا من قبل الدفاع المدني؛ في كل صباح أناجي الله قائلةُ: يا الله لماذا لم تنهي حياتنا تحت الأنقاض فالموت بات أفضل بكثير من هذه الحياة؟!".