المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

تظاهرات وحراك مسلح في درعا.. هل يواجه النظام ثورة جديدة ؟

 
   
10:00

http://anapress.net/a/176354184893868
4078
مشاهدة


تظاهرات وحراك مسلح في درعا.. هل يواجه النظام ثورة جديدة ؟

حجم الخط:

عادت التحركات المناهضة للنظام السوري في جنوب سوريا، إلى الواجهة، في ظلّ الاستياء والغليان الشعبيين المتصاعدين جرّاء ممارسات قوات النظام بحق المدنيين في محافظة درعا، مهد "الثورة السورية"، وذلك على الرغم من "المصالحات" التي أبرمت بين النظام وفصائل المعارضة برعاية روسية، والتي لم تفِ موسكو بالتزاماتها.

 إذ لم يفرج عن المعتقلين، بل زاد من اعتقال المعارضين له بعد الاتفاق، وسمح للإيرانيين بالتوسع في المحافظة الحدودية مع الأردن وفلسطين المحتلة.. وشهد الجنوب السوري حراكاً متزايداً ضد نظام الأسد والمليشيات الإيرانية، وعلت الأصوات مؤخراً في درعا، مطالبة بالإفراج عن معتقلين، وبخروج المليشيات الإيرانية، في حين بلغ الاستياء من الأوضاع الاقتصادية المتردية مبلغه في السويداء، بارتفاع الأسعار، وزيادة الفقر.

وفي جديد التطورات، هاجم مجهولون، الأربعاء الماضي، مركزاً تابعاً لنظام الأسد في منطقة "اللجاة" بريف درعا ومزّقوا صورة "بشار الأسد"، وذلك في إطار التحركات المناوئة للنظام وإيران التي يشهدها الجنوب السوري.

سمح النظام للإيرانيين بالتوسع في المحافظة الحدودية مع الأردن وفلسطين المحتلة
 

وذكر تجمع "أحرار حوران" المختص بنقل أخبار الجنوب السوري أن مجهولين أحرقوا أمس مبنى البلدية في قرية "مسيكة" بمنطقة "اللجاة" ومزّقوا صورة رأس النظام السوري "بشار الأسد"، وخطوا في الوقت نفسه عبارات على جدران مدرسة القرية هددوا فيها بالتصعيد ضد ميليشيات الأسد وإيران.

وفي السياق نفسه أفاد التجمع بأن شباناً من بلدة "عابدين" غربي درعا كتبوا أمس شعارات على جدران في البلدة طالبوا فيها بالإفراج عن المعتقلين وطرد الميليشيات الإيرانية من المنطقة.

وأضاف أن عبارات مناوئة للأسد وإيران انتشرت أيضاً أمس الأول الثلاثاء على الجدران في مدن وبلدات "نوى، والحراك، وتسيل، ونافعة، وحيط، وناحتة، والغارية الشرقية، والمليحة الغربية، والكرك الشرقي"، تضمنت شعارات تضامنية مع الشمال السوري وطالبت بالإفراج عن المعتقلين.

يُشار إلى أن مختلف المناطق في محافظة درعا شهدت خلال الفترات الماضية حراكاً سلمياً مناهضاً للنظام - لم يقتصر على كتابة الجداريات - وإنما تضمن مظاهرات ووقفات احتجاجية تعبيراً عن حالة الرفض الشعبي المستمر لسياسة النظام.

وأفاد الناشط جواد المسالمة من درعا، بأن الحراك السلمي بدأ بعد عمليات التسويات الأمنية المزعومة من قبل النظام.. والتي كانت من المفترض أن تشمل عدة بنود أو نقاط تم التفاوض عليها قبل تسليم المناطق.

اقرأ/ي أيضا: مظاهرات في ريفي درعا ودمشق تطالب بإسقاط نظام الأسد وخروج الميليشيات الإيرانية

وأوضح المسالمة لـ "أنا برس" في اتصال هاتفي، أنه مضى ما يقارب سنة ونصف على الاتفاق وحتى الآن لم يحدث أي تغيير من قبل النظام باتجاه الثوار أو المعارضة من إطلاق سراح المعتقلين، ولم يتم معالجة الوضع الاقتصادي المتردي، وغيرها من نقاط التفاوض المتفق عليها مع النظام بضمانة روسية.

 النظام السوري بعد الاتفاق زاد من الاعتقالات، وكثر الفلتان الأمني، وانعدمت الخدمات
المسالمة

وبحسب المسالمة، فإن النظام السوري بعد الاتفاق زاد من الاعتقالات، وكثر الفلتان الأمني، وانعدمت الخدمات، والأمور تتدهور بالجنوب إلى الأسوء أكثر من زمن المعارك، مضيفا أن أهم ملف من ملفات الحراك الشعبي هو ملف المعتقلين، على أساس أن النظام يحاول التفاوض لإنهاء كامل الثورة من خلال الضغط بملف المعتقلين، على حد قوله. 

وأشار المسالمة إلى أن آخر مطالبة كانت موجهة للواء حسام لوقا، مسؤول الملف الأمني بالجنوب، وطالب المعارضة بتسيلم السلاح الفردي، وإعادة هيبة الدولة للمناطق المحررة أو الواقعة تحت سلطة المعارضة.. وطالب بتسليم المطلوبين و الرافضين لملف المصالحات، يعني استبدال معتقلين قدامى بمعتقلين جدد.

وأضاف المسالمة أن كل أسبوع تخرج مظاهرات في درعا البلد وفي طفس و المزيريب و العديد من القرى.. وكتابات على الجدران، في ظل القبضة الحديدية للنظام على معظم مدن الجنوب، إلا أنه غير قادر على ضبط الأمور.

وقال المسالمة إن مناطق المظاهرات ممنوع على النظام دخولها.. وهي درعا البلد ، وبصرى الشام ، وطفس.. فهي خارجة عن سلطة النظام، ويمنع على النظام دخول هذه المناطق.. ويتواجد فيها جيش حر.. أما الشرطة العسكرية الروسية فهي متواجدة ببعض النقاط فقط.

اقرأ/ي أيضا: منشورات في درعا تدعو لانتفاضة ضد الأسد وحلفائه

ومن بين العوامل الأخرى، التي زادت من حدة الغضب في الجنوب، كما يعتقد المسالمة، غياب المعلومات حول مصير المعتقلين القدامى وعدم الإدلاء عن أي تصريح حولهم واكتفاء النظام بإرسال برقيات إلى الأحوال المدنية والنفوس، وإبلاغ ذوي المعتقلين بالوفاة، مع عدم تسليم أو معرفة أي شيء مصير الجثث.

ويرى المسالمة أن الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها أبناء الجنوب الذين خرجوا من بين ركام الحرب الدائرة لمدة 8 سنوات  أسهمت بشكل واضح في خروج المظاهرات، وانعدام فرص العمل والدخل الذي لا يسد رمق أي عائلة لتعيش يومها، في تأجيج غضب الشارع.. وما يتوج كل ذلك، التواجد الإيراني، والتغلغل السرطاني للمليشيات الإيرانية في بنية المجتمع المحلي.

يذكر أن النظام السوري كان قد استعاد السيطرة على درعا في تموز/ يوليو 2018، إثر توقيع اتفاق الجنوب مع فصائل المعارضة برعاية روسية، لكن الاتفاق لا يسمح لقوات النظام بالانتشار في كل المناطق التي شملتها اتفاقات التسوية، باستثناء المؤسسات الحكومية التي عاودت عملها.