هذا هو "خليفة الأسد" وفق التصور الروسي

هل تعتقد موسكو بأن "سهيل الحسن" سيكون خليفة رئيس النظام السوري بشار الأسد في سوريا؟ سؤال يتردد كثيرًا بالأوسط السورية والدولية بخاصة في ظل العديد من المؤشرات التي تعتبر معطيات لتحضير موسكو للحسن الملقب بـ "النمر" لذلك الأمر.

من بين تلك المعطيات تبادل الرسائل بين الضابط السوري سهيل الحسن "النمر" والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي الخطابات التي تكسر بروتوكولات الرسائل الرئاسية في روسيا.

بعث الحسن رسالة تهنئة لبوتين بمناسبة فوزه بولاية رابعة، ردّ بوتين عليه وقال في نهاية رسالته "انتظر مني شخصياً مفاجأة سارة".

وفيما لا يزال الغموض قائمًا حول ماهية تلك "المفاجأة السارة" التي يحضرها بوتين لـ "النمر"، فإن الأذهان تنصرف إلى العديد من المعطيات الأخرى التي تعني أن الروس يحضرون الحسن لخلافة الأسد.

من بين تلك المعطيات ما نقلته صحيفة "الراي الكويتية" في وقت سابق عن مسؤولين أمريكيين، أكدوا أن "الروس أبلغوا الأسد أن أمن الحسن من مسؤوليته، وأنه يتحمل مسؤولية أي مكروه، يصيب الرجل الذي يبدو أنه صار في عداد المنافسين على الرئاسة السورية لمرحلة ما بعد الأسد".

وكانت تقارير إعلامية قد كشفت عن أن "النمر" يسير في سوريا رفقة مجموعة تأمين روسية عالية المستوى. ومن بين المعطيات التي تبدو واضحة في إطار العلاقة القوية التي تربط بوتين بالحسن، ما حدث أثناء زيارة بوتين لقاعدة حميميم العام الماضي عندما تعامل مع الأسد بفتور بينما أبدى اهتمامًا كبيرًا بمحادثاته مع "النمر".

ونقلت تقارير إعلامية في وقت سابق، بحسب موقع 24 الإخباري، عن مصادر أمريكية أن بوتين حاول في البداية المراهنة على الأسد، بيد أن أداء الأخير عسكرياً، واعتماده الكلي على إيران والميليشيات المتحالفة معها للقتال على الأرض، خيّب آمال الروس، الذين راحوا يبحثون عن ضابط سوري لا يعمل بإمرة إيران وقادر على الإمساك بالأرض بغطاء روسي، ومن دون الحاجة إلى ميليشيات إيران.

ووفقاً للتقارير، يُدير "النمر" ميليشيا غير نظامية قوامها 8 آلاف رجل، قدمت رغم قلة عددها، أداءً ساهم في حسم معارك أساسية ضد المعارضة السورية، بعدما فشلت قوات الأسد والميليشيات الموالية لإيران في حسم المعارك نفسها.

سهيل سلمان الحسن (المولود في العام 1970)، الذي يلقب بـالنمر، هو عميد في جيش النظام السوري، يعمل حاليا قائدا لقوات النمر النخبوية التابعة له. تخرج من أكاديمية القوات الجوية العربية السورية في عام 1991، وخدم في العديد من الوحدات التابعة للقوات الجوية العربية السورية وقوات الدفاع الجوي، وأكمل عدة دورات تدريبية.

وبعد أن كان يخدم في القوات الجوية ووحدات الدفاع الجوي انضم إلى دائرة الاستخبارات التابعة للقوات الجوية، حيث كان مسؤولا عن تدريب عناصر قسم العمليات الخاصة. خلال الحرب الأهلية السورية، خدم سهيل الحسن وقاد قواته خلال عدة اشتباكات كبرى، بما في ذلك عملية نجم سهيل ومعركة حقل غاز الشاعر. وهو جزء من الجيل الجديد من قادة جيش النظام السوري الميدانيين الذين برزوا خلال الحرب الراهنة. وادعت صحيفة لوموند الفرنسية أنه قد يكون منافس للأسد رئيسا لسوريا.

اقرأ أيضًا:

الحسن ينتمي إلى الطائفة العلوية. ويقال إن لديه ابن واحد لم يره منذ بداية الحرب في سوريا. أول ظهور إعلامي كبير للحسن، كان فيلم فيديو من ربيع العام 2014، نشر على الإنترنت من قبل قناة سما الموالية للنظام، يظهر الحسن وهو يزور القوات على الجبهة في حلب.

وصفت أساليب القتال التي يتبعها "النمر" بأنها تستخدم سياسة الأرض المحروقة، يتبعها الاعتداء على مواقع المعارضة بشن غارات على البيوت. وقيل إنه "لم يخسر أبدا أية معارك" مع قوات المعارضة السورية. ولا تزل رتبته محل خلاف.