http://anapress.net/a/242065789283328
التعامل مع الألوان بحس فني يضُفي على الحياة بُعداً راقياً يهذب النفس ويسمو بها، وفى حال اذا كانت اللوحة التى ترسم عليها من الزجاج فالعمل يصبح أكثر جذباً، فشفافية الزجاج تمتزج مع تناسق الألوان وتجمعهما فكرة تراثية، خاصةً اذا امتزجت معهم أشعة الشمس الذهبية كل ذلك سينتهي بلوحة فنية تترك فى النفس أثراً ، كالذى تركته أعمال الشابة السورية "مايا الكيلاني" على نفوس متابعيها عبر التواصل الإجتماعي.
لم تستسلم الكيلاني لمصيرها الذى فرضته عليه الحرب كغيرها، لكنّها استغلت موهبتها فى الرسم على الزجاج ليفتح لها مصدر رزق، فبدأت بعرض منتجاتها عبر صفحة لها على موقع "فيس بوك"، ليزداد كل يوم عدد متابعيها وزبائنها فيما بعد يوماً تلو الأخر، مستغلةً فى ذلك الزجاجات الفارغة كحل لإعادة تدويرها بشكل فني.
تأتي رسومات الكيلاني متنوعة بين التصميمات البسيطة والمعقدة، التراثية الشعبية والمعاصرة، وكل له زبائنه، لكن مايلفت النظر هو الإهتمام الأغلبية بالمنتجات التى تحمل طابعاً تراثياً، نظرا لما تمثله هذه الرسومات من دلالة نفسية ترتبط بالوطن الحاضر الغائب.
ومن خلال صفحتها الشخصية على موقع "فيس بوك" فإن الكيلاني لا تزال تعيش فى دمشق، وقد تخرجت من كلية الفنون الجميلة، وقد بدأت فى نشر منتجاتها على التواصل الإجتماعي منذ فترة قصيرة، ولكنها لاقت ردود فعل وتفاعل من قبل رواد التواصل الإجتماعي، الذين بدأووا فى سؤالها عن الأسعار، ووفّرت لهم "الكيلاني" رقماً للتواصل معها.
وتاريخ هذا الفن فى سوريا يعود الى أعرق المدن السورية شهرةً فى هذا المجال هما دمشق وحلب، فهى لا تحتاج مواداً أولية تحكم وجودها في مكان دون الآخر، إلا أنها تعتمد فقط على خبرة الرسام ودقته في رسم النقشات على الزجاج.
واشتهر الرسّامون قديماً بتوثيق أشهر الأحداث والمعارك والحروب على لوحات زجاجية ، كما كان للقصص الشعبية نصيباً أيضا بالتدوين عنها عبر الرسم على الزجاج ، كانت الأواني المستخدمة فى هذا الأمر الزهريات والأباريق وكاسات الماء، ويقوم الرسّام بطليهم بطبقة من الدهان ثم يبدأ برسم أبرع الرسومات.
وتعد رسمتي "البدوي" و"البقجة" التى اشتهرت بهما مدينة دمشق قديماً الأكثر طلباً الى الأن لما لهما من قيمة تراثية وجمالية .