المزيد  
واشنطن تؤكد استعدادها لدعم تركيا فيما يخص إدلب
ميلشيا الحشد الشعبي العراقي يرسل مقاتليه إلى خطوط الجبهة في إدلب
عميد كلية الطب بدمشق: أكثر من 150 ألف حالة إصابة بـ "كورونا" في دمشق وحدها
بينهم قتلى من الحرس الثوري.. غارات على مواقع للميليشيات الإيرانية بدير الزور
ميشيل عون: وجود السوريين في لبنان "عبئاً كبيراً" .. ونطلب مساعدة "الهجرة الدولية" لإعادتهم
آلاف العناصر من "داعش" لا يزالون يتحركون بحرية تامة بين سوريا والعراق
مشافي حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث بسبب فيروس "كورونا"
وفد المعارضة لـ "أنا برس": تم إلغاء أعمال اللجنة الدستورية بسبب اكتشاف 3 حالات بـ "كورونا"

حوار: اللاجئون السوريون في مصر "تحدي وتكافل ونجاح مُبهر"

 
   
11:35

http://anapress.net/a/141454936277245
989
مشاهدة


حوار: اللاجئون السوريون في مصر "تحدي وتكافل ونجاح مُبهر"

حجم الخط:

يَظن المار أنه يتجول في أحد ضواحي الشام، يملأ هنا السوريون المدينة زخمًا، بوجوههم الصافية، وبنظرة الشجن التي لا تفارق أعينهم، نظرة ممزوجة بطموحٍ لا حدود له، بتحدٍ لكل الظروف التي تُحيطهم في ظل أهوال الحرب التي هربوا منها من بلادهم وجاءوا إلى مصر.

 هنا في مدينة السادس من أكتوبر حيث التواجد الواسع للسوريين سواء مساكنهم أو مشروعاتهم المختلفة التقينا برئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين تيسير النجار، والذي تحدث عن التحدي الذي يخوضه السوريون في مصر لإثبات أنفسهم، ومعنى التكافل الذي يؤمن به السوريون في مصر ويغمرون بعضهم البعض بالخير لمواجهة صعاب الحياة في المغترب، حتى تحقيق النجاح المبهر الذي أشاد به الجميع.

يقول النجار إن الهيئة العامة للاجئين السوريين والتي تنتشر فروعها في عددٍ من الدول، وكذا عدد من المحافظات المصرية هي هيئة مُرخصة من الحكومة المصرية، وتعمل في ظل القانون المصري المُنظم لعمل الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، وقد تأسست في الثالث عشر من شهر يوليو من العام 2013، وتعمل على تقديم الخدمات للسوريين المتواجدين في مصر، سواء الخدمات العينية والمادية أو الخدمات الأخرى مثل التعليم والصحة وغير ذلك.

السوريون المتواجدون في مصر –بحسب النجار- يتجاوز عددهم المائتي ألف شخص في السجلات الرسمية بينما في الوقع الفعلي فهم ما يزيد عن مليون شخص، ونسبة 80% منهم أطفال ونساء، الأمر الذي كان دافعًا لتأسيس الهيئة التي تقوم بالمساهمة في توفبر سبل العيش الكريم للسوريين في مصر، كالمسكن والوظائف والصحة وأيضًا توفير الحماية القانونية لهم في بلد الاغتراب.

يتحدث النجار عن فئات السوريين المتواجدين في مصر، ويؤكد أن هنالك العديد من اللاجئين الذين يعانون ظروفًا خاصة، فهناك أسر فقدت عائلها، وهناك من هم أصحاب أمراض مزمنة، وهناك نسبة كبيرة من كبار السن الذين يحتاجون رعاية خاصة، وهناك المصابين الذين هم بحاجة أيضًا لرعاية خاصة وأجهزة تعويضية، وتسهم الهيئة في توفير بعضها لهم في ظل عدم اكتراث مفوضية الأمم المتحدة وتخاذلها.

وعن الأطفال السوريين، يشير النجار إلى أنه يتم تقديم خدمات تعليمية معتمدة لهم من خلال الهيئة وبالتعاون مع أطراف أخرى من أجل دعم السوريين لإكمال أطفالهم لتعليمهم، لاسيما أن الظروف أجبرت البعض عن التخلي على التعليم ودخول سوق العمل لتوفير مستلزمات الحياة لأسرته بعد فقدان عائلها وبعدما صار هو العائل الوحيد للأسرة.

 نحو مليون سوري في مصر مسجل منهم 200 ألف فقط.. و80% منهم أطفال ونساء

وعن تمويل الهيئة والجهات الداعمة، ينفي رئيسها الحصول على تمويلات من أية جهات حكومية، سوى من مساهمات بعض السوريين ميسوري الحال في مصر كنوعٍ من التكافل وكذا بعض تبرعات رجال الأعمال، ويقتصر دور الهيئة في كثير من الأحايين في لعب دور الوسيط بين المتبرعين وبين المحتاجين.

ويعيش السوريون في مصر في العديد من المدن الجديدة ليس في القاهرة فقط بل في عددٍ من المحافظات الأخرى، ففي القاهرة يتواجدون بكثافة في السادس من أكتوبر ومدينة العبور ومدينة الرحاب، وكذا في محافظة دمياط في دمياط الجديدة ومناطق متفرقة أخرى في المحافظات. يقول النجار إن السوريين ضربوا أمثلة في تحدي الظروف، وقاموا بخلق فرص عمل لأنفسهم بل وقاموا بفتح مشاريع خاصة وفروا من خلالها فرص عمل لمصريين أيضًا، مشيرًا إلى المطاعم ومتاجر الأقمشة وغير ذلك من المشروعات التي أقدم السوريون في مصر على افتتاحها ونجحوا نجاحًا باهرًا.

"السوري لا يمد يده لأحد.. كرامة السوري فوق كل اعتبار.. بالتالي عندما جاء السوري إلى مصر أول ما فكّر فيه هو العمل وفتح منافذ عمل بعد دراسة السوق، وقام السوريون بالفعل بافتتاح العديد من المشروعات المُهمة التي أشاد بها الجميع وكان عاملًا من عوامل تحريك الاقتصاد وأيضًا توفير عملة صعبة لمصر مع عمليات التصدير التي يقوم بها السوريون لمنتجاتهم من الأقمشة وغير ذلك.

ويعتقد رئيس الهيئة العامة للاجئين بأن كل تلك النجاحات شاهدة على تفرد السوريين وتحديهم للظروف وكونهم نموذجًا يحتذى به، لاسيما أنهم قد حققوا ذاتهم دون أية تسهيلات من أية جهة أو دون أية امتيازات. ذلك في الوقت الذي تحدث فيه عن الترحيب والتقدير الذي يلاقيه السوريون في مصر من قبل المصريين، على عكس الصورة الذهنية التي كنا نتوقعها.  وقال إن أوضاع السوريين في مصر هي الأفضل إذا ما قورنت بالعديد من بلدان اللجوء الأخرى.

وعن المشروعات القادمة التي تعمل الهيئة عليها خلال الفترة المقبلة هي مشروع تأسيس مركز جديد لذوي الاحتياجات الخاصة من السوريين، وكذا مشفى جديد لعلاج السوريين.