المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

أطفال سوريا يتحدون ظروف الحرب.. كل على طريقته الخاصة

 
   
14:07

http://anapress.net/a/747554888106472
1031
مشاهدة


أطفال سوريا يتحدون ظروف الحرب.. كل على طريقته الخاصة

حجم الخط:

"ملهمة ومفجرة للطاقات هي الأزمات.. فمن رحم المعاناة يولد الإبداع.. والحاجم أم الاختراع"، معادلات تنطبق تمامًا على الكثير من السوريين الذين فرضوا أنفسهم على الساحة من خلال قصص ووقائع تحدي الأزمة بنجاحات إقليمية وعالمية شهد لها العالم.. ولم يكن أطفال سوريا بمنأى عن تلك النجاحات، فقد شهد العام 2017 كغيره من الأعوام السابقة قصص نجاح عديدة لأطفال سوريا الذين لم توقف ظروف الحرب انطلاقتهم وأحلامهم.

ذلك أيضًا في خطٍ متوازٍ مع أولئك الأطفال متحدي الإعاقة والظروف المعيشية الصعبة في الداخل السوري والذين تعرضوا لإصابات أو ظروف أسرية طاحنة جراء فقدان أحد الوالدين أو كليهما في ظل الحرب.. أولئك لا يقلون شيئًا عن النماذج الناجحة لأطفال سوريا حول العالم.. كل واجه الحرب على طرييقته الخاصة.

قائمة شرف أطفال سوريا تضم الكثير من الأسماء خلال العام 2017، سواء أولئك الذين نجحوا في ضرب أنموذجًا في النجاح في مجالات مختلفة أو أولئك الذين يتعرضون لمعاناة غير مسبوقة يلاطمون خلالها موجات عاتية تهدد لربما بقائهم! ونضيء هنا على بعض النماذج –على سبيل المثال لا الحصر- كل تحدى ظروف الحرب وبزغ خلال العام 2017، كل على طريقته الخاصة. اقرأ أيضًا: حكاية أسرة سورية في الغوطة: مأساة رضيع كُسرت جمجمته.. "كريم" وإخوته فقدوا حنان الأم (صور)

 نماذج ناجحة حصلت على جوائز دولية.. وأطفال يتحدون ظروف الحرب والإعاقة

في مخيم البقاع للاجئين السوريين قرر طفل سوري يبلغ من العمر 12 عامًا فقط أن يقيم مدرسة لتعليم الأطفال اللاجئين في المخيم الذين جاؤوا مع أهلهم فارين من جحيم الحرب في سوريا، وبالفعل شرع في تنفيذ مشروعه وبدأت على مدار أربعة سنوات كاملة من خلال متطوعين من أقاربه في تعليم الأطفال اللاجئين العديد من المواد الأساسية (القراءة والكتابة والإنجليزية والحساب.. إلخ". وفي العام الذي يلملم أوراقه متأهبًا للرحيل 2017 نال الطفل السوري محمد الجمدي (وهو الآن بعمر الـ 16 عامًا) جائزة دولية شهيرة، وهي جائزة السلام الدولية للأطفال للعام 2017.

ومن تلك البصمات التكافلية البيضاء، إلى التفوق الرياضي، فقد شهد العام 2017 تفوق العديد من أطفال سوريا رياضيًا، نذكر منهم على سبيل المثال الطفل "أحمد العلي" الذي فاز بالمركز الثالث "الميدالية البرونزية" في بطولة دولية للكاراتية وهي بطولة "مرمرة". وهي الميدالية الرابعة له بعد حصوله على ميداليات ثلاث سابقة في بطولات دولية أخرى. اقرأ أيضًا: صغار شيّبتهم أهوال الحرب. طفل سوري في مشهد تمثيلي يُدمي القلوب

وفي مجال الابتكارات كان لأطفال سوريا حضورًا خلال العام 2017 أيضًا، فقد فاز طفل سوري يدعى باسم نضال ويبلغ من العمر 14 عامًأ بالجائزة الأولى كأفضل اختراع في مسابقة تم إجراؤها في استراليا، وذلك عن اختراعه ليد صناعية متحركة بجميع الاتجاهات.

وذلك إضافة للمواهب السورية في مجال الفن والغناء، ومشاركات أطفال سوريا في العديد من برامج المسابقات، والذين حققوا مشاهدات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 مليون طفل سوري "يتيم"

وإلى جانب تلك النماذج الناجحة، فهنالك نماذج لأطفال من سوريا اشتهروا خلال العام 2017 بصورة كبيرة وتداولت المواقع المحلية والعالمية قصصهم، بداية من قصة الطفل "عبد الباسط الصطوف" صاحب الفيديو الشهير المتداول عبر الانترنت والذي كان يستغيث فيه بوالديه قائلًا "يا بابا شيلني" مطلع العام 2017 أثناء سقوط برميل متفجر عليه ووالده في شمال غرب سوريا، أدى لبتر ساقه، ثم ظهر الطفل "عبد الباسط" بقدمين اصطناعيتين بعد ذلك ليستكمل حياته ومسيرته. اقرأ أيضًا: طفل من دير الزور ينقذ حياة 30 عائلة من موت محقق

قرابة العشرين ألف طفل قتيل أنتجت الحرب في سوريا، عبد الباسط بقدميه المبتورتين وعمران بوجهه المدمى المصدوم وإيلان بجسده الصغير الذي لفظه البحر، صور قليلة جسدت معاناة الآلاف الذين لم تسعف عدسات الكاميرات أن تلتقط لهم صوراً مشابهة لعلها كانت أشدّ قسوة وصورت الانسانية بوضاعتها التي ضاعت على أعتاب الحرب ها هنا، حيث قضى القسم الأكبر من هؤلاء الأطفال بطريق القصف التقليدية التي طالت منازلهم وهم آمنين فيها علاوة على موت المئات منهم جوعاً ومرضاً في ظل النقص الكبير لمقومات الحياة بشكل عام.

أرقام اليونيسيف تكشف عن وجود مليون طفل سوري "يتيم".. مليون طفل سوري فقدوا أحد والديهم أو كليهما بسبب الصراع الدائر في البلاد منذ العام 2011 وحتى الآن. اقرأ أيضًا: أرقام "اليونيسيف" تكشف عن كارثة تواجه أطفال سوريا

وتكشف الأرقام عن أن نسبة تصل إلى عشرة بالمئة من أطفال سوريا صاروا أيتامًا جراء فقدان أحد والديهم أو كليهما في الحرب الدائرة رحاها الآن، على اعتبار أن عدد السكان في سوريا كان يصل إلى نحو خمسة وعشرين مليون نسمة قبل الحرب وكانت نسبة الأطفال تمثل الثلث تقريبًا.

وتعتبر سوريا –بحسب اليونيسيف- بؤرة خطر على الأطفال، وأطفالها أكثر تعرضًا للمخاطر، ليست فقط تلك المخاطر المرتبطة بفقدانهم لأهلهم بل مخاطر الموت الذي يلاحقهم بالفعل، على اعتبار أن هنالك العديد من الأطفال الذين فقدوا حياتهم في الصراع الدائر، ومنهم أيضًا من تعرضوا لإصابات بالغة وصاروا مقعدين أو أصيبوا بإعاقات مختلفة.