http://anapress.net/a/275087516449665
"لا أثق بوعود النظام.. لكن ليس أمامي سوى التفكير في العودة"، هذا ما قاله "أبو تيم" وهو لاجئ سوري في تركيا لـ "أنا برس" مسلطًا الضوء على أبرز العوامل والمعطيات التي تدفعه إلى التفكير في العودة.. "عودة المُكره المُضطر"، لكنَّ الأمر بالنسبة لـ (عمران.أ) مختلفًا تمامًا، فهو لا يرى نفسه مضطرًا للعودة أبدًا في ظل وجود نظام بشار الأسد في سوريا، ويقول "لا أقبل العودة إلى حضن من سلب مني حريتي أبدًا".
الأمر محسوم بالنسبة لـ "عمران.أ" وهو من أبناء الغوطة الشرقية ممن نزحوا إلى الشمال السوري، واستطاع أخيرًا الوصول إلى تركيا ويعيش في اسطنبول، فهو لا يعتقد بأنه سيعود إلى سوريا من جديد في ظل وجود نظام بشار الأسد، على رغم أمله في العودة إلى حضن الوطن، لكنها عودة مشروطة بزوال النظام، كما يقول.
"لن أشعر بالراحة والأمان والاطمئنان إلا في وطني الذي نشأت فيه.. مهما ابتعدت المسافات وتهجرت ومهما أطلقوا علينا صفات (مهجرين ولاجئين ومسافرين) فإن الرغبة في العودة إلى الوطن هي الأقوى، لكن متى وكيف وما الطريقة؟".
لا يعرف عمران متى وكيف وما هي الطريقة التي يعود بها إلى وطنه، فهو يردف في حديثه مع "أنا برس" واضعًا شرطه الذي اتخذه عهدًا على نفسه: "مع سابق إصرار وتأكيد، أرفض بشكل قطعي العودة للوطن طالما نظام الحكم الأسدي موجود وطالما أفرع المخابرات المجرمة التي تقتل وتعتقل دون رحمة قائمة دون تغيير؛ فالمجرم لا عهد له ولا أمان".
"أنا لا أقبل بالعودة إلى حضن من سلب مني حريتي وحاول سلب كرامتي وروحي.. لا أقبل لأن العودة مؤلمة؛ فذكريات هذا النظام ومن معه سوداء، مليئة بالدماء ومليئة بالأصوات المرعبة والأطفال التي ماتت جوعًا وتحت أنقاض منزلها"، يقول عمران.
ويتساءل: "عن أي ضمانات يتحدثون؟! كأنما لا يوجد مليون شهيد وأكثر من 500 ألف معتقل وملايين المهجرين.. ضمانات ماذا ولم يتبق منزل لنا نعيش فيه؟!"، وذلك ردًا على ما أعلنه النظام وروسيا عن عودة اللاجئين بضمانات عودة طوعية وآمنة.
ويستطرد: "لا يمكن لنا أن نثق بنظام الأسد؛ فالعالم بأسره شاهد ملفات الضمانات التي نكست العهد بها في الغوطة وقبلها داريا وريف حمص.. ارتفعت أصوات الضامنين وتوزعت العهود والمواثيق من نظام الأسد لتوقيع الاتفاقيات وإعادة المناطق لعهدة النظام بشرط عدم المساس بمن بقي في تلك المناطق.. أيام قليلة بل ساعات لم تمض لتبدأ عمليات الاعتقال والقتل والتعدي على النساء بشكل مباشر وسرقة أثاث وممتلكات البيوت.. هذه هي الضمانات! فبأي لغة يمكنني أن أثق بنظام الأسد ومن معه؟".
يقول عمران: "لا عودة آمنة ولا ضمانات حقيقية مع نظام الأسد، فهو تشرب من دمائنا ولا يزال متعطشًا للمزيد، فلا عودة لنا إلا بعد زوال نظام الأسد ورموزه وتغير أفرع المخابرات وضمان الحقوق دوليًا".
"شخصيًا أرى أن هكذا نظام شرد شعبه وقتل عائلات بالكامل واستخدم السجون لأسر الحريات لا يمكنه أن يعيد الثقة لقلوب أبناء سوريا المهجرين في مختلف بقاع العالم، ولا يمكن للمواطن السوري المهجر على رغم وضعه البائس والغربة القاسية التي يلاقيها وخصوصًا التغيرات الشديدة في العادات والتقاليد ولغة التواصل أن يفكر لمجرد التفكير في العودة مع وجود هذا النظام؛ فالقرار قيد التجميد حتى انتهاء صلاحية النظام السوري الحالي"، وفق وصف عمران في معرض حديثه مع "أنا برس".
ويختتم عمران: "أعتقد بأنه يمكنني وباقي المهجرين أن نعود بشكل مباشر إلى سوريا بعد تشكيل حكومة جديدة وتغير الأفرع المخابراتية وإطلاق سراح المعتقلين كافة ومعرفة مصير آلاف المفقودين الذين تم اعتقالهم من منازلهم أو من الطرقات.. بهذا الشكل تتلخص قضية حبي لوطني وشغفي بالعودة إليه بمقدار كرهي للنظام المجرم نظام الأسد".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل ما تريد (تريدين) معرفته عن مساعي "عودة اللاجئين" خلال الفترة الماضية.. على الروابط التالية: