المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

منى غانم لـ "أنا برس": لا يمكن رحيل أي من القوى الأجنبية قبل بداية الحل السياسي

 
   
11:49

http://anapress.net/a/259370374115744
681
مشاهدة


منى غانم لـ "أنا برس": لا يمكن رحيل أي من القوى الأجنبية قبل بداية الحل السياسي
منى غانم- أرشيفية

حجم الخط:

في حوار خاص مع "أنا برس" تتحدث مساعدة رئيس تيار بناء الدولة السورية منى غانم، حول دور التيار بالساحة السورية ومواقفه ورؤيته للحل السياسي، كما تتناول مسألة "سقوط النظام" معتبرة أنه "لا يمكن إسقاط النظام السوري".

كما تحدثت غانم خلال الحوار عن مسار الأستانة الذي اعتبرته "عزز التفاهمات الإقليمية حول موضوع الحل السوري، وبسبب هذه التفاهمات حقق المسار تقدمًا كبيرًا بالنسبة للحل السياسي عجز عنه مسار جنيف".. وإلى تفاصيل الحوار:

بداية، ما هي طبيعة دور التيار ومدى حضوره في سوريا؟

تيار بناء الدولة السورية هو تيار فكري سياسي و ليس حزبًا سياسيًا، و بالتالي فإن كل من يؤمن بأفكار التيار هو عضو في تيار بناء الدولة السورية. وأعتقد بأننا نمثل الأغلبية الصامتة التي لم تشارك في الحرب وتريد تغييرًا سياسيًا وأمنا في سوريا، وترى سوريا دولة حداثية ديمقراطية،  ويؤمنون بالمواطنة و بالهوية السورية التي تعلو على أي وكل انتماءات ما قبل الدولة، وهؤلاء كثر جدا في سوريا.

وما ردّك على الانتقادات الموجهة للتيار بشأن علاقته بالنظام أو اتخاذ مواقف "رمادية"؟

ليس للتيار  بناء الدولة السورية مواقف رمادية أو متبذبذة، بل إن التيار هو أكثر الحركات جذرية بما يتعلق بتغير طبيعة الحياة السياسية في سوريا، بينما ركزت القوى المعارضة الأخرى على المناداة بطلب إسقاط النظام أو رحيل الرئيس السوري. هذه طلبات لا تعتبر أجندة سياسية بل أصلا لم يكن ممكنًا إسقاط النظام بالسلاح، وهذا موقف التيار منذ 2011، وموثق بالمقابلات الصحفية مع رئيس وأعضاء التيار وكذلك في أدبيات التيار. تيار بناء الدولة السورية حركة سياسية، والسياسية تقوم على فن الممكن والصدق مع الجماهير  وليس على الأحلام وبيع الوهم للناس.

 كان من الممكن  للحراك الشعبي السوري  أن يتطور إلى ثورة تاريخية لو لم يتم تسليح المعارضة
  منى غانم

ما موقفكم القانوني الآن بعد الحكم القضائي الصادر ضدك والسيد لؤي حسين؟

ليس هناك حكم قضائي ضدي، بل هناك طلب من جهاز أمني بتوقيفي على الحدود السورية عند دخولي الأراضي السورية. أما بالنسبة للأستاذ لؤي حسين فلقد تم الحكم عليه بست سنوات لوهن عزيمة الأمة. بالنسبة لي بداية الحل السياسي هي بإلغاء القانون الذي يسمح باعتقال السوريين بسبب رأيهم الشخصي الذي تعتبره السلطة وهن عزيمة الأمة. بداية الحل السياسي هو العفو عن كل المعتقلين والمطلوبين بسبب آرائهم السياسية وتحييد المخابرات السورية عن التدخل بالحياة العامة والسياسية. عندها فقط يمكن التفكير بخطوات للحل السياسي.

ما رأيك في "الثورة" السورية؟ هل يزعجك ذلك الوصف بأنها "ثورة"؟ وما ردك على الانتقادات الموجهة لكم في التيار بأن مهمتكم تشويه تلك الثورة؟

أعتقد بأنه كان من الممكن  للحراك الشعبي السوري  أن يتطور إلى ثورة تاريخية لو لم يتم تسليح المعارضة. إذ أن هذا الأمر جعل السلميين  يتراجعون إلى الصفوف الخلفية، وجعل القتل و الدم هو لغة  "الثورة"و قام العديد من المثقفين السوريين بدعم الحراك المسلح، ما أسقط دورهم التاريخي في قيادة حراك حضاري، وأصبحوا هم خلف الثورة و ليس أمامها. كل هذا الأمر جعل هزيمة الفصائل المسلحة أمرًا ممكنا.

السوريون - كل السوريين - بحاجة إلى ثورة فكرية وسياسية وليس إلى ثورة مسلحة، مثل هذه الثورة ستساعد على إعادة تشكيل مفاهيم السوريين حول دورهم في السياسية، وتعيد تركيب اللحمة الاجتماعية على أساس المواطنة وليس على أساس الطوائف أو الانتماءات العرقية.. نحن نحتاج إلى ثورة فكرية سياسية بحق.

ما رؤيتك للحل في سوريا؟ وما وضع النظام في تلك الرؤية؟ وهل أنتم مؤيدون لبقائه أم رحيله؟

لا يمكن رحيل النظام السوري، وهذا الأمر ذكرته بالإعلام في العام 2013؛ لأن النظام السوري يتماهى مع الدولة والحزب الحاكم والوطن.  فرحيله سيتطلب  دمار سوريا بالكامل، ولقد رأينا حجم الدمار الذي وصلت إليه سوريا، ورغم ذلك مازال النظام بقوته الشيء الوحيد الممكن لإعادة الاستقرار والمكانة الدولية في سوريا هو العمل مع النظام لإحداث التغيير السياسي الذي وصفته سابقًا. الحريات السياسية هي بوابة الاستقرار في سوريا  لتسمح بظهور أحزاب سياسية وطنية تسهم في الانتخابات وتسمح للسوريين بممارسة الحياة السياسية بشكل سلمي وآمن.

كيف رأيت دعوات "خروج القوات الأجنبية" واللغط المثار حول ذلك الأمر؟

كسياسية سورية أرى أنه لا يمكن رحيل أي من القوى الأجنبية قبل بداية الحل السياسي؛ هناك دول دخلت بالقوة  كالتواجد الأميريكي في الرقة ولابد من خروج الأميريكي من الأراضي السورية. القوى الأخرى المتواجدة  كالقوى التركية والإيرانية  فهي رهن اتفاقات إقليمية في الاستانة، وكذلك التواجد الروسي في سوريا هو رهن اتفاقات مع الدولة السورية، ويسهل التعامل مع تواجد هذه القوى في سوريا؛ لأنها رهن اتفاقات معينة يمكن النظر فيها بعد  الانطلاق وتثبيت الحل السياسي وتشكيل سلطة سورية يقبل بها معظم السوريين.

لا أعتقد بأننا أمام حرب دبلوماسية سياسية بعد انتهاء الأستانة، وإنما نحن في صدد تنفيذ الوجه السياسي للأستانة
 منى غانم

هل تعتقدين بأن استانة أنهت الحرب العسكرية في سوريا، وبالتالي نحن أمام حرب سياسية دبلوماسية؟ وكيف  تتصورين الحل السياسي في سوريا في ظل كل المتناقضات الحالية؟

لقد أسهم مسار الاستانة بخفض العنف بطريقة كبيرة جدًا في سوريا، وأسهم أيضًا في فصل  الفصائل المسلحة  المعارضة  عن باقي المجموعات الإرهابية. لكن الأهم في مسار الأستانة أنه عزز التفاهمات الإقليمية حول موضوع الحل السوري، وبسبب هذه التفاهمات حقق المسار تقدمًا كبيرًا بالنسبة للحل السياسي عجز عنه مسار جنيف. لا أعتقد بأننا أمام حرب دبلوماسية سياسية بعد انتهاء الأستانة، وإنما نحن في صدد تنفيذ الوجه السياسي للأستانة، ومن هنا فلقد كنا في تيار بناء الدولة السورية ندعو إلى مسار سياسي في الاستانة لضمان تثبيت الإنجازات العسكرية ومنع  انهيار وقف إطلاق النار و البدء بالحل السياسي. لا يمكن لسوريا أن تستقر ما لم يكن هناك حل سياسي جذري يضمن الامن و الاستقرار و الانتقال إلى حياة  سياسية تقوم على مبدأ الحريات السياسية و المواطنة.

وما شكل ذلك الحل؟

الحل السياسي هو الذي يسهم في خلق حياة سياسية حداثية تقوم على مبادئ شرعة حقوق الإنسان ومفاهيم الديمقراطية والحريات السياسية والمواطنة. وهذا الأمر مرهون بقبول السلطة السورية مبدأ التغيير السياسي الجذري وليس فقط بمشاركة المعارضة في السلطة . فبعض قوى المعارضة تشبه السلطة السورية من ناحية احتكارها للسلطة وعدم قبول الآخر. يمكن للحل السياسي أن يكون بمشاركة بعض قوى المعارضة الديمقراطية في الحياة السياسية ولكن هذا يتطلب قبول النظام ودعم روسيا و إيران لهذا المسار وقبول المجتمع الدولي به.